كل منا يشعر بالفخر عندما يشتري شيئا ويجد مكتوبا عليه عبارة »صنع في مصر».. هذه العبارة التي كانت تغزو العالم كثيرا من قبل، يجب أن تعود بقوة الآن بعد أن شاهدنا الإنجازات الكبيرة التي تحدث علي أرض الواقع.. الإنجاز تلو الآخر. ومع عبارة »صنع في مصر» لي اكثر من موقف.. فقد كنت في أمريكا منذ سنوات ووقفت في أحد المحلات الكبري اشتري »قميص رجالي» أبهرني شكله وألوانه، وعندما طلبت من البائع القميص قال لي بالحرف الواحد.. اختيار عظيم فهذا القميص صناعة مصرية، وقطن مصري 100٪، وهنا شعرت بالفخر وقلت له انني مصرية وسوف اشتريه، وعندما عدت.. كتبت عن الواقعة، وطالبت بأن نتوسع في تلك الصناعة، وأيضا تكون متواجدة في الأسواق المصرية وليس التصدير فقط. وكانت الواقعة الثانية.. عندما طلب مني شقيق زوجي أن أحضر له ملابس لطفلته الجديدة من باريس عندما كنت في زيارة هناك، فاحضرت له مجموعة جميلة من الملابس ولكنه.. اتصل بي بعد يومين، وقال.. طلبت منك ملابس من باريس فلم تحضريها واشتريت لي ملابس من مصر، فقلت: هذا غير صحيح فانا معي ما يثبت ان هذه الملابس من باريس.. فقال لي ان جميع الملابس التي احضرتها مكتوب عليها »صنع في مصر».. ولم اكن اعلم أن أشهر محلات ملابس الاطفال لديها مصنع في مصر يتم انتاج أفضل الملابس فيه، ولكنها لا تباع في مصر، وتباع في الخارج فقط.. وفي كل مرة يحدث معي ذلك أفتخر بأن أجمل ما رأت عيني هو صناعة مصرية. والآن.. لماذا لم أجد تلك الصناعات التي تغزو العالم تحتوي علي منتجات مصرية.. لقد كان في كل العالم أغلي ملابس داخلية من إنتاج مصري وكانت لنا ميزة تنافسية.. وكنا نحن المصريين نتباهي بإنتاج مصانع المحلة من الملايات، التي لم تعد بالجودة التي كانت عليها، وأصبحنا نتجه إلي ماركات عالمية. كل ذلك يجب أن يعاد النظر فيه، ويجب علي وزير الصناعة الذي أكد مرارا علي أن مشكلة مصانع الغزل والنسيج سوف تحل فورا وهو ما لم يحدث.. ان يعيد التفكير والتدبير لحل كل المعوقات امام صناعة النسيج التي كنا نتميز بها لتعود مرة أخري إلي أفضل حالاتها، ولا نسمح بأن يسرق مجهودنا أحد أو أن يحاول تقليد ما كنا نتميز به ثم يتفوق علينا. عبارة صنع في مصر.. يجب ان تعود بقوة في الكثير من الصناعات وليس فقط الغزل والنسيج.