شاهدت الشيخ محمد حسان الداعية الاسلامي المتميز في برنامج "ستديو 27" علي القناة الأولي وقد تأثرت جدا بما قاله الشيخ سواء في دعائه لمصر أو في دعوته للشعب المصري لجمع تبرعات من الداخل والخارج حتي يتم الاستغناء عن المعونة الأمريكية ونرفض حفنة الدولارات التي "تبقشش" بها واشنطن علينا فكلما تحدث أزمة بين البلدين تهدد بقطعها وكأننا نتسول منها. ورغم تأثري بما قاله الشيخ الكبير إلا أنني بعد أن هدأت نفسيا وجدت أن هذه المبادرة لن تجدي خاصة هذه الأيام التي يعاني فيها الشعب من الافلاس الاقتصادي نتيجة الاضرابات المستمرة وتوقف عجلة الانتاج مما أدي لافلاس مؤسسات كبري لدرجة جعلتها تدفع رواتب موظفيها بالكاد في نهاية كل شهر. لقد جرَّبنا حكاية التبرعات كثيرا من قبل ولم نسمع يوما ان هذه الفكرة نجحت والدليل عندما انطلقت دعاوي في عهد "المخلوع" بجمع تبرعات لتسديد ديون مصر تبرع البعض وقتها علي صفحات الجرائد ولم نعرف بعد ذلك أين وصلت والأغلب انها ذهبت لجيوب الفاسدين في عهد النظام السابق. ليس معني كلامي هذا أن نركع للأمريكان من أجل الحصول علي معونة الاذلال هذه وان نظل قابعين تحت سيطرتهم حتي نبدي الندم علي ما نرتكبه في حقهم ونطلب الصفح والغفران لكن هناك وسائل أخري كثيرة يمكن أن نستغني من خلالها عن هذه المعونة بالعمل الجاد وزيادة الانتاج بدلا من الاضرابات المستمرة.. والكسب الشريف بدلا من الاستغلال.. ومحاربة تجار الأنابيب في السوق السوداء بدلا من ترك الحبل علي الغارب لهم يتحكمون في مصائر الفقراء بالاضافة للتوقف عن ممارسات البلطجة وقطع الطرق والتعدي علي الأراضي الزراعية والامتناع عن حرق المؤسسات العلمية وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وغير ذلك من هذه الوسائل. ليتنا نجمع تبرعات بعد زيادة الانتاج أولا - كما قلت - لتوفير وظائف للعاطلين وبناء مساكن اقتصادية للشباب العانس الذين فاتهم قطار الزواج لدرجة ان بعضهم انتحر يأسا من الحياة.. وقبل كل هذا وذاك رفض المعونة الأمريكية والاستدانة من صندوق النقد الدولي وتسديد الديون المتراكمة علينا منذ عهد النظام البائد. اننا في حاجة لصحوة ضمير أولا وقبل كل شيء.. نحتاج أن ندافع عن كرامتنا بالعمل والاخلاص وحب الوطن وبالأفعال قبل الأقوال. الشيخ حسان رجل مخلص لوطنه والجميع يعرف نواياه الطيبة وبتكاتف الناس معه ومع أمثاله سوف يصبح للمجتمع المصري شأن آخر فنحن لسنا أقل من ماليزيا وتركيا والبرازيل الحديثة وغيرها من هذه الدول التي استطاعت في فترة وجيزة أن تبني اقتصادها بعد أن كان في الحضيض.. المهم ان نبدأ من الآن في بناء مصر الجديدة بعد الثورة.. ونحن علي ثقة تامة اننا سوف نعرف هذه الأزمة طالما يوجد شرفاء في هذا الوطن.