بصراحة لم يرق لي أن أري صورة أحمد عابدين محافظ كفر الشيخ وهو يمسك بيده مقشة ويقوم بكنس الشوارع وهو يرتدي تريننج سوت.. ربما كان ذلك مقبولاً في الخمسينات والستينات ولكنه يصبح اليوم مثاراً للسخرية ودليلاً علي العقم الذي تعانيه أجهزة المحليات.. وهنا لا أتحدث عن المحافظ في حد ذاته لأنه واحد من المحافظين الأكفاء وقد تابعت عن قرب معالجته لبعض المشاكل في محافظته وقدرته علي احتواء الناس. لكن حكاية المقشة وكنس الشوارع فيها زيادة ومزايدة حبتين!! فليس من عمل المحافظ أن يمسك بالجردل والمقشة لكي يكون قدوة.. وأعتقد أن الموضوع انتهي بمجرد أخذ الصور التذكارية والتي تباري فيها بعض المسئولين التنفيذيين بالمحافظة لكي يفعلوا مثلما فعل كبيرهم. سوف يختلف الأمر كثيراً لو أن كنس الشوارع أصبح قاعدة يومية للمحافظ يمارس فيها خدماته للمجتمع ويعطي القدوة لغيره من الناس وأعتقد أن ذلك كفيل بلفت نظر المواطنين والذين سيسارعون ليفعلوا مثلما فعل محافظهم. إن قيام المحافظ بكنس الشوارع دليل إدانة لكل العاملين بمجال النظافة وقياداتهم لان معني ذلك ان الشوارع قذرة وان اجهزة المحليات لاتقوم بواجبها كاملاً. وإن الأمر استدعي تدخل المحافظ.. وطبعاً لما المحافظ يكنس هتبقي النظافة شكل تاني مش زي سلق البيض اللي بيعمله عمال النظافة في شوارعنا. عموما أنا ادرك النوايا الحسنة للمحافظ ولكن أدعوه لكي يفكر مرة ومرتين قبل أن يقدم علي أشياء لم تعد مقبولة ولا مستساغة في عصر التكنولوجيا والنت وتتناقض أيضاً مع كونه أحد محافظي الحكومة الذكية.. والأمر الاخطر هو أن يقلده بقية المحافظين في محافظاتهم.. ونري كل محافظ وهو يمسك بيده جردل ومقشة.. ومش بعيد بعد كده نراهم واقفين في إشارات المرور مثل كل عمال النظافة في مصر الذين تفرغوا للشحاتة علي طريقة »لله يامحسنين وحسنه قليلة تمنع بلاوي كتيره وهنيالك يافاعل الخير«.. الأخطر إن بعض المحافظين ممكن يقدموا استقالتهم لأن شغلانة المحافظ مش جايبة همها.. والإمساك بالمقشة في الإشارات يدر دخلا أكبر بكثير من مرتبات المحافظين.. لكن ده كوم وخوفي إن بعض المحافظات تبعت لمحافظ كفر الشيخ علشان تستفيد بخبرته كوم تاني !!