الحكومة التي لا تريد أن تغضب أحداً لا تحكم وتستحق تذكرة سفر بلا عودة إلي جزيرة الحكومات السابقة، ويقيني أن حكومة د. شرف استحقت في كثير من المواقف العاصفة التي مرت بها مصر إلي هذه التذكرة المجانية وبلا رسوم مغادرة. آخر المواقف التي تعاملت معها الحكومة بأعصاب باردة موقفها في قضية تدفق التمويل الخارجي للمنظمات الأهلية غير المسجلة التي بلغت خلال الشهور الستة الماضية أكثر مما تم إنفاقه في 6 سنوات حسب تصريحات د. فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي بواشنطن!! لا أجد مبرراً لغموض الحكومة في التعامل مع قضية بهذا القدر من الخطورة وتباطئها في فضح المرتشين بالمال السياسي سوي أنها تمنحهم الفرصة لإخفاء جريمتهم أو أنها تريد أن تنقلنا من الفساد المستتر بالاستبداد في الماضي إلي الفساد الذي يتخفي وراء الديمقراطية والثورة!! افضحوهم وحاكموهم خاصة ونحن علي أعتاب انتخابات برلمانية والوجوه كلها أمامنا بالغة المرونة ترتدي »قناع« الوطنية يمكن أن تخدعنا وتقع الطامة الكبري فنأتي بأيدينا بأنظمة ومجالس شرعية منتخبة باعت الوطن وقبضت الثمن مقدماً ونستبدل بإرادتنا نواب القروض والأراضي بنواب الدولارات واليوروهات!! صمت الحكومة وتقاعسها إزاء هذا الملف الخطير أيضاً يضع جميع القوي الوطنية في دائرة الشبهات خاصة أنها تمتلك ملفاً موثقاً بالأرقام والأسماء والمبالغ، ولذلك أدعو كل الأحزاب والائتلافات والمنظمات الوطنية الشريفة أن تبادر بالإعلان وبشفافية أمام الرأي العام عن مصادر تمويلها ومن أين جاءت بها.. أما حكومة د. شرف فعليها أن تقوم بأضعف الإيمان وأن تبادر بعلاج القصور التشريعي أو إصدار مرسوم بقانون يقينا شرور هذا المال الحرام وتوابعه وأن تكف عن لعب دور ضيف الشرف في قضايا مصر المصيرية.