قررت أستاذة الجامعة أن يكون هذا اليوم هو أسعد أيام حياتها.. ليس لأنه يشهد حفل زفاف ابنتها الوحيدة فحسب.. بل ولأنه ذكري عيد زواجها رقم 52 مع زوجها الطبيب الشهير.. قررت أن تستعيد ذكريات أيام زواجها الأولي.. جهزت مفاجأة سعيدة لزوجها.. ارتدت أجمل ثيابها ونافست ابنتها العروس في جمالها وأنوثتها.. كانت محط أنظار الجميع.. تتنقل بين المدعوين مثل الفراشة الرقيقة. انتشر الهمس بين الحضور.. الغيرة اشتعلت في قلوب النساء.. والانبهار ونظرات الاعجاب ظهرت واضحة في عيون الرجال.. الفستان الذي كانت ترتديه أستاذة الجامعة كانت قمة في الأناقة والشياكة.. وبقدر أناقته كانت الاثارة التي لم يعتدها الأهل والأصدقاء علي أستاذة الجامعة التي كانت تخفي وراء تألقها الواضح سراً لا يعلمه أحد حتي زوجها. قررت أن تقتطع من وقتها عدة أيام لتقضي مع زوجها شهر عسل جديد.. شهر عسل تأخر ربع قرن من الزمان.. هي عمر زواجهما.. حجزت غرفة بنفس الفندق الذي أقيم فيه حفل زفاف ابنتها لتقضي فيه أولي ليالي شهر العسل الذي تأخر طويلاً.. وقبل نهاية حفل الزفاف همست في أذني زوجها.. فارتسمت الابتسامة علي شفتي الطبيب الشهير.. دقائق وانقضي الحفل.. وانصرف المعازيم.. وقبلهم انصرفت العروس الابنة إلي أوروبا بصحبة عريسها.. وصعدت العروس الأم بصحبة زوجها الطبيب إلي غرفة الفندق والابتسامة تعلو شفتيها.. سعادتها تتجاوز سعادة ابنتها بمراحل انه أسعد أيام حياتها. لم تستمر سعادتها طويلاً.. فسرعان ما تبددت لحظات السعادة وساد الحزن والوجوم وجه أستاذة الجامعة.. وتلاشي هدوء الغرفة والجو الشاعري بها وارتفعت صرخاتها.. كلمة واحدة صرخت بها في وجه زوجها.. »طلقني«.. وأسرعت وتركت الغرفة بسرعة وسط حالة من الذهول سيطرت علي زوجها.. واستقلت سيارتها إلي مدينة الزقازيق حيث تقيم أسرتها.. ودموعها لا تتوقف.. وتحولت أسعد ليالي العمر إلي كابوس مؤلم وتلاشت الفرحة.. وسكن الحزن قلبها.. وكانت أطول ليلة في حياتها تأخر فيها ظهور فجر الصباح كثيراً.. رفضت عينيها الخلود للنوم وفي الصباح أسرعت إلي محكمة الزقازيق للأحوال الشخصية وقامت برفع دعوي خلع من زوجها الطبيب الشهير. وقالت الزوجة في دعواها.. أنها عاشت مع زوجها 52 عاماً تحملت معه الصعاب والآلام.. شاركته لحظات الفشل وكل قصص النجاح.. وقالت أنها كانت شديدة الاخلاص لزوجها.. وساندته في بداية حياتهما.. لم تبخل عليه بحبها ومالها الذي ورثته عن أبيها.. قدمته له دون أي تردد.. وكانت شديدة الحرص علي ألا تقصر في أي من حقوقه الزوجية عليها وأحسنت تربية ابنتها الوحيدة حتي تم زواجها.. وفي ليلة زفافها اكتشفت الصدمة.. تقول الزوجة.. أردت الاتصال بابنتي.. فاكتشفت أنني فقدت تليفوني المحمول.. أسرعت إلي تليفون زوجي أحاول الاتصال بتليفوني ربما أعثر عليه عندما أسمع صوت رنينه.. لكن كانت الصدمة في انتظاري.. اكتشفت أن زوجي قام بتسجيل اسمي علي تليفونه المحمول باسم »الغوريلا« وقتها أدركت أن زوجي ينظر إلي علي أنني زوجة شريرة.. ومثال للزوجة المفترية المتسلطة.. وهو ما أهدر كرامتي وأدركت أن العشرة بيننا أصبحت مستحيلة.. لذلك قررت الخلع منه حتي يتزوج من امرأة أخري تكون أكثر انسانية ورحمة مني وأمام المستشار رئيس محكمة الزقازيق للأحوال الشخصية رفضت الزوجة محاولات الصلح واعتذار زوجها لها وتمسكت بالخلع من زوجها وأمام إصرار أستاذة الجامعة قضت المحكمة بخلع الزوجة بعد تنازلها عن جميع حقوقها واعادتها 002 جنيه دفعها الزوج مهراً لها صدر الحكم برئاسة المستشار أحمد عبدالقادر رئيس محكمة الزقازيق للأحوال الشخصية وعضوية المستشارين عزت عبدالهادي ومحمد حليم وأمانة سر محمود صلاح.