عادت الشرطة للشارع المصري بكثافة، ورغم أن هذه العودة جعلت المصريين يشعرون بفرحة كبيرة، لأنها مؤشر إلي عودة الأمان، الذي افتقدوا جزءاً كبيراً منه خلال الشهور الماضية، ومنذ تنحي المخلوع، لكن هذه العودة أثارت تساؤلات مهمة، ومحيرة لغالبية المواطنين، مثل: أين كانت الشرطة؟ ومن الذي كان وراء غيابها طوال هذه الفترة؟ وهل من خبأها هو الذي أعادها للظهور؟ وهل كان يهدف لتحقيق السيناريو الذي حذرنا المخلوع قبيل تنحيه بأيام عندما قال »إما أنا أو الفوضي«. وهذه الأسئلة منطقية، وتحتاج لإجابات عليها ممن يملكون القرار، فإذا كان غياب الشرطة السابق تم بفعل فاعل، فيجب الكشف عنه، ومحاسبته.. خاصة أن الشعب المصري كشف من خلال تصرفاته وثورته أنه يعي كل ما يدور حوله، ولا تنطلي عليه أي حيلة، بعكس ما يظن هؤلاء الذين يدعون الذكاء، وأنهم يستطيعون خداع الجميع. كما كشف الشعب المصري عن فهمه للديمقراطية، ويستطيع التعامل معها، بعد أن توجه بكل فئاته العمرية لصناديق الاقتراع في الجولتين الأولي والثانية لانتخابات مجلس الشعب، ليكذب ادعاءات المخلوع وحوارييه من الوزراء والمسئولين السابقين، وكبار رجال إعلامه الذين كانوا يؤكدون أن الشعب ليس مهيئاً للديمقراطية، فهذا الشعب لم يكشف زيف ادعاءاتهم فقط، بل صفعهم علي وجوههم حتي يفيقوا من الأكاذيب التي أدمنوها، لدرجة أنهم كانوا يصدقون أنها الحقيقة!