كل عام تخرج علينا المنظمات العالمية حاملة تقارير وإحصاءات تحث العالم علي القراءة ايمانا بأنها الطريق الأول للتغيير والنهوض بالإنسانية، وكانت غالبا ما تكشف أن الدول العربية في ذيل قائمة دول العالم بالنسبة لمعدلات القراءة، إلي أن أعلن موقع »جلوبال إنجليش إديتينغ » تقريراً حديثاً بمناسبة اليوم العالمي للكتاب الذي تنظمه اليونسكوتحت شعار »افتح كتابًا..تفتح أذهانًا»؛ قلب كل التوقعات التي كانت تأتي لصالح دول أوربا وأمريكا لمعدلات ارتفاع نسب القراءة، حيث جاءت الهند في المرتبة الأولي في ساعات القراءة أسبوعيًا بمعدل 10.42، تليها تايلاند بمعدل 9.24، فالصين بمعدل 8.00، ثم الفلبين بمعدل 7.36، ثم مصر بمعدل 7.3، ثم التشيك بمعدل 7.2 فالسويد بمعدل 7.06 وفرنسا بمعدل 6.54، ثم هنغاريا بمعدل 6.48، وكذلك السعودية بمعدل 6.48. المشجع في التقرير أن مصر والسعودية، جاءا في مرتبتين متقدمتين عالميًا، إذ احتلت مصر المرتبة الخامسة فيما احتلت السعودية المرتبة العاشرة، متقدمتين علي عدد من دول غربية صناعية كالولاياتالمتحدة وأستراليا وكندا وألمانيا وبريطانيا واسبانيا وإيطاليا واليابان، حيث إن الولاياتالمتحدةالأمريكية حلّت في المرتبة ال22 بمعدل 5.42 ساعة قراءة في الأسبوع.وركز التقرير علي العادات القرائية لعام 2018 علي مستوي القارة الإفريقية، حيث قضي مستخدمو الهواتف المحمولة في أفريقيا ما معدله أكثر من 4 ملايين ساعة في قراءة الكتب علي هواتفهم المحمولة في عام 2018 بنسبة زيادة مقدارها 32%، مقارنة مع عام 2017. وتعد نيجيريا وجنوب أفريقيا وساحل العاج هي البلدان التي لديها أعلي عدد من القراء علي الإنترنت عبر الهواتف المحمولة في عام 2018، وأن 65% من قراء المحمول في القارة الأفريقية هم من الرجال بينما 35% منهم من النساء. وإذا كان هذا التقرير عكس زيادة معدل القراءة في مصر ودول شرق أسيا وهي دول العالم الثالث إلا أنه نبّه إلي أن الدول ذات معدلات القراءة الأعلي لا يعني أنها الدول الأكثر ثقافة من حيث قدرتها علي الوصول إلي عدد كبير من المكتبات، والصحف، وأجهزة الكمبيوتر. ففي هذا الخصوص، تصدرت فنلندا، والنرويج وأيسلاندا دول العالم.وهذا يؤكد علي أن الكتاب وحده مازال يواجه صعوبات في الوصول إلي جميع الفئات المهمشة في المجتمع بأسعار تتناسب ودخل الفرد، وتوافره في المكتبات العامة، ومكتبات المدارس والجامعات بإصدارات حديثة، وكتابات تتناسب مع سرعة انتشار المعلومات علي وسائل السوشيال ميديا التي اثرت علي حقيقة المعلومات المتداولة، وحماية العقول من تأثير المعارك الفكرية الممنهجة.