اشتعلت الايام الماضية الحرب الكلامية للمرة الثالثة بين إسبانيا وبريطانيا حول الهيمنة علي جبل طارق ولكنها تبدو حربا باردة هذه المرة بعد خروج بيدرو سانشيث بتصريحات انه توصل لاتفاق ودي مع الحكومة البريطانية يضمن بتحقيق مطالب اسبانيا علي ارض جبل طارق بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، في الوقت الذي اعلنت فيه رئيسه الوزراء البريطانية ان بلادها متمسكة بأرض جبل طارق ولن نتتنازل عنها لإسبانيا،مما وضع سانشيث في مأزق التصريحات المخيبة للآمال امام شعبه. وبعد ان توقع السياسيون ان تقف البيروقراطية الأوروبية بجانب إسبانيا وتؤيدها في صراعها مع بريطانيا بالحصول علي جبل طارق جاءت تصريحات سانشيث وتريزا ماي المتضاربة مخيبة لتوقعات للشعب الإسباني. قبل 305 أعوام، في يوليو 1713، تنازلت إسبانيا عن جبل طارق إلي بريطانيا العظمي، مع توقيع معاهدة »أورتريخت» -المؤسفة- علي الواقع الاسباني التي أنهت حرب الخلاف بين المملكتين. وسلمت إسبانيا جبل طارق بشروط ثلاثة وهي الحد من الأراضي المتنازع عليها، عدم التواصل مع المناطق المجاورة و حق إسناد إعادة التأمين إلي إسبانيا إذا خالفت بريطانيا المتفق عليها ووفقا للخبراء، فقد تم خرق الشرط الثالث، بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي »بريكسيت».. وعلي حد وصف السياسيين بإسبانيا فإن الحكومة الاسبانية قد باعت مرة أخري جبل طارق في الوقت الذي يجب علي الحكومة الاسبانية استغلال خرق المعاهدة بينها وبين بريطانيا، مشيرين بأصابع الاتهام الي سانشيث، وان ما قد حدث ما هو الا من »مسئول تنفيذي لم يتعلم أي شيء». وجدير بالذكر انه جرت مفاوضات بين اسبانياوبريطانيا عام 2001 للتوصل إلي حل سياسي متوافق عليه بين البلدين بخصوص جبل طارق، وأكد وزير الخارجية الإسباني في حينه، جوزيب بيكي، أن مستقبل جبل طارق »قضية دولتين ذات سيادة». وأعلن نظيره البريطاني جاك سترو أن لندنومدريد اتفقتا علي السيادة المشتركة علي شبه الجزيرة مع الإبقاء علي القاعدة العسكرية البريطانية التي تشغل وحدها 40٪ من مساحة جبل طارق، ورغم أن إسبانيا تنازلت عن مطلبها بتخلي بريطانيا نهائيا عن تواجدها في جبل طارق، إلا أنها سارعت إلي الاحتفال بالاتفاق التي توصلت إليه مع لندن.. وكانت هذه المرة الثانية التي يتشبث فيها شعب جبل طارق بالبقاء تحت الحكم البريطاني، بعد استفتاء سنة 1967، حيث كانت نتيجة الاستطلاع الشعبي وقتها 12138 صوتا من أجل البقاء تحت الحكم البريطاني مقابل 44 صوتا فقط مع الانضمام إلي إسبانيا.