الأربعاء القادم.. آخر جلسة من جلسات محاكمة الرئيس السابق مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي ومعاونيه.. ومن المتوقع أن يتم تأجيل المحاكمة للنطق بالحكم لمدة تتراوح من ثلاثة أسابيع إلي شهر تقريباً.. ليستمع المصريون بعد هذا التاريخ لأول حكم يصدر بحق رئيس جمهورية حاكمه شعبه في واقعة فريدة من نوعها تؤكد أن الشعب المصري قادر علي أن يفعل المستحيل إذا أراد . وسواء تم الحكم علي مبارك بالاعدام كما يتمني الثوار وأهالي الشهداء، وجماعة 6 ابريل وأعضاء الجمعية الوطنية للتغيير، أو صدر حكم بالسجن المؤبد أو حتي حصل مبارك كما يتمني أنصاره وعائلته علي البراءة وهو حلم بعيد المنال فإن مبارك قد مات بالفعل منذ 11 فبراير الماضي، وجمال مبارك يموت كل يوم ألف مرة وهو "محبوس" احتياطيا، وبعد أن كان يقترب من الجلوس علي عرش مصر، أصبح جالساً علي البورش في طرة، وبعد أن كان يعقد مؤتمرات ويسير خلفه وزراء حكومة نظيف، أصبح يتنقل من عنبر السجن إلي الساحة لمدة ساعتين فقط يومياً. علينا جميعاً أن ننسي مبارك ورموز نظامه.. لأنهم يحاكمون محاكمة عادلة، ولن يستطيع أحد أيا كان أن يفرض رأيا أو يتدخل ليخفف الحكم عن مبارك وأعوانه، أو حتي يطلب لهم الاعدام، فالقضاء العادل هو الذي سيقول كلمته في النهاية، ويصبح من حق مصر شعباً وقيادة وحكومة أن تفخر بأنها أول دولة في العالم وفي التاريخ تفعل ذلك علينا جميعاً أن ندرك أن مبارك ونظامه أصبح من الماضي، ويجب ألا ننشغل به أكثر من ذلك، لأن هذا هو المقصود وهوالهدف الذي يسعي لتحقيقه أعضاء فريق "اللهو الخفي" بقيادة أمريكا واسرائيل أن ننشغل بذلك، بينما مصر تتهاوي اجتماعيا وأمنياً، واقتصادياً.. ولا يصح مطلقاً أن مصر التي حققت المعجزة تسمح لهؤلاء بهدمها، وامتهان جيشها وقواتها المسلحة، التي قال عنها الرسول صلي الله عليه وسلم اتخذوا من أهل مصر جنداً، فإن بها خير أجناد الأرض".. وفي 1973 أكدت ذلك وأجبرت العالم علي احترام فنونها القتالية، وفي يناير 2011 أكدت أن الشعب والجيش "إيد واحدة" وقلب واحد أيضاً.. وينبغي أن يظلا كذلك حتي لا يحدث لمصر ما حدث في ليبيا وفي سوريا.