بعد أن خرجت غاضبة -قبل خمس سنوات- من التليفزيون المصري.. تعود اليه من جديد الاعلامية المتميزة مني الحسيني.. ببرنامجها الشهير »حوار صريح جدا« في نفس الوقت الذي تستمر في تقديم برنامجها الناجح »نأسف للازعاج« الذي تقدمه علي قناة دريم 2. لماذا خرجت من ماسبيرو؟ ولماذا عادت إليه؟ وكيف تستقبل ضيوفها ورؤيتها لبرامج التوك شو ومساحات الحرية؟ الحرية لا تعني الفوضي.. والموضوعية قضيتي! قلت لها: ماذا تمثل عودتك للتليفزيون؟ قالت: انها عودة لكرامة مني الحسيني.. وكان الفضل فيها للسيد أنس الفقي وزير الاعلام الذي اقنعني بالعودة وشعرت انه حريص علي ان يعيد ابناء التليفزيون اليه وقد وجدته يدفع بالقيادات الشابة للمناصب المختلفة ليعيد الروح الي الشاشة.. كما ان مساحة الحرية اختلفت تماما وهناك وعي كبير بأهمية حرية الإعلامي. ولماذا تركت التليفزيون اصلا؟ خرجت منه غاضبة بسبب بعض القيادات التي قيدت حريتي وقامت بقص مساحات من حوارات بعض ضيوفي.. بل ومنع عرض حلقات كاملة لمجرد انهم يرتعشون امام اتخاذ القرار ولهذا بحثت عن حريتي في الفضائيات فعملت في قناة المحور ثم انتقلت الي دريم فاعطوني مساحة من الحرية وقدرا من الثقة كنت احتاجه وقتها. لكنه لا توجد في الاعلام حرية بلا ضفاف؟ نعم.. وانا اتحدث هنا عن الحرية المسئولة.. الحرية لا تعني الفوضي.. واذا كنت اقدم حوارات وقضايا تتسم بالجرأة فإنني احرص فيها علي الموضوعية أولا وأخيرا.. واعترف ان بعض الاعلاميين يستغلون هذا المناخ بشكل خاطيء فيلجأون للسباب والشتائم. ولماذا اخترت ان تعودي بنفس فكرة برنامجك القديم »حوار صريح جدا«؟ أنا أول من فتحت الباب امام هذه النوعية من البرامج وقلدني اخرون.. وهو امر يسعدني بالطبع.. والحوار هنا عنوان رئيسي وتحته تفاصيل عديدة فبعد كل الخبرة التي اكتسبتها لابد ان تنعكس علي ما سأقدمه.. الحوار سيكون أكثر نضوجا وسوف يتنوع ضيوفه من نجوم السياسة والفن والشخصيات العامة.. ولا اريد ان احرق فكرته خاصة انه سيبدأ عرضه في شهر رمضان القادم. هل اشترطت الاحتفاظ ببرنامج »نأسف للازعاج« علي قناة دريم؟ لم اشترط شيئا لكن وزير الاعلام ابدي تفهمه وعدم اعتراضه علي استمراري في قناة دريم. ولماذا »تأسفين للازعاج«! لانني قد اوجه لضيوفي سؤالا خارجا أو محرجا وقد اوجه لوما.. صحيح ان بعضهم يستحق الازعاج.. لكن لابد ان يتم ذلك في اطار متحضر وراق.. فالحوار في رأيي مباراة بين اثنين لابد ان يستعد كل منهما للاخر.. وانا استعد لضيوفي واذاكرهم جيدا.. واقرأ كثيرا عنهم ولدي ارشيفي الخاص الذي اعود اليه قبل ان ابدأ تصوير اي حلقة.. لهذا كثيرا ما اخرج عن النص ولكن بفهم ووعي. وتحرصين ايضا علي أن تبدي برأيك الشخصي في القضية التي تطرحيها.. ألا تعترفين بحياد مقدم البرنامج؟ لا يوجد حياد اعلامي.. هذا الحياد قد يتحقق في نشرة الاخبار فقط.. لكن في البرامج الامر يختلف.. وانا اتحدث في برنامجي بلسان الناس لانني اعشق بلدي وأعشق شعبها لكل ما يحمله من طيبة وجدعنة واصالة واحاول ان انقل همومه في الصحة والتعليم والغلاء.. واري انني صاحبة رسالة وسأحاسب عليها فأنا لست مذيعة مصنوعة. ماذا تقصدين ب »مذيعة مصنوعة«؟ هناك مذيعات ينجحن بالالحاح.. بكثرة تواجدهن علي الشاشة وليس بالرسالة اللاتي يقدمنها وقد صنعت الفضائيات شهرتهن.. اما اصحاب الرسالة الاعلامية منهم الذين يتحدثون عن فهم ووعي وانتماء للبلد وللناس وهم قليلون. هل يمثل برنامجك »صحيفة معارضة«؟ بل صحيفة مستقلة.. انا مع الناس وقد رفضت الانضمام لاي حزب لانني لا اريد ان اتحول »لقطعة ديكور« فمعظم الاحزاب عبارة عن »ديكور ديمقراطي« وليس لها تواجد ولا تأثير حقيقي. كيف انعكس »الحراك السياسي« في رأيك علي الاعلام؟ اخشي ان يتحول لصراع.. لغياب الحرية المسئولة.. نعم الحرية مطلوبة لكن لابد ان يوازيها قدر من الوعي والمسئولية.. اتمني ان تقوم الاحزاب بدورها.. وان تسعي الحكومة لارضاء الناس. هل ادخلك البرنامج في خصومة مع بعض ضيوفك؟ بالعكس فمعظم ضيوفي يطلبون استضافتهم مرة اخري.. وقد كنت اعتقد ان التعامل مع الشخصيات السياسية صعب لكنني اكتشفت ان الحوار معهم اجمل وبه عمق وفكر واستفدت من تجارب اساتذة كبار. لماذا لا تشاركين في سباق »التوك شو« علي الفضائيات؟ أري ان برامج »التوك شو« بالغت في مشاكل المجتمع وجعلت »الدنيا سودة« في عيوننا.. كما انها كلها تعرض في وقت واحد وتناقش نفس الموضوعات تقريبا وتتفنن في تعذيب الناس.. ولهذا اتمني ان يعرض بعدها برنامج كوميدي حتي لا ينام الناس في نكد.. فالاعلام يحتاج لحنكة ووعي.. وانا اري ان مصر ليست بهذا السوء، نعم عندنا مشاكل ويجب ان نتصدي لها جميعا والرئيس مبارك يضرب لنا المثل والقدوة في اهتمامه بشئون المواطن البسيط من اول رغيف العيش وكوب الماء. إلي أي حد انعكست برامجك علي شخصيتك؟ بل انعكست شخصيتي علي برامجي.. انا صريحة واتمتع ب »شفافية« لا اعرف برامج الصدفة.. اشعر انني في امتحان مع كل مرة اواجه في الكاميرا.. لهذا اعد لها بتأن وتركيز ودقة.. واتحمل أي نقد واستفيد منه لكنني لا اجيد الترويج لنفسي واترك الحكم للاخرين.