شهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة ورجب أردوغان، رئيس الوزراء التركي ، جلسة الحوار الأولى لمنتدى الاتصال الحكومي الثاني الاحد 24 فبراير بالشارقة . استعرض عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وأندرو يونغ، السياسي والناشط في مجال حقوق الإنسان في الجلسة تجربتهما الشخصية والعملية. وشهد الجلسة كذلك، كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، و الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي ،نائب حاكم الشارقة إلى جانب حشد من ضيوف المنتدى من كبار السياسيين والإعلاميين والمفكرين من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى مدراء الهيئات والدوائر الحكومية في دولة الإمارات والمنطقة، وموظفي أقسام الاتصال في الدوائر الحكومية، والإعلاميين، وطلاب أقسام الاتصال في الجامعات وأدارتها الإعلامية المعروفة في قناة العربية الفضائية نجوى قاسم. وحول إذا ما كان يعتقد بأن العالم العربي يعيش اليوم أزمة تواصل بين الحكومات والجمهور ومن يتحمل المسؤولية الأكبر أوضح موسى: " العالم العربي ومن حوله الشرق الأوسط يتغير لأسباب من أهمها نقص التواصل بين الحكومات والشعوب وبين الشعب نفسه لأن النظم كانت قاسية وقسوتها كانت تؤثر في فاعلية التواصل، وانتهى الأمر بثورات متكررة لأسباب متشابهة" وأشار موسى إلى أن التواصل أصبح أسهل ولم يعد تقليدياً كالسابق وأصبح استخدام التكنولوجيا الحديثة في الاتصال يتم بشكل مباشر بين المجتمعات ولم تعد للحكومات قادرة على قصر التواصل على طريق واحد كما كان في السابق". وعن تصوره لمستقبل المنطقة العربية بشكل عام، وإذا ما كنا نخطو خطوات صحيحة تجاه التواصل الأفضل أم ما زالت خطواتنا وليدة بحاجة للكثير من الخبرة والصقل والتهذيب علّق موسى: "هناك تغيير وهناك مرحلة جديدة تماماً نحو تغيير وإنهاء الديكتاتوريات التي عطلت التطور مع ضرورة معالجة بعض الإشكاليات مثل إشكالية العلاقة بين الدين والسياسة، إلى جانب التعرف على درجة التغيير وسرعته ودور الشباب وكيفية التخلص من أمور روتينية استمرت لعقود، مؤكداً أنه لا عوده لما كان مع ضرورة الحفاظ على التراث، مشيداً في ذلك بما يفعله صاحب السمو حاكم الشارقة من الحفاظ على اللغة العربية والثقة العربية والتراث. وأعرب موسى عن فخره بسلمية الثورة المصرية وبحركات التغيير في تونس والدول العربية الأخرى لكنه أعرب عن قلقه من حالة الانشقاق والوضع الحالي السائد في دول الربيع العربي. ومن جانبه قال أندور يونغ : إننا نعيش في عوالم وليس عالم واحد ولا أحد يتحدث لغة الآخر، وهناك مشاكل كبيرة في الولاياتالمتحدة وأوروبا ناتجة عن الأزمة الاقتصادية، معتبراً أن الثورة المصرية كانت سلمية في جوهرها وانطلاقها بعد صلاة الجمعة أرسل رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن التواصل يتم من خلال احترام القيم السائدة وقوة الجماهير". وعن اعتقاده بأن العالم يعيش حاليا أزمة ثقة بين الحكومات والجمهور، قال يونغ : لا يتعين علينا أن نجني ثمار التغيير بشكل سريع ولكن علينا أن نبدأ على الفور بإصلاحات فورية، واستخدام وسائل الاتصال والتواصل التي تشعر الشعوب أنهم جزء من العالم، وذلك إلى جانب بناء المصانع والمدارس ومد الطرق وأنابيب المياه العذبة". وبشأن اعتباره أن هناك فئات اجتماعية لم تصل بعد إلى درجة التمثيل الصحيح، وبالتالي ما زالت تعاني الظلم أو عدم المساواة، أوضح يونغ أن "الوظيفة والحرية تمثلان كرامة الإنسان وهي ما يجب أن يسعى المسئولين إلى توفيره لرفع الظلم عن كافة فئات المجتمع". وقد شهدت فعاليات افتتاح الملتقي الأحد 24 فبراير بالشارقة نسبة حضور عالية حيث وصل عدد المشاركين إلى 2000 شخص ممن قاموا بالتسجيل عبر الموقع الالكتروني، إلى جانب أكثر من 500 شخصية سياسية وإعلامية عربية وعالمية رفيعة المستوى ورؤساء وممثلي الدوائر والجهات الحكومية المختلفة في الدولة، بالإضافة إلى حوالي 40 متحدثا من عدد من الدول الخليجية والعربية والأجنبية من بينهم جيم ماسينا، مدير حملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الانتخابية لعام 2012. ويضم المنتدى الذي سيعقد على مدار يومين، 10 فعاليات رئيسية مقسمة إلى 4 جلسات حوارية وجلستي دراسة حالة وجلستي حوار خاص إلى جانب خطابين مؤثرين، وتتمحور جلساته حول وجوب التغيير في أسس الاتصال الحكومي اليوم من "الحديث إلى الجمهور" إلى "التحدث مع الجمهور"، وضرورة المرونة في هذه الأسس في ظل الحراك الذي يشهده العالم بشكل عام والعربي بشكل خاص. يذكر أن العام 2012 قد شهد انطلاق الدورة الأولى من منتدى الاتصال الحكومي، والذي ناقش العديد من القضايا التي شكلت نقلة نوعية في طبيعة المواضيع المطروحة في العالم العربي. ويعد المنتدى الأول من نوعه في مناقشة قضايا الاتصال الحكومي وذلك في إطار سعي مركز الشارقة الإعلامي لبناء منظومة جديدة في طبيعة الاتصال الحكومي تستفيد منها المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.