وصلتني رسالة بالبريد الألكتروني من صديقي الدائم شريف علي، جاء فيها: »بعد أن قرأت مقالك بأخبار اليوم الإسبوع الماضي الذي تدافع فيه عن مشجعي ناديك بالباطل قبل الحق وتسوق الحجج من الأحاديث الشريفة ومن سيرة الصحابة، قفزت إلي رأسي فكرة مجنونة وهي تخيل مقالك لو أن مشجعي نادي الزمالك مثلا (وهذا لم ولن يحدث إطلاقا) هم الذين قاموا بحرق حافلة جماهير الأهلي أو قاموا بإحراق مشجع أهلاوي رفض خلع تيشرت الأهلي..«. ثم يتصور القارئ العزيز مقالا من خياله يتضمن هذا السيناريو! وماأزعجني في الرسالة ليس ماجاء بها من عبارات إتهام غير حقيقية، ولكن أشد ماأزعجني إنها تدل علي أن بعض القراء الأعزاء لايقرأون ولايفهمون سوي مايريدونه هم، لكي يعطوا لأنفسهم الفرصة للهجوم والانقضاض علي من يخالفهم في الرأي.. فلو أن القارئ العزيز قد قرأ ماكتبته من قبل وبالتحديد من سنوات عندما بدأت ظاهرة مشجعي الألتراس تظهر علي الساحة الكروية، لعرف أنني كنت أول من حذر من خطورة هذه الظاهرة علي مجتمعنا الكروي، ولعرف هو وغيره إنني هاجمت الأساليب العنيفة وغير الرياضية التي تتبعها هذه الجماعات علي مختلف ألوانها، وبالطبع كنت أقصد الألتراس الأهلاوي بإعتباره أول ظهور لهذه المجموعات. ولكن الأخ شريف ورفاقه، لايقرأون أو يحتفظون في ذاكرتهم إلا بالأقوال »المزورة« فقط التي ترضي غرورهم.. فهو يتصور ماكتبته بأنه دفاع عن جمهور بعينه.. بالرغم أن ماكتبته، أوضحت فيه أن كل الأطراف مخطئة لأن كل طرف كان حريصا علي إلحاق الأذي بصاحبه لو استطاع، أو لو كان هو الطرف الأقوي في تلك اللحظة.. ولكن مايقوم به بعض الزملاء في وسائل الإعلام من عملية تزوير للأحداث وتحويل قبلتها إلي جهة معينه تخدم أهدافا معينة جعلت بعض القراء ممن لايريدون إلا هذه النوعية من الأخبار يتصور أن أنصار فريقه دائما هم »الملائكة« الذين لا، ولن يخطئوا أبدا»!« أما باقي العالم فهم »الشياطين« دوما ! وعملية التزوير الإعلامي المتعمدة التي يلجأ لها بعض الإعلاميين الجدد هي الأخطر في رأيي، فهي ترمي دائما إلي أوضاع غير حقيقية، فتزيد البغضاء وتزيد التطرف والتعصب المقيت بين كل الأطراف بعيدا عن الحقائق التي تؤكدها قيمنا الدينية والتي يحاول البعض أن يسخر منها ليرضي غروره أو لأنها صدرت من المعسكر الذي لاينتمي إليه، فالأخلاق والقيم الدينية لاتعرف ألوان فانلات الأندية، ولكنها قيم ثابتة في كل مكان وزمان.