يواجه مشروع القانون انقسامات حادة بين أعضاء الكونجرس خوفا من تداعياته علي العلاقات الأمريكية مع العديد من دول العالم. وذلك بعد تداولت وكالة رويترز تصريحات نسبتها لمصادر علي سياسة السعودية في مجال الطاقة إن المملكة تهدد ببيع البترول بعملات أخري غير الدولار إذا أقرت واشنطن القانون المعروف باسم »قانون نوبك» ويجعل الدول الأعضاء بمنظمة أوبك عرضة لدعاوي قضائية لمكافحة الاحتكار في الولاياتالمتحدة.. وأضافت المصادر أن عددا من كبار مسئولي الطاقة السعوديين تناقشوا حول خيار التخلي عن الدولار في الشهور الأخيرة. وقال مصدران إن الخطة نُوقشت مع أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وصرح مصدر مطلع علي سياسة البترول السعودية بأن الرياض ناقشت الأمر أيضا مع مسئولين أمريكيين كبار في مجال الطاقة. وأشارت وكالة رويترز للأنباء إلي أن احتمالات دخول مشروع القانون الأمريكي (نوبك) حيز التنفيذ ضئيلة كما أن من المستبعد أن تمضي السعودية قدما في تهديدها، لكن مجرد بحث الرياض مثل هذه الخطوة الصارمة يعد دلالة علي انزعاجها من التهديدات القانونية الأمريكية المحتملة لأوبك. وقانون »نوبك» هو اختصار لاسم المشروع باللغة الإنجليزية وهو »لا احتكارات في إنتاج أو تصدير البترول»، وهوَ مشروع قانون أمريكي ظهر عام 2007 داخل أروقة الكونجرس ويستهدف إلغاء حصانة الدول المُصدّرة للبترول أعضاء منظمة »أوبك» بالإضافة إلي باقي شركات النفط الوطنية من الخضوع لقوانين مكافحة الاحتكار الأمريكية. يذكر أن تخلي الرياض عن بيع النفط بالدولار، سيهدد مكانة الدولار كعملة أساسية للاحتياطي العالمي ويقلص نفوذ واشنطن في التجارة العالمية ويضعف قدرتها علي إنفاذ العقوبات علي حكومات الدول. ونقلت وكالة رويترز عن أحد المصادر المطلعة في الرياض القول إن السعوديين »يعرفون أن الدولار لديهم هو الخيار النووي» الذي لن يلجأوا إليه إلا كخيار أخير، في حين نقلت عن مصدر آخر القول، »السعوديون يقولون: لندع الأمريكيين يقرون نوبك وسيكون الانهيار من نصيب الاقتصاد الأمريكي». وقال مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية »كمبدأ عام، لا نعلق علي التشريعات التي لم يبت في أمرها».. وفي حين لم تعلق وزارة الطاقة الأمريكية علي هذه التصريحات، كان وزير الطاقة ريك بيري قد قال إن قانون نوبك قد يؤدي إلي عواقب غير مقصودة.. ورغم أن مشروع قانون »نوبك» لم يتحول قط إلي قانون رغم المحاولات المتعددة، فقد اكتسب زخما منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه. وقال ترامب إنه يدعم نوبك وذلك في كتاب نشر في عام 2011 قبل انتخابه للرئاسة، وإن كان لم يعلن تأييده للفكرة كرئيس. وسيلقي تحرك السعودية للتخلي عن الدولار تجاوبا جيدا من جانب منتجين كبار للنفط من خارج أوبك مثل روسيا وكذلك من مستهلكي الخام الكبيرين الصين والاتحاد الأوروبي اللذين دعوا لتحركات لتنويع التجارة العالمية بعيدا عن الدولار لتقليص النفوذ الأمريكي علي الاقتصاد العالمي.