بينما تواصل اللجنة المشكلة لتطوير الأزهر الشريف بحث مشروع تعديل قانون الأزهر القديم الصادر عام 1691.. ليتضمن مقترحات جديدة أبرزها عودة هيئة كبار العلماء.. وانتخاب شيخ الأزهر وتحديد سن إحالته للمعاش.. وغيرها من نصوص مهمة.. تمت الموافقة علي بعضها.. ومازال البعض الآخر علي مائدة الحوار.. ارتفعت أصوات تدعو بأن يشمل التعديل فصل جامعة الأزهر عن المشيخة.. ومنحها استقلالا ماليا وإداريا! هذا المقترح أعاد للأذهان محاولات مشبوهة قام بها قيادات من النظام السابق لفصل الجامعة عن الأزهر.. ونقل تبعيتها للمجلس الأعلي للجامعات فتتحول من جامعة إسلامية عريقة إلي مجرد واحدة من جامعات مصر المتناثرة! ومع عودة الجدل حول فصل جامعة الأزهر عن الأزهر الشريف، طرحنا القضية للنقاش. طمس الهوية د. أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية رفض مقترح استقلال وفصل الجامعة عن الأزهر الشريف، ووصفه بأنه أمر خطير لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال لأن من شأنه طمس الهوية الأزهرية للجامعة والتي ارتبطت بها علي مدي عشرات العقود. وقال د. عمر هاشم: ارتباط جامعة الأزهر بالأزهر الشريف يجعلها جامعة علمية ودعوية، يجمع الخريج بين التخصصات والمجالات العلمية كالطب والهندسة والكيمياء والجيولوجيا وغيرها من المجالات العلمية، وبين خبرات ومهارات الدعوة الإسلامية، بحيث يكون لدينا الطبيب الداعية، والمهندس الداعية، والكيميائي الداعية، والذين يحملون رسالة الإسلام ودعوته إلي كل مكان يذهبون إليه، ومن ثم فإن فصل أو استقلال الجامعة عن الأزهر الشريف يحرمنا من هذا الأمر الذي يتفرد به الأزهر وجامعته. وأكد د. عمر هاشم ان الدعوة إلي الاستقلال المالي والإداري لجامعة الأزهر ليس لها قيمة الآن لأن الجامعة بالفعل مستقلة إداريا وماليا عن الأزهر الشريف. محاولات قديمة واتفقت د. إلهام شاهين استاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر مع د. عمر هاشم في رفضه لمقترح استقلال جامعة الأزهر عن الأزهر الشريف، وإقرار تبعيتها للمجلس الأعلي للجامعات، مؤكدة انها تعارض هذا المقترح بشدة لأنه يقلل من قيمة جامعة الأزهر، ويضعف من وزنها المحلي والإقليمي والعالمي. وأشارت د. إلهام إلي أن هذا المقترح تم تداوله منذ فترات طويلة بأشكال مختلفة، وقد قام النظام السابق بمحاولات مستميتة لفصل جامعة الأزهر عن مشيخة الأزهر الشريف لجعلها جامعة مثل باقي الجامعات الأخري، وذلك لمسخ هويتها الإسلامية، وتطبيق قوانين قد لا تتفق مع طبيعة جامعة الأزهر والدراسة التي تقدمها لطلابها، وقد اشترط النظام السابق في بعض الأحيان زيادة ميزانية جامعة الأزهر لفصلها أو تقسيمها، ولكن محاولاته لم تفلح في ذلك. وقالت د. إلهام: ومع تجدد هذه الدعوة يجب علينا أن نكون حذرين فجامعة الأزهر ليست كباقي الجامعات، وهي من نفسها تطبق القرارات التي تصدر عن المجلس الأعلي للجامعات، والتي يكون فيها مصلحتها ومصلحة طلابها. وأضافت د. إلهام: جامعة الأزهر لها طابعها الخاص المختلف شكلا ومضمونا مع طابع باقي الجامعات الأخري التي تتبع المجلس الأعلي للجامعات، هذا فضلا عن أن جامعة الأزهر وحدها بها عدد من الكليات يعادل عدد الكليات الموجودة في خمس جامعات أخري، وبالتالي لا يمكن أن تكون تحت إشراف هذا المجلس. لا يمكن فصل الجامعة وصف د. محمد مختار المهدي الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية مقترح فصل جامعة الأزهر عن الأزهر الشريف بأنه غير قابل للتنفيذ، ويجد معارضة شديدة من غالبية أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وعلماء الأزهر الشريف، مؤكدا ان الفصل ليس في مصلحة الجامعة. ولو تم هذا الأمر سوف تفقد الجامعة قيمتها ووزنها، فارتباطها بالأزهر الشريف يجعلها جامعة متفردة علميا وإسلاميا، وهو ما جعل أبناء العالم الإسلامي كله يقبلون علي الدراسة في كلياتها المختلفة نظرا لارتباطها بالأزهر الشريف الذي يعد أعرق مؤسسة إسلامية في العالم كله، وبالتالي فإننا عندما نفصل بين الجامعة والأزهر الشريف فإننا بذلك ننزع عنها القيمة الإسلامية المعروفة عنها، وبلاشك سوف تقل نسبة إقبال أبناء العالم الإسلامي علي الدراسة فيها، هذا فضلا عن أن تنفيذ هذا الفصل يتطلب تعديلا في مناهج الكليات بشكل عام وكذلك مراجعة الجرعة الدينية. وشدد د. المهدي علي ضرورة اتخاذ موقف حاسم من دعاوي فصل الجامعة عن الأزهر. مجرد أفكار واقتراحات د. حامد أبوطالب عضو لجنة تطوير الأزهر، وعميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر سابقا قال إن اللجنة قررت تأجيل تعديل المواد والبنود الخاصة بالجامعة لحين عرض القانون بأكمله علي مجلس الشعب المقبل. مشيرا إلي ان اللجنة لم تنته بعد من صياغة قانون الأزهر، وكل ما يتردد حول هذا الأمر مازال مجرد أفكار ومقترحات يتم دراستها. وأكد د. أبوطالب ان فكرة فصل جامعة الأزهر عن المشيخة يتم بحثها، مشددا علي انه أمر غير مقبول تماما، ولا يمكن الأخذ به بأي حال من الأحوال.