محمود سالم لم أجد ما يخفف من صفقة أو علي وجه الدقة فضيحة قضية التمويل الأجنبي سوي الاستغراق في قراءة كلمات لاستاذ فلسفة سياسية بجامعة بنغازي الليبية. هي »ثمار« اقتطفتها من أشجار فاكهة رسمها د. محمد فتحي القرش في كتاب له يحمل عنوان »ثورة 52 يناير.. المشروع المصري للنهضة«.. وأترك القارئ يتجول معي ويقتطف ما يشاء من ثمار هذه الحديقة.. لعلنا لا »نركع« مرة أخري علي أيدي »اللهو الخفي« ولا تتكرر هذه المسرحية السخيفة!. من لا يرحل إلا بالثورة فهذا دليل فساده، ومن يهدد بالفوضي إذا رحل فهذا دليل خيانته. النظام السابق يتحمل الانفلاتات الأمنية والخسائر الاقتصادية المصاحبة للثورة لأنه لم يترك للشعب فرصة للحصول علي كرامته إلا بالثورة. الأيادي التي تحاول العبث بأمن مصر هي أياد خاسرة أمام وعد الله ورسوله ثم ارادة المصريين وتلاحمهم. النظام السابق قام بتسميم العلاقة بين الشرطة والشعب، وحان الوقت لأن نتخلص من تلك السموم. الوطن أرحب وأقدس من أي شخص أو سلطة. النظام الفاسد ليس هو الدولة، بل هو ضرر وخطر علي الدولة، ومن ثم فإن اصلاح السلطة الفاسدة أو الثورة عليها واجب وطني مقدس. من كوارث النظام الفاسد انه أهدر حق العمل وحق الاجور العادلة، ولذلك يجب تحديد جدول زمني ملزم لتلبية هذه الحقوق. يجب الوعي بأن الثورة قامت لاسقاط نظام فاسد وليس لاسقاط دولة أو وطن. الشعب المصري طالب باسقاط نظام حكم قمعي ضد شعبه، لكي ينشأ نظام حكم قوي لصالح كل المواطنين وامنهم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. وقوع حادثة هنا أو هناك يصيبنا بالألم ولكنه في نفس الوقت لن يؤثر علي مسيرة كياننا المصري وعزيمته في الاصلاح والنهضة. هذه الثورة اكاد ألمح فيها قسما يعبر عن كيانها وطموحاتها ومسارها، وقسما بأرواح الشهداء وآلام الامهات ودعاء الصلوات، وقسما للتماسك الاجتماعي والكرامة والاستقرار. ليس من المنطقي ترك الوطن عرضة لمكائد ومؤامرات رموز النظام السابق بما يمتلكونه من مليارات واتصالات، وليس من المنطقي ترك فرص اخري لتخريب وقنص الوطن. من العدل أن يكون الانسان حرا، كما أن الحرية لا تكتمل إلا بالعدل.