لا يختلف اثنان علي نجاح مشروع احلال سيارات التاكسي القديمة بأخري جديدة بعد أن تم تغيير نحو 30 ألف سيارة قديمة بأخري حديثة ، فشوارع القاهرة الكبري تكتظ بملايين السيارات وهو ما يزيد أضعافا عن قدرتها الاستيعابية ، مما جعل قائدي السيارات ومستقليها يشعرون بأنهم في ساعات ذروة مرورية تقريبا علي مدار اليوم وليس في أوقات محددة مثلما كان يحدث قبل سنوات . ولاشك أن احد الأسباب الرئيسية لبطء حركة السيارات في القاهرة الكبري يتمثل في وجود عشرات الآلاف من السيارات القديمة المتهالكة التي تسير في الشوارع دون توافر شروط الأمن والمتانة بها ، مما يجعلها تتعطل باستمرار لتسبب ارتباكا وبطئا في حركة المرور ، وبالتالي زيادة الشعور بالاختناقات المرورية ، ولاشك أن هذا البطء يسبب خسائر اقتصادية تقدر بمئات الملايين من الجنيهات سنويا ، بالاضافة إلي ما تسببه السيارات المتهالكة من تلوث للبيئة وتصيب المواطنين الذين يتعرضون لأدخنتها باستمرار بالأمراض . وجاء مشروع احلال التاكسي الذي تبنته وزارة المالية ودعمته بما يزيد علي مليار جنيه في مرحلته الأولي التي انتهت منذ أسابيع والذي شاركت فيه بعض الوزارات الأخري كالداخلية والبيئة والتنمية المحلية وبعض البنوك ليساعد علي إخراج عدد كبير من السيارات القديمة من الخدمة لتحل بدلا منها سيارات حديثة مكيفة أرضت المواطنين والسائقين معا ، مما كان يبشر بنجاح المرحلة الثانية للمشروع لكن ذلك ذهب أدراج الرياح بعد أن نفضت شركات الدعاية والاعلان يدها عن المشروع لتزداد الاقساط علي أصحاب السيارات المستبدلة بنحو 550 جنيها شهريا للسيارة مما يمثل عائقا أمام استمرار السائقين في هذا المشروع الحضاري ، وهنا يطرح السؤال المهم نفسه : لماذا لا يتدخل وزير المالية وهو الأب الشرعي للمشروع لايجاد حلول لتعود الأقساط إلي سابق عهدها ، بمايسهم في استمرار هذا المشروع الذي أضاف لمسمة من الجمال والرونق علي شوارع القاهرة.