رغم وجود حوارات ومناقشات لوضع دستور توافقي يجمع به فئات المجتمع المصري ككل وفقًا لما يصلح للمواطن المصري وحقه في المشاركة وحرية الرأي والتعبير وأن الشعب هو القائد الفعلي للوطن. نجد جبالا من الآراء منها المؤيدة ومنها المعارضة ومع نظرة سريعة فاحصه سنجد الصورة ناقصة نوعية من أهم المصريين وغير متواجد في ساحة الحوار وهو المواطن المصري البسيط المطحون ذلك المواطن الذي انشغل بمطالبه ومطالب أسرته ولا يهتم إلا بكيف يؤمن قوت يومه وكيف يمر يومه بسلام بما لديه من مقومات ضعيفة تكاد بالعافية تعينه على الحياة بأبسط إشكالها. ذلك المواطن المشغول بهمم من الحمول والهموم الواقعة على كتفيه لدرجة أنه ليس لديه وقت ليقرأ ويعلم ما يدور حوله ولا يصل له سوا ما يصادف سمعه من أراء الآخرين. ذلك المواطن الذي إذا قرأ مواد الدستور لن يستطيع ربط المادة بحياته وما هي مساوئ وايجابية هذه المواد وأثرها عليه. ذلك المواطن الذي لا يشغله من يحكمه ما دام انه يعيش في أمن واستقرار ويحصل على العيش. ذلك المواطن هو الشرارة الأولى للثورة المصرية لتحقيق مطالبه.. عيش ... حرية ... عدالة اجتماعية. تلك الثورة التي جنى ثمارها مجموعات السلطة والأحزاب ولم يصل لذلك المواطن شئ وهو أيضا ومع الأسف الشديد الذي تقع عليه أخطائهم في إدارة البلاد واستخدام صوته وحاله واستغلال ضعفه لتحقيق مصالحهم هم. وفى النهاية نجد هذا المواطن يتحمل أخطاء من يحكمون وتقع عليه الأعباء متتالية ولا يجد من هو حقا مهتم بشئون ذلك المواطن البسيط . فمتى يصبح لذلك المواطن صوتا حقيقيا يعبر عما يريده ويصل صوته لحكام بلاده , متى يهتم به أحدا ليغير تلك الصورة ويضعه بها ويعمل على إزاحة الأعباء عنه وتعليمه وتنويره. كفانا عبثا ..... وشعارات ..... والتحدث باسمه واستغلاله الحكام مسئولون وكل مسئول، مسئول أمام الله عن رعاياه عندما يتحقق ذلك ويصبح لذلك المواطن وجود فعلى بالصورة ويشارك في رسم حياته التي تعيشها دون أن تفرض عليه أو أن يهتم به أحد اهتمام حقيقى لتوصيل رسالته هنا تتحقق العدالة.
أسرعوا أيها الحكام فقد فاض الكيل بالمصري البسيط وكاد أن ينفجر وتبدأ ثورة من نوع جديد لا يعلم مسارها أحدا.