مها عبدالفتاح القناصة أو قناصة البشر أي فرق الموت. قد تدهش لو عرفت مثلي أنها ظاهرة عالمية ومن مدة ولم تحل رموزها بنحو قاطع حتي اللحظة.. أمثال هؤلاء القناصة ممن شوهدوا لدينا رأي العين فوق سطح مبني الجامعة الامريكية وهم يصوبون نيرانهم علي الثوار في ميدان التحرير بعد نحو أسبوع من ثورة 25 يناير ولم يكشف أحد عمن يكونون.. ثم يتبين انها ظاهرة وتكررت في عدة دول من قبل ومن بعد وان لم يتتبعها أحد أو يتوقف عندها ويستقصي... صحفي روسي - نيكولاي ستاريكوف- استقصي منذ سنوات ونشر كتابا طرح فيه نتائج توصل اليها عن الدور الذي يقوم به هؤلاء المجهولون الا ان دليلا قاطعا لم يتمكن من تقديمه.. الكتاب دفع عددا من الصحفيين الآخرين الي تتبع الظاهرة بمزيد من الاستقصاء منهم صحفي ايرلندي - جيويد كولمن- يعيش في باريس قام بتحقيقات متتالية بين عدة دول وكبداية ليسوا بفرقة واحدة متنقلة بل هم اقرب لفكرة تم تبنيها وتنفيذها والزج بها من حين لآخر علي مر السنوات في عدة دول أمكن حصر أهمها... غير الكتاب الروسي وتحقيقات الصحفي الايرلندي، ذلك الفيلم التسجيلي الذي قدمته منذ سنوات مخرجة أمريكية المولد تعيش في النمسا - سوزان براندستاشر- وفجر ضجة عند عرضه لأول مرة في فرنسا بعنوان "استراتيجية الثورة " لأنه يكشف لونا من الارهاب تتبعه بعض أجهزة المخابرات الغربية بتنسيق فيما بينها مع بعض جمعيات حقوق الانسان وبتعاون بعض الصحف الغربية الكبري يؤدي في النهاية لتحقيق عدد من عمليات التدمير العمد لانظمة حكم معينة، بعضها كان عميلا مطيعا وانما رئي التخلص منه عندما دعت المصالح الي ذلك... هذا الفيلم التسجيلي Checkmate - Strategy of a revolution يقوم علي اعترافات عدد من عملاء اجهزة مخابرات غربية عن فكرة " فرق الموت " التي استخدمت بمهارة لاول مرة في خلخلة نظام أمني عتيد مثل نظام تشاوشيسكو.. يعرض كيفية تنظيم ثورة وكيفية ركوب موجة لثورة، و يعرض للخطوة الاولية التي تتمثل دوما في معرفة القوي الفعالة في المعارضة وتحديد اقدرهم علي التأثير .. هذا الفيلم كشف بعض أسرار سوداء وأدي لفضيحة مدوية عندما عرض لأول مرة في فرنسا وقامت صحيفة محترمة مثل لوموند دبلوماتيك بمناقشة المعضلة الاخلاقية التي تؤدي بالقيم الغربية للاقدام علي مثل هذا اللون الفريد من الارهاب في سبيل نشر الديموقراطية الغربية! لنتابع حركة القناصة كما اوردها الصحفي الايرلندي الذي أنفق جهده في تتبعها بدءا من رومانيا 1989 لروسيا 1993 عند تفجير البرلمان في عهد يلتسين ويومها شوهد عدد لا يحصي من القناصة يصوبون سلاحهم الي صدور المدنيين من أعلي أحد المباني المواجهة للسفارة الامريكية في موسكو... بعدها لم يرصد ظهورهم قبل 2002 في فنزويلا مع محاولة الانقلاب ضد هوجو شافيز وشوهد القناصة فوق مبني قرب القصر الجمهوري وفتحوا النار علي مظاهرة للمعارضة كانت متجهة للقصر فقتل من قتل وجرح واتهم شافيز بقتل شعبه ولم يكشف بدليل قاطع هوية