سنوات طويلة وراء القضبان قضاها 0007 غارم؛ لأنهم وقعوا ايصالات علي بياض مقابل سلع ضرورية اشتروها لأسرهم.. واستغلها محترفو النصب علي الفقراء! ولأن رحمة الله واسعة وجد هؤلاء البسطاء »مؤسسة مصر الخير« تمد لهم يد العون بتسديد ديونهم واخراجهم من السجون.. وتدبير مشروعات صغيرة لهم لكسب لقمة العيش. الغارم هو من عجز عن سداد دينه وهو من مستحقي الزكاة ولذلك وجهت المؤسسة أموال الزكاة للغارمين ونجحت في اخراج 7 آلاف غارم حتي الآن منهم 0002 في العام الماضي و5 آلاف في عام 1102 ولازالت هناك 0003 حالة بالسجون يتم دراسة ظروفها للافراج عنها. وقد أكد د. علي جمعة مفتي الجمهورية ورئيس مجلس امناء مؤسسة مصر الخير ان هذا المشروع يتطلب تكاتف الجميع داعيا الاغنياء لتأدية الزكاة لمساعدة الغارمين وفك كربهم بسبب عجزهم عن سداد الديون التي تراكمت عليهم نتيجة شراء اجهزة منزلية أو غيرها بمبالغ قليلة »5 أو 01 آلاف جنيه«. وهؤلاء الغارمون تحرص مؤسسة مصر الخير بعد اطلاق سراحهم علي مساعدتهم في انشاء مشاريع صغيرة خاصة بهم من خلال بيت خبرة متخصص حتي يتمكنوا من مواصلة حياتهم بشكل طبيعي يحفظ كرامتهم وذلك في اطار خطتها للقضاء علي الفقر باعتبار أن الغارمين من أكثر الفقراء احتياجا للمساعدة. حالات انسانية ومن بين الغارمين جمال عبدالرسول »64 عاما« من محافظة الفيوم كان يعمل فرانا باليومية و استدان 51 الف جنيه ورفعت عليه 82 قضية وحكم عليه بالسجن في 41 منها ولكن مؤسسة مصر الخير دفعت عنه ديونه حتي تم الافراج عنه وتساعده الآن لاقامة مشروع خبز. احدي الغارمات »35 سنة« من الصعيد، أم لاربعة أبناء ولديها ابن معاق حلمت ان يكون عندها بوتجاز وجهاز راديو كاسيت، وبسبب هذا الحلم البسيط سجنت لمدة 6 سنوات وكانت تبكي ليل نهار علي ابنها المعاق الذي خرج للشارع ولا تعلم عنه شيئا وسددت عنها المؤسسة الدين وافرج عنها وساعدتها في استئجار محل لعمل مشروع بقالة تتكسب منه حتي تستطيع اعالة اسرتها. واوضحت سهير عوض مدير مشروع الغارمين بمؤسسة مصر الخير انه تم تشكيل لجنة من القانونيين والباحثين تعمل داخل 14 سجنا علي مستوي جميع محافظات الجمهورية بشكل عرضي بمعني ان كل مجموعة عمل تتابع حوالي 001 حالة في نفس الوقت ومعظم الحالات التي تم اخراجها كانت من السيدات لان استمرارهن في السجن يعني تعرض أسرهن للخطر والتفكك الاجتماعي وقد تم تخصيص رقم حساب 001001 بجميع البنوك لتلقي التبرعات للمساهمة في هذا المشروع وتحلم مديرة المشروع بتغيير قانون ايصالات الامانة التي يستخدمها أصحاب الشركات سيئة السمعة في سجن البسطاء بحيث يحاسب جنائيا كل من يثبت انه يستغل هذه الايصالات بسوء نية. رزقنا علي الغلابة وتحكي مديرة المشروع عن تجربتها مع أصحاب الشركات السيئة السمعة فتقول: »أن المبدأ الذي يعملون به هو »رزقنا علي الغلابة« كما ذكر احدهم والذي قام بسجن عدد كبير من الغارمين ممن تعاملنا معهم وأقر بأنهم يقومون بسداد معظم المبلغ وفي كثير من الاحيان سداد الدين كله ولكنهم لايحصلون علي الايصالات التي قاموا بالتوقيع عليها وانما يأخذون فقط ورقة تفيد قيامهم بدفع مبلغ معين. وفي مرحلة تعثر الغارمين يبدأ اصحاب الشركات في رفع قضية بكل شيك أو ايصال امانة علي حدة وبأسماء مختلفة علي الغارمين وفي مختلف المحافظات ولذلك يجد الغارم أحيانا انه محكوم عليه في قضية لا يعرف الدائن فيها ولم يقابله ابدا فيحاول جمع المال من أقاربه وجيرانه ويسدد الدين ومع ذلك يجد نفسه في النهاية في السجن، ويحقق اصحاب الشركات ما بين 002 و 003 الف جنيه شهريا، ومن هنا يجب وضع القوانين التي تمنع استمرارهم في هذه التجارة الشيطانية التي خربت الكثير من البيوت مع أهمية توعية البسطاء بعدم التوقيع علي ايصالات أو شيكات علي بياض. وتنبه سهير عوض ان هذه الشركات بدأت في توجيه نشاطها إلي فئة أخري وهي الشباب من خلال مغازلة أحلامهم في اقتناء سيارة صغيرة أو موتوسيكل فيقوم الشاب بالتوقيع علي الشيكات أو ايصالات امانة علي بياض ويكون أحد اصدقائه أو اخوته ضامنا له لتبدأ المأساة من جديد عندما يعثر هذا الشاب عن السداد وكأنه مخطط يهدف إلي تخريب المجتمع وتشريد أفراده بدءا بالاباء والامهات ثم الشباب و يجب ان يكون هناك وعي شديد للحفاظ علي شبابنا من الانزلاق في هذه الهاوية.