القاهرة – أ ش أ أثار رحيل الكاتب الكبير محمود سالم مؤخرا الحزن وشجن الذكريات لأجيال وأجيال عرفت في أيام الطفولة والصبا متعة كتاباته وبهجة اللحظة مع كتبه. لكن تباريح الوجد والفقد تومىء وتصرح بتحديات اللحظة الراهنة فى عالم الإبداع للطفل المصرى والعربى على وجه العموم بما يؤكد أهمية فتح هذا الملف. ومنذ رحيل مؤلف الألغاز والشخصيات الشهيرة فى مجموعة "المغامرين الخمسة" التى كانت جزءا من المخيال العربى لأجيال تلو أجيال واللحظات الحميمة للأطفال والناشئة من المحيط إلى الخليج- تظهر التعليقات على المواقع الالكترونية للصحف ووسائل الإعلام المصرية والعربية التى بثت نبأ وفاة محمود سالم، مدى الحزن والأسى والشعور بالفقد مع مشاعر حب فياض حيال هذا الكاتب الذى شكل بقصصه جزءا عزيزا من ذكريات الطفولة والمراهقة لأجيال عديدة. وتطرق محمود سالم لمشكلة القراءة عند الطفل حاليا عندما قال :"لم يعد الطفل يطيق القراءة مثلما كان فى عهد سابق.. لقد قضت الميديا من تلفزيون وانترنت على تلك المتعة السحرية.. إذا كنا نخاطب الكبار بصعوبة، فكيف لنا أن خاطب عقول أطفال؟". مضيفا في مقابلة صحفية:"وبصراحة أيضا لا أرى دار نشر متحمسة لإعادة المغامرين". وإذا كانت الثقافة تعنى الكتاب فى المقام الأول بالنسبة للكبار حتى فى عصر الانترنت، كما يرى كثير من المثقفين الكبار سواء من العرب أو الأجانب، فهل يختلف الأمر بالنسبة إلى الطفل؟!.. وحتى على مستوى وسائط الاتصال الجديدة فمن الذي بمقدوره أن يزعم أن الإبداع المصري والعربي نجح في تطويع هذه الوسائل ومخاطبة الطفل العربي عبرها بمضمون عربي أو اقترب ولو قليلا بفكر عربي من نموذج مبهر مثل عالم والت ديزنى ببرامجه وأفكاره التي تحقق دخلا سنويا يقدر الآن ب35 مليار دولار؟! واللافت حتى فى المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت لصحف عالمية مرموقة مثل صحيفة "ذى جارديان" أنها تخصص فى تغطيتها الثقافية حيزا كبيرا لكتب الأطفال والاصدارات الجديدة فى هذا المجال. ومن الأصوات الشابة فى عالم الإبداع للطفل سماح أبو بكر عزت، وهى ابنة الفنان الراحل ابو بكر عزت والكاتبة كوثر هيكل، ولها قصص وكتابات لافتة سواء للصغار أو للكبار مثل :"فى جيبى قلعة ومعبد"، و"العطاء الصامت"، و"مكان فى القلب"، و"توتة توتة بدأت الحدوتة"، كما تكتب للأطفال بمجلة "العربى الصغير" وتشرف على صفحة أسبوعية مخصصة لهم فى جريدة "الوطن" المصرية.