القناصين... بعدها ظهروا في تايلاند 2010 وصحيفة كريستيان ساينس مونيتور أول صحيفة أمريكية تنشر تقريرا تفصيليا تسجل فيه ظهور قناصين غير معروفي الهوية قتلوا وأصابوا كلا من جنود الامن والمتظاهرين المنتسبين لذوي القمصان الحمر.. أظهرت الكاميرات صورا لبعض القناصة وشاهدهم الصحفيون ولم يتمكن احد من تحديد هويتهم.. المحطة التالية كانت ذات العام 2010 في جمهورية كيرجيستان بآسيا الوسطي مع تفجر العنف العرقي بتلك الجمهورية ذات الاهمية الاستراتيجية القصوي لكل منن روسيا وأمريكا وبها احد اكبر واهم القواعد العسكرية الامريكية في آسيا: قاعدة ماناس.. في ذروة الاحداث فتح قناصون غير معروفي الهوية النار علي الاقلية (الاوزبك) وقال شهود عيان أن القناصة ظهروا في الادوار العليا لمبني طبي يطل علي شوارع جانبية ضيقة وأنهم بدوا طوال القامة اقرب الي أجانب مرتزقة منهم سود البشرة وشقر ولم ينشر شيء من هذا في الصحف الدولية الكبري التي غطت الاحداث بغزارة ولم يجر تتبع او استقصاء ولا تحقيق حول كنه هؤلاء.. لننتقل الي تونس: 16 يناير 2011 ووفق شبكة سي ان ان: "عصابات مسلحة " تقاتل قوات الامن التونسية، علما بان عمليات قتل عديدة ارتكبت علي مدي الثورة التونسية وصف مقترفوها بأنهم "قناصون غير معروفين "! الي مصر: والسؤال ما زال ماثلا وهو من هم هؤلاء الذين شوهدوا أعلي مبني الجامعة الامريكية يصوبون نيرانهم علي الثوار في ميدان التحرير؟ وفي شهر أكتوبر قتل مينا دانيال الناشط المصري برصاصة قناص في الصدر خلال احداث ماسبيرو التي شوهد خلالها قناصة علي الكوبري استخدموا الرصاص بينما اكد الجيش أن ما من ذخيرة حية كانت بحوزة القوات المسلحة.. فمن يكونون هؤلاء القناصة الذين لم يضع أحد يده علي أي منهم في كافة أنحاء الدول التي ظهروا بينها و زاولوا مهامهم السوداء في ابنائها... هذا الدور الذي يزاوله هؤلاء ما زال غامضا و معقدا له وجوه متعددة تصعب من ايجاد اجابات قاطعة حولهم.. خلال مرحلة القلقلة الأولية في ليبيا عرضت قناة الجزيرة فيديو تظهر فيه مظاهرات سلمية تطالب بالديموقراطية ثم انهمرت النيران عليها من قبل ما يفترض انها قوات القذافي.. الفيديو يقدم ما يقنع المشاهد بأن المتظاهرين ضربوا بنيران قوات القذافي بينما الشريط الاصلي - بدون التدخل الفني - وهو موجود علي اليو تيوب يبين ذات التظاهرة و هي تحمل أعلاما خضراء أي كانت مع القذافي فأما النيران التي صوبت عليها فكانت عناصر قناصة غير معروفة الهوية! نتحول لسوريا حيث تتعرض الطوائف الثائرة من الشعب السوري الي فرق الموت أو قناصة منذ اندلاع العنف في شهر مارس ولكن وسائل الاعلام والفضائيات المرموقة التي نتابعها لم تنشرما يشير الي ذلك ولا أن (ثلث) الضحايا هم من قوات الجيش السوري! الخلاصة: توقيت اختيار هذا الموضوع ليقيني أن العالم العربي يتعرض الآن لاكبر مؤامرة في تاريخه... ولنتيقظ ونعي بالقليل حتي لا ننجر من انوفنا وراء المؤامرة دون ان ندري.