بالأمس القريب، كانت انتخابات نقابة الصحفيين، حيث ضرب أصحاب الرأي المثل والقدوة في الممارسة الديموقراطية، ليشكلوا مجلس نقابة الصحفيين الأول، عقب ثورة 25 يناير، والذي يتولي رعاية مصالح صحفيي مصر، ويكون المدافع عن حقوقهم، والحامي لحرياتهم والأمين عليها في مرحلة زمنية هي الأكثر حرجا. وخلال تلك الانتخابات، كان الحرج في الاختيار علي منصب النقيب، حيث ترشح الصديقان يحيي قلاش وممدوح الولي، في منافسة هي الأشرف بين الأصدقاء، وليضعوا الجمع الصحفي في حيرة من أمره، فكلا المرشحين يملك تاريخا نقابيا يمكنه من احتلال مكانته في المقدمة، ولكن الواقع يفرض اختيارا لواحد منهم، ليكون للصحفيين نقيب واحد، يعيد ترسيم ملامح شارع الصحافة المصري، يشاركه أعضاء مجلس النقابة، وجموع الصحفيين، أصحاب الحق الأصيل في تقرير مستقبل الصحافة المصرية، لصياغة ملامح الرأي والفكر لمصر الثورة. ويتوج ممدوح الولي نقيبا للصحفيين، ويكون البداية لجيل جديد من النقباء، تتلمذوا علي فكر الأساتذة، ليبدأ عصر شباب النقباء ممن يعبرون عن نبض ثورة مصر، ويتولون دفة التغيير والإصلاح لمسارات ومفاهيم ما أحوجنا لإعادة صياغتها، وليكون علي رأس نقابة الصحفيين أحد أبنائها المخلصين المؤمنين بحتمية مواجهة التحديات مهما عظمت، في إصرار علي التغيير إلي الأفضل، وتحقيق الإنجاز لتحسين أحوال الصحفيين عامة، وهو ما يستلزم تعديل لائحة الأجور، مع اتخاذ الضمانات الكافية لتطبيقها، وإلزام المؤسسات الصحفية لتطبيقها، في إطار الحفاظ علي حد أدني لحياة كريمة لأصحاب مهنة صاحبة الجلالة، المسئولين عن رعاية الحريات، وصالح الوطن. وأذكّر الصديق ممدوح الولي بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: " إن لله خلقاً خلقهم لقضاء حوائج الناس، آلي علي نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالي والناس في الحساب".. وأحسب الولي علي خير كثير، وأهمس إليه بضرورة توسيع صدره ليتسع لهموم جميع إخوانه من الصحفيين، ليس فقط ممن يوافقونه الرأي، ولكن يلتزم بإعطاء نصيب أكبر من وقته لمن يعارضونه، حتي تتقارب وجهات النظر وتتواصل، ويكون الخير للجميع. كرامة الصحفي، وحرية الرأي والتعبير، وتأمين حياة كريمة، والعدالة الإجتماعية، قضايا عاجلة وملحة تفرض علي مجلس نقابة الصحفيين الجديد يتقدمهم عمنا محمد عبد القدوس راعي الحريات، والكابتن حاتم زكريا النقابي صاحب العقل الرصين، والشاب الثائر خالد ميري عدو الفساد والمفسدين، وبصحبتهم الأساتذة الأفاضل باقي أعضاء المجلس، مؤازرين عبير سعدي التي تألقت بحصولها علي أعلي الأصوات معلنة عن نقابية مميزة تعمل من أجل إعلاء شأن الصحافة والصحفيين. هنيئا لصديقي ممدوح الولي نقيب الصحفيين، ولجميع أعضاء المجلس.. وفقكم الله، وأنار بصيرتكم.