محافظ كفرالشيخ يهنئ السيسي بالذكرى ال42 لتحرير سيناء    «آي صاغة»: تراجع طفيف في أسعار الذهب وسط ترقب لبيانات اقتصادية    «التجارة»: إنشاء مصنع لإنتاج سيانيد الصوديوم باستثمارات مبدئية 160 مليون دولار    محافظ المنيا: متابعة أعمال رصف ورفع كفاءة عدد من الشوارع والطرق ب3 مراكز    وزيرة التعاون الدولي تُشارك في منتدى التمويل من أجل التنمية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي "ECOSOC"    استرداد 400 متر مبانِ ونحو فدانين أراضي زراعة بالوادي الجديد    رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسان: المجازر في غزة لم نشهدها خلال أي حقبة تاريخية    الثانية في أقل من عام.. وزير الخارجية الأمريكي يصل الصين    بورصة المدربين.. كبار أوروبا يبحثون عن المُنقذ (تقرير)    "تحليله مثل الأوروبيين".. أحمد حسام ميدو يشيد بأيمن يونس    "البلكونة وقعت".. مصابان في انفجار ماسورة غاز بالقليوبية    12 توجيها من «التعليم» عن امتحانات صفوف النقل «الترم الثاني».. ممنوع الهاتف    فيلم «عالماشي» يحقق 38.3 مليون جنيه منذ بداية العرض    إبادة جماعية.. جنوب إفريقيا تدعو إلى تحقيق عاجل في المقابر الجماعية بغزة    في ظل الهجمات الإسرائيلية.. إيران تقلص تواجد ضباطها ومستشاريها في سوريا    البنتاجون: بدء البناء في ميناء مؤقت لإيصال المساعدات لغزة قريبًا    بعد انضمام فنلندا والسويد للناتو.. تحديات جديدة للحلف وتحولات في أمن البلطيق    نقابة الأسنان تجري انتخابات التجديد النصفي على مقعد النقيب الجمعة المقبل    قبل سفرهم إلى أمريكا.. وزير التعليم يستقبل الطلاب المشاركين في مسابقة "آيسف"    "التجديد بشرطين".. مهيب عبد الهادي يكشف مصير علي معلول مع الأهلي    عمرو الحلواني: مانويل جوزيه أكثر مدرب مؤثر في حياتي    اسكواش - فرج: اسألوا كريم درويش عن سر التأهل ل 10 نهائيات.. ومواجهة الشوربجي كابوس    وزير الشباب يشيد بتنظيم البطولة العربية العسكرية للفروسية    تريزيجيه يقود تشكيل طرابزون المتوقع أمام فاتح كاراجومروك بكأس تركيا    «الرقابة المالية»: 52 مليار جنيه حجم أرصدة التمويل متناهية الصغر بنهاية يناير 2024    7 أيام خلال 12 يومًا.. تفاصيل أطول إجازة للعاملين بالقطاع العام والخاص    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    بائع أسماك يقتل زميله في الإسكندرية.. والمحكمة تعاقبه بالسجن 10 سنوات    كشف غموض العثور على جثة شخص بالقليوبية    للقضاء على كثافة الفصول.. طلب برلماني بزيادة مخصصات "الأبنية التعليمية" في الموازنة الجديدة    رامي جمال يستعد لطرح ألبومه "خليني أشوفك"    رحلة "عم خالد" من المنوفية إلى سانت كاترين على الدراجة البخارية    عند الطقس الحار.. اعرف ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    بالصور- وصول 14 فلسطينيًا من مصابي غزة لمستشفيات المنيا الجامعي لتلقي العلاج    لتجنب الأمراض المرتبطة بارتفاع الحرارة- اتبع هذه النصائح    بدء اليوم الثاني من مؤتمر وزارة العدل عن الذكاء الاصطناعى    انتفاضة في الجامعات الأمريكية ضد حرب غزة.. والخيام تملأ الساحات    «شباب النواب»: تحرير سيناء يعكس عظمة الجيش.. واهتمام السيسي بها غير مسبوق    لتأكيد الصدارة.. بيراميدز يواجه البنك الأهلي اليوم في الدوري المصري    نصيحة مهمة لتخطي الأزمات المالية.. توقعات برج الجوزاء في الأسبوع الأخير من أبريل    بالسعودية.. هشام ماجد يتفوق على علي ربيع في الموسم السينمائي    مدبولي: دعم الصناعة أصبح يؤتي ثماره في العديد من القطاعات الإنتاجية    الزفاف يتحول إلى جنازة.. اللحظات الأخيرة في حياة صديقة عروس كفر الشيخ    الداخلية تواصل جهود مكافحة جرائم الاتجار في المواد المخدرة    طريقة عمل عصير الليمون بالنعناع والقرفة.. مشروب لعلاج الأمراض    حظر سفر وعقوبات.. كيف تعاملت دول العالم مع إرهاب المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية؟    