محمد عمر لم يكن مفاجئا لي.. أن الإخوان يسعون الآن لتشكيل حكومة من بينهم.. فالإخوان يلعبون سياسية وغيرهم يلعبون في »....« وطالما استحوذوا علي البرلمان بأغلبيته.. فمن الطبيعي أن تكون الخطوة التالية لهم تشكيل الحكومة.. ويتبقي لهم كرسي الرئيس والذي لن يخرج عن مرشحهم عبدالمنعم أبوالفتوح ولكن السؤال.. كيف خطط الإخوان »لزنق« »الدولة« لتضطر إلي أن توافق لهم علي تشكيل الحكومة القادمة.. الحكاية كانت بسيطة جداً.. فلو تتبعت.. أو دققت في جلسات مجلس الشعب وما يدور فيها لتبين لك أنها كانت بداية التكتيك الإخواني للوصول إلي رئاسة الحكومة ودون حاجة لتعديل دستوري.. فالإخوان تمكنوا وبذكائهم أن »يحشروا« في أذهان كل الأعضاء بما فيهم السلفيين والليبراليين أنهم »كبرلمان« السلطة الوحيدة مطلقة اليد دون عداهم من السلطات، ودفعوهم دفعا إلي أن يتجاوزوا اختصاصاتهم، وسلطاتهم »كبرلمان«، والمنصوص عليها في الدستور، ولأن »السلطة« شيء محبب للنفوس فقد تمادي الكل من النواب.. لأنهم حديثي العهد »بالسلطة« في »اساءة« استخدام حقوقهم التشريعية، وبدوأ في الزحف مبكرا علي باقي السلطات »الحكومة والقضاء«، ورأينا في الجلسات وفي اجتماعات اللجان كيف »نصب« أعضاء البرلمان أنفسهم »قيمين« علي كل السلطات وتجاوزوا دون أن يدروا انهم »موجهون« أدوارهم وحولوا دور المجلس من الرقابة علي السياسات والتشريع إلي »تغيير من يريدون من الأشخاص والوزراء« والتدخل في كل كبيرة وصغيرة من اختصاصات السلطات الأخري. ووقف الإخوان »يتفرجون« علي »شعللة« المجلس وتدخلاته غير المبررة أساسا ولا المنطقية في كل شيء، وهم يدركون جيدا أن هذا الأسلوب لابد، وأن يخلق تصادما بين السلطات فتقع »الأزمة« وندخل في »متاهة« تضاف إلي »المتاهات« التي نعيشها.. فيضطر الكل تجنبا لاستفحالها إلي الإسراع بتشكيل حكومة من الأغلبية البرلمانية ضمانا وبحثا عن استقرار الأوضاع.. فلا يمكن بحال من الأحوال أن تكون أغلبية المجلس بلا حكومة تمثلها، وإلا كل يوم ستجد وزير »متجرر«، للتحقيق والإدلاء بأقواله والدفاع عن نفسه.. وكفانا »التحرير« الصداع المستمر في »دماغنا«.. والغريب أن احدا لم يتنبه »لمخطط« الإخوان وبحسن »نية« ساعدهم الكل في »إنجاحه«.. الأعضاء »الليبراليون«، اكتفوا »بالشو« الإعلامي، وتفرغوا »للظهور« أمام جمهور المشاهدين ولم يحاولوا أن يعملوا »معاً« أو أن يستوعبوا أنهم »مغرر« بهم ومستخدمون، ورئيس الحكومة الذي لم يعترض علي تجاوزات المجلس في حق حكومته ووزرائه عيني عينك »وقف« يتملق الإخوان ويقول عنهم »أحسن« كلام معتقداً أنه »حطهم في جيبه« دون أن يدري أنهم حينما صفقوا له في أول جلسة لم يكن »الا« تصفيق الوداع..بصراحة برافو علي الإخوان وخلي الباقي يلعبوا في » ....«!!