الأمر لم يعد يحتمل التأجيل .. لم يعد التحول الرقمي للاقتصاد المصري اختيارا لكنه حتمي ومصيري وواقع لابد من التعامل معه علي حد تعبير عبد الحميد ممدوح الخبير المصري الدولي السابق بمنظمة التجارة العالمية . والحقيقة تقول أن هناك نية للتوصل إلي أجندة بحثية لدعم الحكومة في هذا الشأن لدرجة أن المركز المصري للدراسات الاقتصادية قرر عقد 20 ورشة عمل بهدف وضع خطة للتحول الرقمي في القطاعات التي تتبناها الحكومة وقد بدأت بالفعل بلقاء ضم نخبة من الخبراء وهاهويواصل المهمة بداية من أمس مرورا باليوم وحتي الغد وطرح قضايا قريبة من هذا التوجه للحوار مع نخبة متميزة أخري من المتخصصين وذلك في مؤتمر بالأقصر بالتنسيق مع شعبة المحررين الاقتصاديين بنقابة الصحفيين تشمل العديد من السياسات المالية وقانون الجمعيات الأهلية، وكما قالت د. عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذي للمركز فإن الهدف يتمثل في تحديد رؤية محددة للحكومة بشأن التحول الرقمي ومختلف السياسات الاقتصادية . القضية مهمة للغاية، وعلي حد تعبير د. غادة لبيب نائب وزير الخطيط فإن التحول الرقمي أصبح واقعا وهناك فرصة ذهبية لهذا التحول بالانتقال إلي العاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدة أن إنشاء المجلس الأعلي للتحول الرقمي والمجلس القومي للمدفوعات اللذين تم إنشاؤهما عام 2017 سيكون لهما دور كبير في التنسيق بين مختلف الجهات لدعم الهدف المنشود . وقالت إن هذا التحول ليس مسئولية وزارتي التخطيط والاتصالات فقط بل كافة جهات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لافتة إلي أن دور الحكومة هوتصميم المستقبل . . ونفس المعني أكده د. خالد دربالة استشاري التحول الرقمي عندما أشار إلي أن وجود التكنولوجيا في حد ذاتها ليس هدفا وإنما طريقة استخدامها بالأسلوب الأمثل لتحقيق الأهداف المطلوبة وهذا هوالنجاح .. لتأتي كلمات د. أشرف عبد الوهاب نائب وزير التنمية الإدارية الأسبق معربا عن الثقة في أن البيانات والمعلومات أصبحت بترول العصر، وقال إن الحجم الهائل من البيانات الذي يتدفق عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسبب في تغيير كامل لنماذج الأعمال للشركات وللحكومات أيضا . وقال إن شكل الحكومة سيتغير بعد الانتهاء من ربط كافة قواعد البيانات القومية ببعضها البعض للوصول إلي المواطنين من خلال أفضل البرامج التي تلبي احتياجاتهم . وبعد .. لا يبقي سوي الإشارة إلي رقم ترتيب مصر في مؤشر التحول الرقمي الذي أعده المركز المصري وهو54 من بين 60 دولة حول العالم، وهوترتيب متدن جدا يتطلب إصلاحا مؤسسيا وتكنولوجيا رقمية ملائمة لتحقيق الأهداف علي حد قول د. عبلة عبد اللطيف !