النقل: تقدم العمل بالمحطة متعددة الأغراض بميناء سفاجا    مصر تفوز بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الإفريقية    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    رئيس هيئة الرعاية الصحية: خطة للارتقاء بمهارات الكوادر من العناصر البشرية    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    بالتزامن مع حملة المقاطعة «خليه يعفن».. تعرف على أسعار السمك في الأسواق 24 أبريل 2024    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‎د. محمود محيي الدين النائب الأول لرئيس البنك الدولي في حديث المربكات الثلاث: اهتمام دولي باستخدام الاستثمارات الخاصة والمدخرات المحلية في تمويل التنمية
‎هناك محافظات مصرية سكانها يساوي تعداد دولة.. ولذلك تحتاج موازنات كبيرة وكفاءة مؤسسية
نشر في أخبار اليوم يوم 19 - 10 - 2018

‎» في مدينة بالي الاندونيسية، والتي استضافت الأسبوع الماضي اجتماعات الخريف السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين، كان هذا الحوار مع د. محمود محيي الدين النائب الأول لرئيس البنك الدولي، والمسئول عن تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والذي تحدث عما تقوم به مصر في هذا المجال.. وأكد د. محيي الدين علي ضرورة اعطاء المحافظات بل المراكز والقري حرية في تحديد أولويات التنمية بها، مضيفا أن ذلك سيطلق القدرات الكامنة للاقتصاد المصري، مشددا أن مصر كان لديها سابقا تجربة في التعليم، وأنها تنفق كثيرا عليه في الوقت الحالي، لكن المهم اعادة توجيه هذا الانفاق لتحقيق طفرة في الجودة والنوعية ، والاستفادة من تجارب الدول الناجحة في هذا الصدد .. كما أكد أن مصر التي تستضيف ملايين اللاجئين وتعاملهم مثل أبنائها تستطيع الاستفادة من البنك الدولي في الحصول علي مساعدات مالية بسبب هذه الاستضافة، علي الرغم من أنها لا تقييم معسكرات لهم.
• في البداية باعتباركم النائب الأول لرئيس البنك الدولي والمسئول عن تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة السبعة عشر بحلول عام 2030 كيف تقيم ما قامت به مصر من تقديم تقريرها الطوعي عن تنفيذ هذه الأهداف للعام الثاني علي التوالي؟
‎ أجاب د. محمود محيي الدين: بالفعل مصر قدمت التقرير الأول طوعيا في عام 2016، كما قدمت تقريرها الطوعي الثاني في مايو الماضي، وهو أمر مهم، خاصة أنه أكثر تحديثا مع توافر بيانات أحدث ، ومن المهم أيضا مسألة التحديث، بهدف التعرف علي تطورات تنفيذ أهداف استراتيجية الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، علي مستوي كل دولة، كما أنه من المهم أيضا تحديد أوجه التعاون مع المجتمع الدولي في تنفيذ هذه البرامج، وكذلك من المهم أيضا تحديد الأمور المرتبطة بالاستثمارات المطلوبة لتنفيذ هذه البرامج، لأنها تحتاج إلي تمويل ضخم، سواء كان تمويلا عاما أو خاصا محليا، أو تمويلا خارجيا، وهناك منافسة دولية نراها من الدول المختلفة لتطبيق برامج التنمية المستدامة.
