شعر أن حياته توقفت.. غاب عقله وفقد التفكير.. لم يدر أن الأيام القادمة تحمل مفاجآت أكثر وجعا. منذ وفاة والديه.. انطوي »سامح» علي نفسه كثيرا.. أصابه الاكتئاب وابتعد عنه زملاؤه واختار الوحدة وقاطع أصدقاءه حتي اقتربت منه »مني» إحدي زميلات جامعته والتي كانت ترقبه من بعيد.. رقت لحاله .. اقتربت تعرض عليه مساعدتها.. في البداية ابتعد عنها ولكنها استطاعت بمهارة أن تكسب ثقته في فترة قصيرة.. حتي أصبحت جزءا أساسيا في حياته لايمر اليوم دون أن يتحدثا سويا لساعات طويلة دون ملل.. حتي أدمن سامح الحديث معها ورؤيتها.. أحبته في صمت.. وعشق هو تفاصيلها وفي أحد الأيام بادرت هي واعترفت له بحبها.. ملأت الفرحة قلبه الصغير وعلت الابتسامة وجهه ولم يملك نفسه إلا وهو يحتضنها ويعترف لها هو الآخر بحبه مؤكدا لها أنها هي من أعادته للحياة مرة أخري. وبدأ الاثنان يسطران أحداثا اخري في حياتهما.. تقدم للزواج منها.. وافق والدها وتمت الخطوبة.. وقد اعتاد الحبيبان الخروج للنزهة في الاراضي الزراعية المحيطة بأطراف القرية.. كانا يسيران يتحدثان سويا ويضحكان غير عابئين بمن يمرون بهما .. أثار ذلك حفيظة اثنين من العاطلين اعتادا الجلوس علي جانبي الطريق.. وفجأة قرر أحدهما قطع الطريق عليهما بمساعدة زميله.. نهرهما سامح ولكن الآخر أشهر في وجهه سلاحا أبيض مطالبا إياه بترك خطيبته لهما وإلا قتلاه.. استشاط سامح بشدة وظل يقاوم ممسكا بيد حبيبته حتي استطاع الاثنان تحت تهديد السلاح انتزاعها منه وانهالا عليه ضربا بالمطواة حتي سقط غارقا في دمائه وسط صراخ مني والتي سقطت مغشيا عليها من هول المشهد .. ارتعد الاثنان وفرا هاربين.. أفاقت مني بعد فترة قصيرة لتجد حبيبها بجوارها جثة هامدة. أسرعت مني وأبلغت والدها وحررت محضرا بما حدث وأدلت بأوصاف المتهمين.. وخلال ساعات تم القبض عليهما وأحيلا إلي النيابة ومن ثم إلي محكمة جنايات شمال القاهرة والتي قضت برئاسة المستشار إبراهيم عبد الخالق وعضوية المستشارين عماد عفيفي وأحمد عزت بإحالة أوراقهما إلي فضيلة مفتي الديار المصرية لاستطلاع رأيه الشرعي في إعدامهما شنقا.