أعضاء حركة أقباط مصر على مائدة أخبار اليوم للحوار لا يوجد شخص فوق المساءلة بعد الثورة أكد بعض المحللين والمراقبين ان الحالة السياسية المصرية بوفاة البابا شنودة الثالث، اكتسبت مجموعة من المعطيات الجديدة، يجب التفكير في كيفية التعامل معها خلال الفترة المقبلة.. هذه الحالة يفرضها انتخاب بابا جديد لعرش الكنيسة الارثوذكسية المصرية بعد ثورة 25 يناير ،وفي وقت يتم فيه رسم خريطة مصر ممثلا ذلك في صياغة الدستور الجديد وانتخاب رئيس جمهورية الثورة .. ومن هنا استضافت مائدة اخبار اليوم للحوار واحدة من اهم الحركات والائتلافات الشبابية التي ظهرت بعد الثورة وهي »أقباط مصر الاحرار«. تناول الحوار مجموعة من القضايا تدور حول رؤية الشباب المسيحي الثوري لدور الكنيسة خلال الفترة القادمة والدروس التي يجب ان يستوعبها البابا القادم من ثورة يناير ومطالبهم من بطريرك القرن الجديد ورؤيتهم لمن سيعتلي كرسي الباباوية القبطية. في البداية تقول ولاء عزيز منسق الحركة ان الدور الذي ينتظر البابا الجديد علي قدر عال من المسئولية والصعوبة.. فوفاة البابا شنودة جاءت في توقيت صعب وحساس لأن الشعب يعيش ثورة حقيقية وعلي مشارف صياغة دستور جديد من ناحية كما انه يجيء بعد شخصية اكتسبت حب واحترام كبيرين من جميع طوائف المصريين، وبالتالي فإن هذا الامر يحمل البابا الجديد مجموعة من الملفات الصعبة التي سترسم مستقبل الكنيسة المصرية خلال الفترة القادمة. وتري ولاء عزيز ان اهم صفة يجب ان يتميز بها البابا القادم هي القدرة علي لملمة الصفوف وتجميع المسيحيين تحت راية واحدة حتي لا تضاف دائرة جديدة من الفوضي الي حالة الضباب والانفلات التي يعاني منها الشعب. ومن هنا يثار سؤال مهم وهو هل تريد حركة الاقباط الاحرار من البابا الجديد ممثلا سياسيا ودينيا لهم ام يقتصر دوره علي التمثيل الديني فقط؟ تأتي الاجابة علي لسان صابر نزهي احد اعضاء الحركة فيقول ان احدا لا ينكر ان البابا السابق كان يمثل للمسيحيين قيادة دينية وسياسية قوية , وكان قادرا بحكمته وقراراته ان يعبر عن الاقباط المسيحيين ويكبح جماح غضبهم تجاه بعض القضايا التي كانت تثير حفيظتهم وفي البابا القادم ليس لدينا مانع ان يمثل لنا الاب السياسي والروحي طالما عجزت القوانين المصرية الوضعية ان تتيح للمسيحيين ان يحصلوا علي حقوقهم دون الاستعانة بالكنيسة , واعتقد ان القيادة الباباوية السياسية قد تنتفي ونصبح كمسيحيين لسنا في حاجة لها عندما يكون هناك دستور للمجتمع يضمن لكل فرد حقوقه ويلزمه بواجباته ويحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية ويرسي مبادئ الحق واعلاء دولة القانون والي ان تتم هذه المطالب يري عماد حلمي احد اعضاء الحركة ان هناك مجموعة من المطالب التي يجب ان يلتزم بها البابا الجديد من اهمها القدرة علي التواصل مع القيادة السياسية . كما انه مطالب بعدم التهاون في كل ما يخص المصلحة العليا للوطن وفي هذا السياق يذكر للبابا شنوده موقفه الرافض لزيارة المسيحيين للقدس. انتم كشباب ثوري وبما تتميز بها الطبيعة الثورية من الانتقاد والمساءلة هل يمكن لكم مساءلة قادة الكنيسة ام ان البابا هو شخص معصوم من الخطأ؟ يجيب ماهر يعقوب احد اعضاء الحركة ان اي بابا بكل ما يتمتع به احترام او تقدير هو ليس فوق المساءلة فليس هناك اي انسان معصوم من الخطأ والبابا ليس فوق المساءلة كما انه ليس هناك انسان فوق القانون فهناك مجموعة من الخطوط الحمراء التي يجب الا يتخطاها من يقوم علي رأس الكنيسة مثل عدم التنازل عن اي بند من البنود التي تضمن للعقيدة المسيحية استقلاليتها او العبث بها فعلي سبيل المثال لم يقبل البابا شنودة ما اثير من قوانين وضعية ارادت ان تعالج قضية الزواج الثاني في المسيحية لأنه رأي في ذلك ما يتعارض مع ما جاء في الكتاب المقدس ولم يقبل بأي تفاوض فيما يخص قوانين دينية اتي بها