‎‫•‬ وهل هناك جديد أو تحديث لأهداف هذه الاستراتيجية علي المستوي الدولي؟
‎ قال د. محمود محيي الدين: نعم، فالجديد أن الأهداف تشمل الدول المتقدمة والدول النامية علي حد سواء، ولم تعد تخص ما كان يسمي بأهداف الألفية للتنمية، والتي كانت خاصة بالدول النامية، فالأمر أصبح منافسة علي الارتقاء في سلم التنمية، سواء بين الدول المتقدمة، أو الدول النامية اعتبارا من عام 2015.
‎دور القطاع الخاص‎‫
‎‫• وكيف تري المراجعة الطوعية الثانية التي قدمتها مصر هذا العام للأمم المتحدة عن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة؟
‎ رد النائب الأول لرئيس البنك الدولي: التقرير المصري الطوعي الثاني كان أكثر تحديثا مع توفر بيانات أحدث للرؤية المصرية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وارتباطها ب» رؤية مصر 2030« كما أنه أكثر اهتماما بدور القطاع الخاص في تنفيذ برامج التنمية المستدامة، وهو يتفق مع الاتجاه العالمي في هذا الشأن، لأن هناك اعترافا بأن موازنات الدول لن تكون كافية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، نظرا لشراهتها في التمويل، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، حتي البيئة تحتاج لتمويل ضخم، وقد تضمنت اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين التي عقدت في بالي باندونيسيا منذ ايام جلسة حول تغيرات المناخ، وهو الهدف 13 من استراتيجية الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وناقشت الجلسة دور القطاع الخاص في الوفاء بالتزامات قمة باريس للتغيرات المناخية والتي عقدت عام 2015، وهي من ضمن برامج أهداف التنمية المستدامة، سواء اذا أرادت الدول تخفيض معدلات الانبعاث الحراري أو التلوث البيئي أو الكربون، أو زيادة الاستثمارات في الطاقة المتجددة، وهو يحتاج لتعاون مع القطاع الخاص لتمويله.. والبرنامج المصري به وضوح في هذا الشأن، وهناك دول أخري كذلك، لأن البرامج عادة تكون جيدة الاعداد، لكن التحدي الأكبر في التنفيذ.
واستطرد د. محمود محيي الدين قائلا: ومن يظن أن 2030 هدف بعيد فهو واهم، لأن بعض مجالات التطوير كالرعاية الصحية والتعليم والتغيرات التكنولوجية الراهنة تستوجب انفاقا عاما واستثمارات ضخمة تتطلب وقتا للتنفيذ، وأيضا وقتا لاحداث أثرها، ولذلك لا يجب تأجيل هذه المشروعات، فهناك مقولة قديمة لتشرشل عندما علق البعض قائلا أن بعض المشروعات تأخذ وقتا أكبر للحصول علي اثرها، قال:» ان ذلك يستدعي سرعة اكبر في التنفيذ» ولذلك عندما نريد تحقيق نقلة في التعليم أو التأمين الصحي الشامل فإنها تستغرق وقتا، وتحتاج لتعجيل في التنفيذ، وفي نفس الوقت يشعر المواطن بتأثيرها ليس عند اكتمالها، ولكن يشعر تدريجيا بالتحسن، عندما تتوافر 3 شروط او أمور.
‎محلية التنمية
‎‫•‬ وما هي هذه الشروط الثلاثة؟
‎ قال النائب الأول لرئيس البنك الدولي: الأمر الأول توافر منظومة بيانات، ومنظومة معرفية يتم التواصل من خلالها مع عموم الناس، لتعريفهم بالمستجدات، والأمر الثاني: ان تأخذ هذه البرامج محلية التنمية في التنفيذ، بمعني ان تكون هذه البرامج المعنية بالتنمية المستدامة ومجالات النمو والرعاية الصحية والتعليم أن تأخذ من القري والمراكز والمناطق المحلية في المدن كمركز للاهتمام، وأن تكون هناك خطة وبرنامج للتنمية علي مستوي كل مركز، ومحافظة، ويتم متابعتها من خلال أهالي هذه المدن أو المحافظات، وهذه المسألة واجبة، خاصة في الدولة التي تتميز بكبر الحجم، سواء في عدد السكان، أو جغرافيا، وهناك محافظات في مصر يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين نسمة، وهو ما يساوي عدد سكان دولة او عدة دول، ويستلزم تمويلها موازنات كبيرة ، وهنا أؤكد أن الجدل حول المركزية واللامركزية لم يعد مجديا في ظل تطور تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، بمعني أنك تستطيع وأنت في القاهرة من خلال نظام متطور لتكنولوجيا المعلومات أن تعرف ما يحدث في أقصي نقطة في الصعيد أو في الوجه البحري.
