بدأت أشعر بحزن شديد بعدما شاهدته.. طلاب مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا بجامعة النيل البحثية يتسولون الأماكن في الجامعات المصرية لإتمام أبحاثهم في معامل هذه الجامعات بعد ان تم الاستيلاء علي المباني والمعامل الخاصة بهم بمنطقة الشيخ زايد قبل أن يتسلموها وضمها إلي مدينة زويل العلمية وحزنت أكثر عندما علمت أن د.أحمد زويل مع تقديري وإحترامي الشديد لشخصه يهدد بأن القضاء لو حكم لجامعة النيل بإعادة هذه المباني والمعامل إليها فسوف يعيد التبرعات التي تم جمعها لأصحابها مرة أخري وسوف يتخلي عن مشروع مدينة زويل . وكنت أتوقع أن يحتضن د.زويل هذه الجامعة في المقر الخاص بها لتكون ضمن مشروعه البحثي المنتظر خاصة وأن الجامعة طلبت أن تستقل فقط بمساحة 50 فدانا من إجمالي المساحة التي كانت مخصصة لها وقدرها 127 فدانا لكن دون مجيب وكأن طلاب هذه الجامعة أصبحوا من الأعداء . لقد تأسست جامعة النيل عام 2006 كجامعة خاصة لا تهدف إلي الربح، وفي 20 يناير 2011 وافق المجلس الأعلي للجامعات الخاصة والأهلية علي تحويلها إلي جامعة أهلية لتأكيد استقلالية الجامعة وطبيعتها غير الهادفة إلي الربح، وأصبحت تخضع لإشراف المجلس ووزارة التعليم العالي. وكانت هذه الجامعة حلما اشترك في تحقيقه أكثر من 40 عالما جاءوا من كبري جامعات العالم المصنفةوكبري شركات التكنولوجيا في الولاياتالمتحدة وأوروبا عندما وجدوا إمكانية لوجود كيان بحثي جاد ومستقل يمكنهم من خدمة مصر من خلاله، وأن ينقلوا إليه خبراتهم علي مدار عشرات السنين في أرقي المراكز البحثية في العالم. وبدأت نشاطها في مقر مؤقت بالقرية الذكية، ويدرس بها حاليا ما يقرب من 285 طالبا مصريا في الدراسات العليا ، وحوالي 85 طالبا في المرحلة الجامعية الأولي من أوائل المدارس المصرية والأجنبية، وتم تخريج الدفعات الأولي منها وحصل علي الماجستير ما يزيد عن 120 طالبا، وحصل 25 من خريجي الجامعة علي منح كاملة للدكتوراه في كبري الجامعات الأمريكية والأوربية علي نفقة هذه الجامعات، كما حصل عدد كبير من الطلاب علي جوائز عالمية ومنح دراسية قصيرة للدراسة بجامعات وشركات عالمية بتمويل من هذه الهيئات ، وكانت مساهمة الحكومة في هذه الجامعة من خلال وزارة الاتصالات التي خصصت لهاأرضا تملكها علي مساحة 127 فدانا ، وتم الانتهاء من بناء وتجهيز المرحلة الأولي من مبانيها ومعاملها من تبرعات الأفراد ، وأصبح بها تجهيزات ومعامل علي أرقي مستوي في مجالات المعلوماتية الحيوية، والنانو تكنولوجي، والمواصلات الذكية، وريادة الأعمال، وتكنولوجيا الشبكات، والإلكترونيات الدقيقة، وغيرها من التخصصات". لكن الجامعة فوجئت بحكومة د. أحمد شفيق وقتها تتخذ قرارا بضمها بالكامل إلي صندوق تطوير التعليم، ثم قررت الحكومة أن تكون هذه الجامعة جزءا أو نواة لمشروع د. أحمد زويل العلمي لكن د.زويل مازال يرفض ان تكون الجامعة بباحثيها المتميزين جزءا من مشروعه ، ومازال يستبيح أن تكون مبانيها ومعاملها الموجودة في الشيخ زايد ضمن مشروعه دون النظر لمسقبل الباحثين بهذه الجامعة الذين بدأوا يتسولون الأماكن والمعامل في الجامعات الحكومية الأخري بعد أن ضاق بهم المكان في القرية الذكية مع أن مبانيهم ومعاملهم التي تكلفت 50 مليون جنيه أصبحت تحت أيدي الآخرين . بالذمة ده هو البحث العلمي المنتظر؟