المسيح عليه السلام. ويتفق معه في الرأي صابر نزهي ولكنه يؤكد ان هناك مجموعة من الامور التي كانت تلجأ اليها الكنيسة في حل بعض المشكلات الخاصة بالاقباط مثل الجلسات العرفية وهو امر لا يجب التمادي فيه لأنه دليل واضح علي عدم وجود قانون تعلو مبادئه فوق الجميع يضمن لهم حقوقه، وبالتالي فهو خطأ او علي الاقل موافقة علي اسلوب تحاول به الدولة التغطية علي حالة من العوار القانوني الذي يتم له ضبط امور المواطنين وهل هناك قضايا ترون ان الكنيسة المصرية قد اهملتها خلال الفترات السابقة وتأملون في الجالس الجديد علي كرسي الباباوية ان يهتم بها؟ يقول جرجس فايز احد اعضاء الحركة ان مباشرة الحياة السياسية للمسيحيين واحدة من اهم الموضوعات التي لعبت فيها الكنيسة دورا سلبيا خلال الفترات السابقة فاذا كانت لم تمتعنا بوضوح من العمل السياسي الا انها لم تعلمنا كيفية قيامنا بهذا الدور علي الوجه الامثل والمطلوب باعتبارنا شريكا اساسيا في هذا المجتمع وفرضت علينا نوعا من الحصار غير المحسوس او الرسمي ووقفت بيننا وبين القيام بهذا الدور .. وهو الامر الذي ثار عليه البعض من الشباب المسيحي عندما اعلن انضمامه لثورة 25 يناير رغم ان هذا الوضع كان يخالف بعض توجهات الكنيسة التي كانت تخشي من الفوضي وقتها وان تتحول الثورة الي نوع من الانفلات. ويضيف جرجس فايز فيقول ان هناك ملفا اخر غاية في الاهمية لا أري ان الكنيسة في عصر البابا شنودة الثالث قد اهملته ولكن لم تتوصل فيه الي نتيجة واضحة ومشروعة حتي الآن وهو ما يتعلق بقضية او قانون دور العبادة الموحد .. فمنذ عام 1982 وهذا القانون يقبع في ادراج مجلس الشعب ونتمني حلا نهائيا وقاطعا يضمن حق المسيحيين. فكرة التوريث التي كانت واحدة من اهم الاسباب وراء خروج الشارع المصري علي النظام السابق , يري البعض تواجدها في الكنيسة المصرية وذكرت بعض الاقلام ان هناك من الكهنة من يلجأ لتزكية ابنه للكهنوت او توظيف المعارف في اعمال قدسية مستندين الي مبدأ الثقة في الاساس ؟ يقول عماد حلمي ان احدا لا يقبل علي الاطلاق بفكرة التوريث في الكنيسة وانها لا توجد من الاساس بدليل اهتمام الراحل البابا شنودة بنشر مفهوم الديموقراطية في الكنيسة فعندما كانت تحتاج الي رسامة اباء كهنة كان يدعو كل شعب الكنيسة لأخذ آرائهم فيمن يختارونه . فيما يخص اللائحة التي يتم بها العمل في تنصيب البابا , الا ترون ان بعض البنود فيها تحتاج الي نوع من التعديل حتي تواكب العصر الذي نعيشه؟ يري صابر نزهي ان مناقشة هذا الموضوع هو امر سابق لأوانه فعلينا الانتظار حتي يتم تنصيب البابا الجديد بعد اربعين يوما , وفي المستقبل من المطروح ان تتم المناقشة والتعديل. رغم كونكم حركة سياسية ثورية تنادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية الا أنكم اتخذتم مرجعية دينية في توصيف الحركة الا يخالف ذلك المبادئ الليبرالية التي تنادون بها؟ تجيب عن هذا السؤال ولاء عزيز ان حركة " الاقباط الاحرار" لم ولن تكن ابدا حركة سياسية تقوم علي اسس دينية ولا يشوبها اي نوع من العنصرية فللجميع الحق في الانتماء اليها من كل الطوائف المسيحية وحتي الاسلامية ايضا ولكننا اردنا ان نؤكد من خلال الحركة علي اهمية الدور الذي قام ويقوم به الشباب المسيحي في الثورة وبعدها ردا علي بعض الاراء والفصائل السياسية التي ارادت ان تقفز علي الثورة ومطالبها ومكتسباتها بعيدا عن باقي طوائف الشعب الذي شارك في صنع ثورته . ما هي النصيحة التي يمكن ان تتوجهوا بها الي الشخص الذي سيحكم الكنيسة المصرية خلال الفترة المقبلة؟ يجمع الجالسون علي المائدة المستديرة علي ان استغلال طاقة الشباب وتوجيهها في المسار الصحيح تمثل قضية مهمة امام البابا الجديد فهؤلاء الشباب يحملون الكنيسة في قلوبهم، واكتساب البابا الجديد لحب هذه القلوب هو من سيضمن له القوة والاحترام علي رأس هذه الكنيسة.