وواصل النائب الأول لرئيس البنك الدولي كلامه قائلا: والحديث عن محلية التنمية يتطلب أمرين، الأول أن يكون هناك مركزية في كل قواعد القانون، والأمن، والرقابة، ووضع المعايير، أما مسألة التطبيق والتنفيذ فيما يرتبط بالأمور ذات العلاقة الاقتصادية أو الاجتماعية يجب أن يكون للمحافظات حرية في تحديد المناطق الاستثمارية التي تحتاجها طبقا لما يتوافق مع ظروف كل محافظة، وسيخرج ذلك القدرات الكامنة للاقتصاد المصري.
‎موارد مالية متنوعة للمحليات
وأضاف د. محمود محيي الدين: الأمر كان يتم مركزيا، وبصلاحيات محددة للمدن والمحافظات، وقد يري البعض أنه لا توجد مهارات أو قدرات علي مستوي المحافظات، لكن مع تخطيط الاجراءات واستخدام أساليب متقدمة لتكنولوجيا المعلومات في المتابعة تستطيع الدولة الاطمئنان، وأن المعايير مطبقة، لكن مع تطويعها مع احتياجات المدينة أو المركز، لأن معرفة احتياجات قرية مثلا لن يتم الا من خلال معرفة احتياجاتها سواء من التغطية بالصرف الصحي أو المدارس أو وحدة صحية، وقد لا يعرف ذلك من يوجد في المركز، ولذلك يجب أن تكون هناك محلية في التطوير، وتوفير التمويل، علي مستوي كل محافظة أو مركز، وهناك موارد مالية متنوعة للمحليات ليس أقلها الضرائب العقارية وهناك تجارب مهمة آن الأوان لأخذها في الاعتبار من دول تتمتع بمزايا المركزية، ولكن بها مرونة كبيرة جدا في اتاحة التمويل للمدن ومنها الصين وفيتنام واندونيسيا وكولومبيا، بالاضافة الي عدد من الدول الافريقية مثل رواندا وكينيا، وهي نماذج جيدة للتطوير.
تمويل التنمية
‎‫‎‫•‬ وما الأمر أو الشرط الثالث الخاص بأن يشعر المواطن بالتحسن عند تنفيذ برامج التنمية التي تستغرق وقتا؟
‎ قال د. محمود محيي الدين: الشرط الثالث هو التمويل، وعلي مستوي العالم هناك اهتمام أكثر من ذي قبل بموضوع الاستثمارات الخاصة والمدخرات المحلية في تمويل التنمية، وهناك ورقة عمل تم عرضها خلال الاجتماع الوزاري ضمن اجتماعات الخريف للبنك وصندوق النقد الدوليين بمدينة بالي الاندونيسية عن تحديات الديون العالمية علي مستوي العالم، حتي في الدول التي تتمتع باستقرار اقتصادي، والدول التي ما زالت في اطار آمن لمديونياتها أصبحت اليوم تكترث وتتحوط ضد مخاطر تقلبات الأسواق، وضد مخاطر زيادة أسعار الفائدة العالمية، خاصة فائدة الدولار الأمريكي، وضد تقلبات سعر الصرف، وأيضا ضد المخاطر الجيوسياسية التي ترتبط بالأمور السياسية التي تؤثر علي العلاقات الاقتصادية بين الدول.. وقد كثر الحديث عن تأثير النزاعات السياسية علي التبادل التجاري الدولي، وكل ذلك يؤدي الي تقليل الاعتماد علي الديون كمصادر للتمويل،ويستوجب الاعتماد علي الموارد المحلية في التمويل، وزيادة الايرادات العامة من خلال النمو، والذي يعتمد علي زيادة الطلب الاقتصادي، وتشغيل منشآت القطاع الخاص بأقصي طاقة ممكنة، لتمكينها من زيادة الانتاجية والنمو، وبالتالي