ونحن نحتفل هذه الأيام بمرور ثلاثين عاما علي استرداد طابا إلي حضن الوطن وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي الذي ظل مسيطرا عليها منذ نكسة عام 1967. نتذكر أن عملية استرداد طابا كانت ملحمة رائعة أكدت حرص مصر علي ترابها الوطني وعدم التفريط في شبر واحد من هذه الأرض التي ارتوت بدماء شهدائها طوال تاريخها القديم والحديث، بعد النكسة بست سنوات عجاف انطلق جيش مصر العظيم الي الضفة الشرقية لقناة السويس ليكسر حاجز الخوف ويحرر أرض سيناء الغالية من دنس الاحتلال ويحقق أكبر انتصار عسكري علي الجيش الاسرائيلي الذي زودته أمريكا بأحدث الأسلحة المتطورة، وكان التخطيط العسكري الرائع والبطولات التي سجلها أبناء مصر وراء هذا النصر العظيم، وكان الرئيس أنور السادات رحمه الله قد اتخذ قرار الحرب رغم كل الصعوبات التي كانت تواجهها مصر وتحقق النصر المبين، ثم اتخذ السادات قرار السلام بالذهاب الي اسرائيل في عقر دارها منتصرا ليدعو الي السلام الشامل والعادل في المنطقة ليعيش الجميع في أمان وسلام، ولم يستوعب كثيرون هذه الخطوة الشجاعة للرئيس السادات وهاجموه وانتقدوه .ومضي في طريق السلام واستعادت مصر شبه جزيرة سيناء بالكامل عام 1982 بينما أقامت اسرائيل فندق طابا علي آخر نقطة في حدود الأرض المصرية بزعم أنها اسرائيلية، وكان إصرار مصر علي استعادة كامل ترابها الوطني بما فيه منطقة طابا ولجأت الي التحكيم الدولي وكانت معركة من نوع آخر في ساحات القضاء وقدمت مصر الوثائق التاريخية التي تؤكد مصرية طابا، وخاض الوفد المصري الذي ضم خيرة رجالات مصر في القانون الدولي والدبلوماسية معركة شرسة لإثبات الحق المصري في طابا بينما قدمت اسرائيل وثائق تدعي فيها أن طابا اسرائيلية، واستمرت المعركة القضائية سبع سنوات حتي صدر حكم المحكمة الدولية بأن طابا أرض مصرية خالصة وتعم الفرحة أرجاء مصر لهذا الانتصار الكبير لتعود سيناء بالكامل الي مصر بعد ان حررت جزءا منها بالحرب والدم والعرق وحررت الجزء الأخير بالقضاء، وتنعم سيناء ومصر كلها بالأمن والسلام والرخاء ونظل نتذكر هذه الايام الخالدة بالفخر والعزة جيلا بعد جيل في مثل هذا اليوم من كل عام .