لا تزال نسمات الحرية تهب علي وطننا العربي .. سقط الديكتاتور الأطوال عمرا في العالم بأسره بعد أن ظل يكتم علي أنفاس الأشقاء الليبيين منذ سبتمبر 1969 أي منذ نحو 42 عاما .. نعم سقط القذافي ملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين وغيرها من الألقاب التي كان يطلقها علي نفسه، اختبأ كالجرذ في جحره بعد أن وصف مواطنيه الذين صبروا علي تفاهاته وجنونه وتهيؤاته علي مدي 4 قرون .. لم تفلح دباباته وصواريخه في كسر ارادة الحرية التي سيطرت علي مشاعر وعقول وأفعال الليبيين، ولعل ذلك يكون درسا لكل طغاة العالم الذين يكتمون علي أنفاس شعوبهم . سقوط القذافي رغم دمويته في الرد علي الثوار سيكون أكبر دافع لأحرار سوريا لمواصلة ثورتهم ضد بشار الأسد أكبر ثرثار في تاريخ الأمة العربية، وأول وريث لحكم جمهوري في المنطقة العربية، وهو ما شجع مبارك والقذافي وصالح علي السير في سيناريوهات توريث الحكم لأبنائهم ،لكن إرادة الشعوب كانت اقوي من أي سيناريوهات. كما سيكون نجاح الليبيين أكبر دافع للإخوة اليمنيين لمواصلة ثورتهم ضد علي عبد الله صالح .. ليت باقي الطغاة يفيقون من غيهم ويرضخون لمطالب شعوبهم التي تتوق للحرية، ولا تزال الأماني ممكنة في أن يعود شهر رمضان علي الأمة العربية بدون الطغاة من امثال بشار وصالح الذين ساهموا في تدهور الأحوال في بلادهم ، وأفقروا شعوبهم ،وأهانوا كرامة الإنسان.