الدولة تقود حربا ضد مجهول، كل من يدبر المؤمرات، أفرادا وجماعات، داخليا كانوا أو خارجيا، هدفهم أنقلاب الشعب علي ثورته وزعزعة أمن مصر واستقرارها، يصنعون الفرص للوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة وأجهزة أمنه من أبنائنا رجال الشرطة، كل هؤلاء لابد من مقاومتهم وإجهاض محاولات الوقيعة التي لن تهدأ ولن تتوقف، والرهان الوحيد علي كسب هذه الحرب وعي الشعب ويقظته لتفويت الفرصة علي الجميع، سمهم ما شئت، فلول نظام سابق، ثورة مضادة، دولا وأجهزة خارجية، وهل هناك أكثر من اكتشاف جاسوس إسرائيلي وسط جموع المواطنين بميدان التحرير، يجمع المعلومات، ويروج الشائعات، ويثير الشعب بشعارات وهتافات، ويهز ثقته في بلده؟!. هل نفيق بعد فوات الأوان، هل نظل نتبادل الأتهامات.. هل.. وهل؟ التساؤلات لا تنتهي. ولم يعد جدوي غير الصمت عن الكلام، والأجابة علي التساؤلات لا تهم بقدر ما يهمنا اليقظة والحذر. فالكل يتساءل ويتعجب مما يحدث، والشعب بكل فئاته يعي أن مصر مستهدفة، وأن المؤامرات الخارجية تحاك ضدها، وداخليا أصبحت أصابع الاتهام تشير أيضا إلي الكثيرين، ماذا يحدث، كل واقعة بسيطة، تتسع وتكبر وتتصاعد، وتتحول إلي عنف واتهامات!. مؤامرة يتم تدبيرها، تتدخل الشرطة لحفظ الأمن. يتصاعد العنف ضدها، وتشتعل ماكينة الاتهامات للشرطة باستخدام العنف وضرب المواطنين وقتل المتظاهرين.. والجميع يعلم أن هذا مدبر، حتي تظل حالة التوتر بين الشعب والشرطة، وتظل وزارة الداخلية علي محك الاختبار، ويظل رجال الأمن في مواجهة دائمة مع الاتهامات، ويزداد الشرخ بين الشعب والشرطة، ويحجم رجالها عن النزول للشارع وممارسة مهام عملهم. لماذا؟ حتي تستمر حالة البلطجة والخوف وعدم الأمن، فيزداد سخط الناس علي الثورة والثوار، وتستمر تحذيرات دول العالم لرعاياها بعدم زيارة مصر، فتستمر حالة التردي في الحركة السياحية، وتظل الحكومة في مأزق تأخر الانطلاق نحو العمل والإنتاج. وعودة الاستثمارات العربية والأجنبية، هكذا سيكون الحال.. وهكذا يستمر تدهور الوضع الاقتصادي، وتزداد البطالة في الوقت الذي نبحث فيه عن فرصة عمل جديدة. مؤامرة يتم تدبيرها، تندس الأصابع الخفية وسط الزحام، يرددون شعارات وهتافات باتهامات باطلة لجيش مصر، حامي ثورتها، وأمنها ونهضتها.. والهدف وقيعة بين الشعب وجيشه وهز ثقة محل فخر كل مصري أمام العالم. مؤامرة يتم تدبيرها. تتجدد فجأة أحداث دامية بين مسلمين ومسيحيين، وتنطلق صيحات فتنة طائفية واضطهاد للأقباط.. وتستمر حالة التوتر بين الشعب المصري، وتنقطع وشائج الحب والعلاقة بين نسيج الأمة وتتوالي تقارير الصحافة الأجنبية، ومنتديات الحوار بأوروبا وأمريكا، ونسمع صراخ أصوات مألوفة ومعروفة وتتسع دوائرها يوم بعد يوم، توجه الاتهامات لمصر وتهدد بقطع مساعدات ووقف استثمارات.. ويبلغ العنان بأصحاب هذه الأصوات بالمطالبة بالتدخل لحماية أقباط مصر وفرض الشروط، وتبلغ نفوسهم المريضة حد المطالبة بتقسيم أعرق دولة موحدة في تاريخ البشرية!. المؤامرات علي مصر لن تتوقف، ومحاولات العبث بمقدرات البلد لا تهادن، وتدبير الوقيعة والانقضاض علي ثورة مصر ومكاسبها أمل أصحاب هذه المؤامرات، وكلنا نعي ذلك، ورغم كل مرة، ومع كل واقعة أيا كان نوعها أو أسبابها، نبتلع الطعم السام. ما حدث في ميدان التحرير، ما هو إلا حلقة ومحاولة جديدة في مسلسل التآمر علي ثورة ونهضة الشعب المصري. وليس المهم من يتآمر.. ولكن الأهم أن نفوت الفرصة عليهم ولا ندع هذه الأحداث تتكرر.