جلست لأول مرة أمام ابنتي الصغري الدكتورة بسمة وأنا لاأستطيع الإجابة علي معظم أسئلتها الاستنكارية عندما فاجأتني بعدد منها يكشف عن مدي صدمة كل المواطنين فيما حدث من جانب النائب زياد العليمي عضو مجلس الشعب من تطاول وسب وقذف ضد المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والذي يعتبر حاليا في مقام رئيس الدولة أيضا والذي قرر مجلس الشعب علي إثره إحالة هذا النائب إلي هيئة مكتب المجلس بعد أن رفض حتي مبدأ الاعتذار عما بدر منه في المؤتمر الجماهيري الذي حدث في مدينة بور سعيد وشهد هذا التطاول المزري علي المشير طنطاوي والذي سيتحدد مصيره غدا الأحد بعدما يمثل العضو أمام هيئة المكتب لتتخذ ما تراه حياله. سألتني ابنتي: هل تستطيع ياوالدي أن تقول لي ماذا كان سيحدث لو وجه شخص ما إلي والد هذا النائب المحترم أو إليه هو شخصيا نفس الألفاظ التي استخدمها هذا النائب تجاه المشير طنطاوي؟ هل سيعتبرها النائب مجرد وجهة نظر وأن المواطن حر في أن يعبر عن رأيه كما شاء حتي لو سب والده أو سبه هو شخصيا وشبهه بنفس الألفاظ التي استخدمها للتطاول علي المشير طنطاوي الذي لولاه ولولا القوات المسلحة لكان هذا النائب جالسا في بيته حتي الآن يندب حظه في أنه أتي إلي هذه الدنيا لوكان المشير طنطاوي والقوات المسلحة نفذت أوامر قيادات النظام السابق وقامت بسحق ثورة 25 يناير مثلما فعلت ومازالت تفعل القوات المسلحة في بلدان عربية أخري ؟ وماذا سيكون رد فعل نوابنا الأفاضل إذا كان هذا النائب المحترم قد وجه نفس هذه الألفاظ إلي رئيس مجلس الشعب ذاته الذي سيمثل أمامه غدا؟ وهل هذه هي الحصانة التي يقاتلون من أجلها حتي يطيحوا سبابا وقذفا في أعراض الناس وفي رموز الدولة ؟ وهل هذه هي أخلاق شباب ثورة 25 يناير الذين انتخبوا القائمة التي كان بها هذا الشاب ليطل علينا بمثل هذه الألفاظ وبمثل هذا التطاول علي أحد رموز الدولة وأرفعها شأنا ؟ نظرت إلي ابنتي وقبل أن أحاول الرد بأي كلمة علي أسئلتها الاستنكارية أمطرتني بأسئلة أخري أكثر حدة قائلة : لو أنك ياوالدي فرد عامل في القوات المسلحة هل ستقبل أن يتطاول أحد علي قائدك الأعلي بهذه الطريقة ؟ ومابالك بالمجتمع كله الذي يعتبر المشير طنطاوي رمزا لمصر كلها لأنه يعتبر رئيس الجمهورية حاليا ؟ ياوالدي .. إن فصل هذا العضو من مجلس الشعب لن يكون كافيا ، بل يجب محاكمته عما بدر منه حتي يكون عبرة للجميع ، وحتي نحافظ علي قيمنا وأخلاقنا ، ونحترم رموزنا كي لا تكون عضوية مجلس الشعب وسيلة لإهدار هذه القيم.