البطء هو السبب الرئيسي لحالة الاحتقان الحالية في ميدان التحرير، وفي أنحاء الجمهورية، بل وفي كل الصدور.. فالشعب يتحرق شوقاً لليوم الذي يشاهد فيه مبارك وأفراد عصابته من القيادات التنفيذية والتشريعية والحزبية التي كانت تحكم الدولة، وأتباعهم من المرتزقة والمستفيدين من استمرار النظام، واقفين داخل القفص ينتظرون حكم القضاء فيهم، ومعاقبتهم علي جرائمهم علي مدي 03 سنة. فعلا بلغ الصبر الحلقوم.. وإحالة المستشار السبروت رئيس هيئة التحقيق في موقعة الجمل 52 من هذه الزمرة الفاسدة إلي محكمة جنايات القاهرة بتهمة قتل 41 متظاهراً في التحرير والاصابة بالعاهات والشروع في قتل أكثر من ألف آخرين، هو بداية السيل، الذي يجب أن تبدأ المحاكمة فيه خلال أيام وأن تتم علناً وينقلها التليفزيون حية. فهذا هو صفوت الشريف الذي كان يتشدق وهو في أوج السلطة قبل أن يسقط سيده وتاج رأسه مباشرة ، ب»إحنا مفيش علي رأسنا بطحة«، رداً علي هتافات الشباب بإسقاط ومحاسبة النظام .. إنه أول اسم في قائمة المتهمين! بخلاف وقائع الكسب غير المشروع له ولعائلته والحبايب ، فضلا عن تأليهه لمبارك وللعائله المالكة ، وافساده للتليفزيون بكليبات وبرامج العري والفجور .. وحتي اتهام شقيقة سعاد حسني له بأنه هو الذي دبر وخطط قتلها عندما عرف أنها ستذيع أسرار فضائحه الأخلاقية عندما كان يعمل ضابطاً »لسهرات الفرفشة« في جهاز المخابرات!.. ثم في ترديده أكذوبة »أزهي عصور الحرية.. والريادة الإعلامية« بينما كان خبيراً في »المهلبية«!.. وهذا هو فتحي سرور الذي طالما قمع وكتم أصوات المعارضة والرأي الحر في البرلمان، وأخرس كل الألسنة بعبارته الشهيرة المصطنعة »موافقة.. وننتقل لجدول الأعمال«!.. وكان جدول أعماله مبرمجاً دائماً علي »تقديس« مبارك والتفاني في إرضائه هو والهانم وجمال بتشريعات مضروبة وقوانين محبوكة ومرسومة! أما عن غاوي المشاغبة وادعاء البطولة مرتضي منصور وابنه وابن شقيقته.. وعن »بتاع الكبدة« رجب هلال حميدة وعن ماجد الشربيني خبير البلطجة والتصدي لكل من يلمس طرف قائده وملهمه مبارك أو الهانم أو الابن المعجزة، بالنبوت والسنجة والمولوتوف إذا لزم الأمر.. وعن محمد أبو العينين مورد كسر السراميك والبلاط والعمال بسيارات شركاته لقذف وقتل المتظاهرين في ميدان عبدالمنعم رياض من فوق كوبري أكتوبر وفي ميدان التحرير من فوق المجمع والمتحف.. وعن عيشة عبدالهادي ومجاور.. وباقي اللستة. فحدث ولا حرج.. عصابة جمعها هدف واحد هو حماية واستمرار نظام مبارك.. ليس حباً فيه وهياماً بأمجاده، وإنما حفاظ علي »مكتسباتهم« الباهظة نتيجة قربهم منه وتسبيحهم ليلاً ونهاراً بحمده ومسح الجوخ والتصفيق لسوزان وتأليه الطفل المعجزة جمال.. وكله بثمنه يا صاحبي!. وهي آفتنا الازلية !