إن أردت أن تبني ملكاً عظيماً فعليك بالعدل،الذي من خلاله يمنح كل ذي حق حقه ولا يكون هناك مساواة بين البشر، صاحب المجهود يكون مميزا عن الكسول والرافض لأداء عمله ويهدر كل طاقاته في نقد زملائه أصحاب الجهد الوفير الذين يعملون بإخلاص حتي يكون رزقهم حلال عكس المتكاسل الذي يحصل علي رزق دون عمل ، ووقته مهدر في نقد الآخرين وتصيد أخطاءهم وأزمة مصر في الوقت الراهن سببها أن العدل لا يطبق المساواة فقط ، فكل مسئول نجده يساوي بين الموظفين العاملين معه دون أن يميز صاحب المجهود الوفير ومع المساواة ضاع صاحب الجهد لأنه تساوي مع الكسول الذي لا يعمل بل أصبح ناقداً لأداء زملائه رغم أنه لايعمل وأولي له أن ينتقد نفسه لو طبقنا العدل في كل مؤسسات الدولة لظهرت طبقة المبدعين العاملين بجد واتقان والتي مع التشجيع سوف تنجح في تحقيق فوائد كثيرة لجهة عملهم ، وسوف تختفي طبقة النقاد الكسالي لأن العدل أظهر المجتهدين وأطالب كل مسئول في هذا الوطن ان يطبق العدل الذي كان سبباً في شهرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأصبح أفضل حاكماً عرفته البشرية بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، الفاروق نجح في ادارة الأمة الاسلامية من ملف العدل ، وكان حفيده عمر بن عبدالعزيز أفضل حكام بني أميه رغم إنه لم يكن دارسا للاقتصاد في جامعات أوروبا ولكنه طبق العدل علي نفسه وبيته ثم طبقه علي الأمة التي كان أميرها ، أطالب كل مسئول ألا يخشي إلا الله سبحانه وتعالي والذي سوف يحاسبنا علي كل شيء في حياتنا مالنا وعلمنا وصحتنا ووقت فراغنا ، ويومها لن ينفع المسئول دعم الوزير أو واسطة الرئيس وأتوجه بنصيحة إلي النقاد الذين كثروا في كل مؤسسات الدولة بأن يعملوا حتي يكون مصدر رزقهم حلال ، والكتب السماوية كلها طالبت الانسان بأن يتقن عمله ولايجوز للانسان ان يحصل علي مال لم يبذل فيه مجهود، فالمال الذي تحصل عليه دون جهد يكون أشبه بالمال الحرام ، ويكفينا الله شرالمال الحرام الذي لا يستطيع انسان مهما كان شأنه تحمل عواقبه وفي التراث قصة العامل الذي جاء للامام الشافعي - رضي الله عنه شاكيا من سوء حاله ومن الفقر الذي يطارده ، فطلب من الامام ان يخفض أجره عند صاحب العمل ، فاندهش الرجل ولكنه نفذ ما طلبه الامام الشافعي وعاد له بعد اسبوع شاكياً وقال الفقر يطاردني وحالي يزيد سوءا، فقال له الشافعي اخفض أجرك عند صاحب العمل، وفعل الرجل ولكنه اختفي شهورا طويلة عن الظهور للامام الشافعي فبحث عنه وعندما وجده قال له كيف حالك أيها الرجل ، قال الحمد الله يا امام زال الفقر عني وأصبحت أدخر رغم أنني أصبحت أحصل علي ربع الأجر الذي كنت أحصل عليه ، فقال له الشافعي أن عملك عند الله لا تستحق إلا ما تحصل عليه وبارك الله لك فيه ، سطور هذه الرواية من التراث أهديها الي كل انسان يحصل علي مال دون جهد وعلينا جمعيا أن ندرك جيدا أن الله يراقبنا جمعيا والسعادة ليست في المال