هوجو شافيز.. الرئيس الفنزويلي الشهير الذي تتخذه أغلب الشعوب رمزا للثورة والديمقراطية.. ويعتبره مواطنو أمريكا اللاتينية والدول العربية الحاكم المثالي لأهم دولة تنتج النفط في العالم.. ولا يخفي الكثير أمنيتهم في مشاهدة رؤساء جدد لبلادهم يمتلكون صفات شافيز الشجاع.. ولكن الأمور لم تستمر كثيرا بعد أن ثارت الشعوب العربية وطالبت بنفس مباديء شافيز وبالفعل نجحت مصر وتونس في ثورة المطالبة بالديمقراطية والعدالة.. ومازالت شعوب أخري مثل ليبيا وسوريا واليمن وغيرهم يتمنون نفس النجاح. جاءت ردود أفعال شافيز مخالفة لمبادئه ومناقضة لعقائده التي طالما طالب شعبه بتحقيقها قبل اعتلائه السلطة.. فأذهل الجميع عندما أعلن معارضته للثورات العربية مؤكدا رفضه لها وهو يصفها حتي الآن بكونها »روح تمرد تجتاح الشرق الأوسط«.. وكشف موقفه عن اختلاف ردود أفعال دول أمريكا اللاتينية خاصة بعد اعلان وسائل الإعلام التابعة لشافيز ان ما يحدث في ليبيا ليس تمرد من أجل الحرية ولكنه مؤامرة تهدف إلي نشر الفوضي في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وتابعت مواقف الزعيم الفنزويلي الذي انقلبت الآراء ضده لتهاجمه بقوة خاصة بعد اقتراحه مبادرة حل الازمة الليبية واعلانه الاتصال بالرئيس الليبي معمر القذافي لحل الصراع بينه وبين الشعب لانهاء الخلاف دون ان يكترث للضحايا والدماء التي غطت الشوارع الليبية بعد اعتداءات القذافي وتهديداته المستمرة بإبادة الشعب بعبارته الشهيرة: »حتي آخر نقطة دم« مؤكدا أن خروجه لن يكون سهلا علي الاطلاق ولم يهتم أيضا بنداءات الشعب الليبي بسقوط النظام وانهاء الفساد.. ومن المعروف أن شافيز يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع معمر القذافي حتي ان الشائعات سرت منذ اندلاع الثورة الليبية بهروب القذافي الي فنزويلا وقام القذافي بتكذيبها علي الفور. ثورة فاشلة بعد تصريحات شافيز المحبطة والمثيرة للجدل.. تعالت الاصوات والاقلام التي تؤكد خروج شافيز عن مبادئه بشكل صريح لتعلن عن سقوطه كرمز للديمقراطية والحرية خاصة بعد تأكيد مصادر عديدة من قلب فنزويلا انه بدأ اتخاذ اجراءات رادعة لأصوات المعارضة في بلده خوفا من انتقال روح الثورات العربية الي دول امريكا اللاتينية.. ونسي شافيز محاولته السابقة بادارة انقلاب فاشل عام 2991 ضد حكومة كارلوس اندريس بيريز ودفع ثمن ثورته ومبادئه بدخوله السجن لمدة عامين وبعد اطلاق سراحه أسس حركة يسارية تحت اسم الجمهورية الخامسة التي عرفت بكونها الناطق السياسي باسم الفقراء لتصبح السبب الرئيسي لانتخاب شافيز رئيسا لفنزويلا عام 8991 واعيد انتخابه لفترة أخري ليستمر في الرئاسة حتي الآن. الثائر ضد أمريكا منذ بداية فترة رئاسته اتخذ شافيز مواقف جريئة جعلته رمزا صريحا للحرية والشجاعة خاصة من وجهة نظر الشعوب العربية وعلي رأسها مواقفه المعارضة للولايات المتحدةالأمريكية واسرائيل التي يعبر عنها دائما بتصريحات قوية لاذعة تثير اعجاب الملايين مثل جملته الشهيرة »ينبغي جر الرئيس الاسرائيلي الي محكمة دولية ومعه الرئيس الامريكي.. لو كان لهذا العالم ضمير حي«.. ولا يخشي شافيز من اتهام الولاياتالمتحدة بمعظم القضايا التي واجهته طوال فترة حكمه وازدادت العلاقات سوء بعد اتهام شافيز لامريكا بمحاولة الانقلاب ضده في عام 2002 وكادت تطيح به بعد الاعلان عن رئيس آخر مؤقت لولا المظاهرات المؤيدة له واعلان معظم دول امريكا اللاتينية تأييده فعاد مرة أخري الي الحكم بعد 84 ساعة من اعلان اقالته ليعلن بعدها رفضه القاطع للسياسات الامريكية ويرفض وجود أي سفير اسرائيلي علي الاراضي الفنزويلية. معاداة الثوار العرب وعلت نبرة التصريحات التي اطلقها شافيز ضد امريكا عندما اتهمها بانها العقل المدبر لجميع الثورات العربية في اهانة صريحة للثوار العرب ولم يكتف برفض التدخل العسكري الامريكي في ليبيا مثلما ادانه الكثيرون دون أن يسيئوا الي الشعب الليبي ولكنه قال ان امريكا خططت لدخول ليبيا اشهر بلاد النفط عن طريق تدبير تلك الثورة.. مما تسبب في تغير نظرة الشعوب العربية المطالبة بحريتها نحو شافيز رمز الديمقراطية واتهموه باهانة الشعوب العربية المطالبة بحرياتها خاصة نه معروف بروحه الثورية التي يقول دائما انها مستمدة من سيمون بوليفار وثورته في امريكا الجنوبية.