» هل يمكن أن تعصف مستجدات التجارة الدولية بنظام التجارة العالمي ؟ ».. سؤال فرض نفسه بقوة وكان المركز المصري للدراسات الاقتصادية محقا عندما خصص له لقاء في إطار البحث عن جواب مقنع ولذا استضاف خبيرا دوليا هو عبد الحميد ممدوح مدير قطاع التجارة في الخدمات بمنظمة التجارة العالمية سابقا ومعه السفيرة ماجدة شاهين مستشارة وزير التجارة والصناعة للعلاقات الدولية وإيهاب إسماعيل عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للملابس الجاهزة، وكانت معهم المديرة التنفيذية للمركز د. عبلة عبد اللطيف التي عبرت عن رأيها بالقول إن منظمة التجارة العالمية تحتاج إلي إعادة إحياء لآلية فض المنازعات والنظر إلي احتياجات الدول النامية، وأن تلك الدول عليها الانتباه إلي تحركات المارد الصيني، معتبرة أن الصين هي القوة العظمي القادمة وأن المستقبل للقارة الإفريقية في الفترة المقبلة، والأمر يحتم مراجعة الخطوات التي تتخذها مصر حاليا من أجل تحقيق أقصي استفادة ممكنة. عبد الحميد ممدوح يري أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد تبدو رابحة في الوقت الحالي ولكن علي المدي الطويل تعتبر أكبر خاسر من وراء الحرب التجارية بالنظر الي تبعات هذه الأزمة علي الاقتصاد العالمي، كما يري أن قرارات أمريكا بفرض رسوم حمائية بشكل فردي ومفاجئ أدي إلي تصاعد النزعة الدولية تجاه فرض رسوم الحماية منذ مارس الماضي وحتي الآن بشكل متصاعد، وهو الوقت الذي شهد صدور قرار فرض رسوم حمائية علي الواردات الأمريكية من الألمونيوم والحديد بدعوي حماية الأمن القومي الأمريكي، وهو مبرر غير منطقي لعدة أسباب أهمها أن الاتفاقيات الدولية تحتوي علي استثناءات من الممكن اللجوء إليها! وفي المقابل يأتي رأي السفيرة ماجدة شاهين بقولها إن الرئيس الأمريكي ترامب هو الطرف الرابح حاليا من الصراع التجاري الدائر وأنه يجني ثمار سياسته التجارية مع الصين بعد التحول الجذري الذي شهده الموقف الصيني خلال الشهور الستة الماضية من الأزمة التجارية والذي اتسم بالتراجع وإبداء الرغبة في إعادة المفاوضات مع الجانب الأمريكي بشأن القضايا الحساسة وخفض الجمارك علي الواردات الصينية من السيارات الأمريكية واستعدادها لشراء المزيد من منتجات الولاياتالمتحدة. وهي تري أيضا أن توجه الدول الأفريقية لإنشاء منطقة تجارة حرة للقارة يعد أحد الخطوات الذكية التي تعزز من فرص التعاون والتكامل بين دول القارة. ومن جانبه أعرب إيهاب إسماعيل عن ثقته في أن مصر أمامها فرصة كبيرة لاقتناص الفرص المتاحة من تلك الأزمة وجذب الاستثمارات الواردة من الصين وأوروبا لتصبح البديل المناسب في أفريقيا، لكن المهم هو التحرك المدروس من الحكومة لاستيعاب هذه الفرص واستغلالها بشكل أمثل، مشيرا إلي أن هناك صراعا قائما بين الدول الأفريقية لجذب تلك الاستثمارات.. وكما قال فإن الفوز بهذه الفرص يتوقف علي نجاح كل دولة في التسويق لجذبها.. ومعه كل الحق !