كنت حريصاً أن علي أتحدث معه وأرصد وأحلل وجهة نظره في الوضع الأمني الراهن وما تواجهه وزارة الداخلية من مؤامرات متوالية يرعاها إعلام مرئي فاسد ومضلل!!.. في البداية أكد لي أسطورة الأمن المصري اللواء أحمد رشدي أن وزارة الداخلية ليست نائمة في العسل وأن مجهودات الوزارة ملموسة لدي الجميع خاصة منذ أن تولي اللواء محمد إبراهيم منصب وزير الداخلية.. كما أكد أن الشرطة المصرية لها تاريخها ورسالتها السامية وأنها لن تتنازل عنها إطلاقاً مهما كانت الظروف!!.. كما أشار إلي أن الشرطة وإن كانت تحتاج بالفعل إلي إعادة تطوير وهيكلة فليس معني ذلك هو زعزعة وتقويض المؤسسة الأمنية!!.. كما طالب اللواء أحمد رشدي بضرورة تغليظ العقوبات بالنسبة لحائزي الأسلحة والمفرقعات !.. وانتهزت الفرصة وسألت أستاذ أساتذة الأمن المصري عن رأيه في هذا الاتجاه الذي ذاع صيته الفترة الأخيرة والذي ينادي بضرورة إطلاق اللحية بين صفوف رجال الشرطة واندهش الأستاذ مؤكداً أن هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاً مشيراً إلي أن مبدأ عدم إطلاق اللحية هو من المباديء والأعراف العسكرية الراسخة منذ مئات السنين سواء داخل المؤسسة العسكرية أو داخل المؤسسة الأمنية وهو من العادات والتقاليد العسكرية المرتبطة أشد الارتباط بقواعد الضبط والربط العسكري وأن الطالب سواء في كلية الشرطة أو في الكليات العسكرية الأخري قد نشأ وتربي علي الالتزام بضرورة حلاقة الذقن وعدم إطالة السوالف أو شعر الرأس وهي مباديء وأعراف عسكرية سامية ارتبط بعقيدة ووجدان العسكريين سواء في الجيش أو الشرطة وتطبقها معظم الأكاديميات والكليات العسكرية في جميع أنحاء العالم تماماً مثلما يرتدي رجال القضاء البذلة ورباط العنق!!.. كما أكد الأستاذ علي أنه إذا كانت هناك بعض البلاد التي تجيز اطلاق اللحية في مؤسساتها العسكرية فهذا راجعاً إلي الثقافة والنشأة القبلية في بعض الدول وأيضاً إلي النظام العام الذي يختلف من دولة إلي أخري وفقاً للأعراف والتقاليد المعمول بها في كل دولة!!.. سيظل اللواء/ أحمد رشدي هو وزير داخلية مصر الغائب الحاضر ليس فقط في قلوب أبنائه وتلاميذه من ضباط ورجال الشرطة فحسب ولكن أيضاً في قلوب ووجدان الشعب المصري بكل فئاته وطبقاته وأعماره!!.. كان ومازال وسيظل اللواء/ أحمد رشدي هو أعظم وأشهر وزير لداخلية مصر علي الإطلاق!!.. يكفي أن الشرطة في عهده كانت مسخرة وموجهة لخدمة الشعب وليس لخدمة النظام!!.. هو أول من أمر بأن يغادر اللواءات مكاتبهم المكيفة وينزلون إلي الشارع ليراقبون سير العمل الأمني علي الطبيعة!!.. أحب اللواء/ رشدي الشعب المصري وعشقه الشعب ولم ينسه!!.. رحم الله الكاتب الصحفي العملاق جلال الدين الحمامصي الذي قدم لنا تحفة روائية بعنوان »قال الأستاذ للتلميذ«.. وأطال الله عمر الأستاذ اللواء/ أحمد رشدي!!.