ظهور أطفال الشوارع علي مسرح التظاهرات والاعتصامات في الاحداث الاخيرة أمام مجلس الوزراء والشوارع المحيطة به.. ثم تحريضهم أو استغلالهم في حمل زجاجات المولوتوف وإشعال الحرائق.. وإلقاء الطوب والحجارة والتعدي علي رجال الامن.. وغيرها من أعمال التخريب. ظاهرة جديدة وخطيرة.. فهل اراد المحرضون عليها تعريض مصر لعقوبات دولية؟! مشكلة أطفال الشوارع مشكلة قديمة صنعتها ظروف المجتمع أو الفقر أيا كان الا انها برزت علي الساحة بشكل كبير بعد أحداث مجلس الوزراء الأخيرة وذلك علامة خطر علي بلدنا لان انتهاك حقوق الاطفال ايا كان مخالفا تماما للاتفاقيات الدولية التي صدقت عليها مصر فالنظام السابق هو الذي خلق مشكلة أطفال الشوارع هكذا بدأ د. عبد الله الاشعل أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بالجامعة الدولية كلامه عن اطفال الشوارع معتبرا ان خلق مثل هذه الظاهرة جريمة في حق مصر والتقاعص عن حلها جريمة أخري فمصر علي حد قوله مدانة دوليا خاصة في ظل حصولها علي العديد من المنح الدولية لدعم الطفولة وعلي المستوي الدولي دائما ما كانت تثار هذه المشكلة الا ان مصر دائما ما بررت المشكلة بالفقر واعتبرتها مشكلة اجتماعية حتي لا يتم قطع المعونات الدولية.. التي لم تصل الي مستحقيها. واعتبر د. عبد الله الاشعل ان الأحداث الأخيرة كانت هي السبب في تفجير القضية بشكل كبير والاعلان عن وجود مشكلة حقيقية في المجتمع يجب ان يتم حلها بسرعة.. بعدما دخلت في اطار التظاهر واشعال الحرائق والاشتباكات وأنهي د. عبد الله كلامه في أسف لان مصر بالفعل دولة تنتهك حقوق الطفل ولم تحترم الاتفاقيات الدولية ومن الممكن ان يتم ملاحقتها دوليا بتهمة استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة وهو ما يخالفه الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل والتي صدقت عليها مصر منذ سنوات.. ولذا فإن علي الدولة مواجهة تلك المشكلة بحسم. ناقوس الخطر الائتلاف القومي لحقوق الطفل كان له دور كبير في مساندة الاطفال الذين تم اتهامهم في أحداث مجلس الوزراء الأخيرة وان كان لا يمكن تحديد حجم الانتهاكات التي تمت في حق الأطفال الا بعد انتهاء التحقيقات في الواقعة علي حد قول هاني هلال رئيس الائتلاف القومي لحقوق الطفل وأكد انه بالفعل هناك العديد من الانتهاكات التي ثبتت بالفعل منها الطريقة التي تم بها القبض علي الاطفال مرورا بحبسهم مع البالغين بالاضافة الي نشر صورهم في وسائل الاعلام المختلفة استكمالا للاساءة اليهم بالتحقيق معهم في النيابة العامة وليس في النيابة المختصة بالتحقيق مع الأطفال. وأضاف هاني هلال ان الأحداث الأخيرة التي تم اتهام الأطفال فيها ستؤدي الي ابطال كل محاولات المؤسسات المعنية بالطفل في كسب ثقتهم وهو سيصعب المهمة بالفترة القادمة.. خاصة مع المؤسسات الدولية المانحة والمعنية بشئونهم اتهم هلال المجلس العسكري بعدم الاهتمام الكافي بهذا الموضوع رغم المطالبات العديدة من الجهات المعنية بذلك واعتبر هلال ان الواقعة الاخيرة هي ناقوس الخطر الذي ينبه المجلس العسكري باعادة النظر في القضية. تعاون لحمايتهم وبالنسبة للأحداث الاخيرة أكد هاني هلال ان المجلس القومي للطفولة والامومة بالتعاون مع الائتلاف المصري لحقوق الطفل كلف 01 محامين للحضور أمام النيابة في الدعوة المتهم فيها أطفال بإثارة الشغب وتخريب ممتلكات عامة خلال أحداث مجلس الوزراء الأخيرة وذلك للحضور مع جميع الأطفال المتهمين سواء بصفة أصلية أو متضامنين مع محامي المتهمين ان وجدوا وذلك تبعا لقانون الطفل الذي يلزم حضور محام مع الاطفال أمام جهات التحقيق وأمام محاكم الطفل في الجنايات والجنح المعاقب عليها بالحبس، لضمان تفعيل مصلحة الطفل في كافة الاجراءات المتخذة بشأنه أيا كانت الجهات التي تصدرها.. وأضاف انه قد تم بالفعل الافراج عن 24 طفلاً ونسعي الان الي اخراج 13 الباقين حيث إن من ضمنهم 4 من الطلبة وتبدأ امتحاناتهم قريبا. وهو ما يجعلنا نحاول الاسراع في الاجراءات حتي لا يضيع مستقبلهم في التعليم.. عقوبات رادعة لاستغلالهم وأكد هلال ان هناك عقوبات رادعة لكل من سيحاول استغلال الاطفال في اثارة الشغب أو اعمال العنف.. حيث ان عقوبة استغلال الأطفال في النزاعات المسلحة والتي تعد نوعا من أنواع الاتجار بالبشر قد تصل الي الحبس 5 سنوات وتصل الي الضعف إذا كان المستغل للطفل هو احد ذويه مثل الاب او المدرس او المشرف الاجتماعي في دور الايواء.. وأضاف أن هناك العديد من العقوبات لتهمة التشهير الاعلامي بالاطفال مثل نشر صورهم قبل انتهاء التحقيقات واستضافتهم علي شاشات التليفزيون واجبارهم علي الاعتراف تصل الي 005 الف جنيه غرامة مؤكدا ان اعلان العقوبات ربما يكون رادعا قويا لكل من تسول له نفسه استغلال أي طفل. وأضاف هاني هلال ان الائتلاف المصري لحقوق الطفل يناقش حاليا مع المجلس القومي للامومة والطفولة الاجتماع بائتلاف شباب الثورة حتي يتعاونوا معنا لابعاد الاطفال عن اماكن الاحداث المشتعلة وتسليمهم الي دور الايواء أو الابلاغ عن أي طفل يتم العثور في بؤرة الاحداث لخط نجدة الطفل 00061.