تحقيق مزيد من الأرباح، وتتولد منها ايرادات للدول في شكل ضرائب، وهناك اهتمام بزيادة المدخرات المحلية، وانشطة القطاع الخاص، وحسن ادارة ممتلكات الدولة، وأتصور أن هناك عددا من الدروس المشتركة منذ الأزمة المالية العالمية التي وقعت في عام 2008، تستوجب التحوط ضد تقلبات الأسواق العالمية، والاعتماد علي التمويل الخارجي في شكل قروض، وهنا يجب أن تتعاون السياسات المالية والنقدية في تحقيق نقلة نوعية في هذا الشأن، وهناك مجموعة أسميها ب«المربكات الكبري» والتي تم تناولها خلال الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين ببالي الاندونيسية مثل الارباك الذي تحدثه التكنولوجيا في سوق العمل، فهناك وظائف جديدة سيتم استحداثها، وأخري ستختفي، ومن يتوهم أن الأمور ستجري علي ما هو عليه فإن هذا سراب، ومن لن يحسن التعامل مع التكنولوجيا الجديدة ستختفي وظيفته، ويخرج من سوق العمل، والمشكلة أن ذلك ينطبق علي قطاع الزراعة لأنه أصبح يعتمد علي التكنولوجيا، فهناك فارق في انتاجية فدان بهولندا تستخدم تكنولوجيا حديثة في زراعته، وبين فدان في بلادنا.
‎وأضاف: كما أن هناك أمرا مربكا في سوق رأس المال في استخدام تكنولوجيا المدفوعات وتقديم الائتمان والتمويل من خارج القطاع المصرفي وهو ما يعرف بمنتجات التقنية المالية، وهناك ورقة عمل في هذا الشأن تم تقديمها من البنك وصندوق النقد الدوليين،وهناك برنامج اتفقوا عليه اسمه «برنامج مالي للتقنية المالية» ويؤمن 12 من المباديء ترتبط بقواعد الرقابة المالية الجديدة، وتدور هذه المبادئ حول حماية المستهلك، والاسهام في زيادة الابتكار، وزيادة المعرفة، ومن لا يعلم هذه المبادئ في القطاع المالي سيتفوق عليه من يعمل في سوق رأس المال.
وأشار د. محمود محيي الدين الي أن سوق التجارة تتعرض أيضا لارباك من أكثر من ناحية، الأول من التكنولوجيا التي جعلت منصات التعامل مع السلع مثل أمازون وعلي بابا أصبحت منافسا لأكبر المولات والمحلات، وبالتالي أصبحت نقلة نوعية في التجارة الداخلية والسوق المحلية، وهناك محلات في أمريكا تغلق أبوابها وتكتفي بعرض بضائعها من خلال الانترنت من خلال نظم محكمة تتضمن الثقة بين الشاري والبائع، ونظام مؤمن للتعامل المالي، وضمان حقوق المستهلك من حيث نوعية السلعة، وخدمات ما بعد البيع.. والناس الآن يفضلون التعامل من خلال هذا الطريق عن المحلات،وأثر ذلك أن شراء محل في موقع مهم بسعر غال لم يعد مهما، وتحركت الأسواق والمحلات الي خارج منطقة المركز بعيدا عن أماكن تتطلب أماكن لانتظار السيارات.
وقال د. محمود محيي الدين: ما بين هذه المربكات الثلاث اذا ظننت أنك لن يحدث لك ضرر فإنك واهم، فالحد الأدني أن تفوت فرصة مالية في زيادة ايراداتك، ولكن الأخطر أن تكون هناك منافسة ، تسحب البساط من تحت قدميك، وبالتالي لا مجال لانكار هذه المتغيرات ، والأولي أن تكون هناك اجراءات سريعة لاحتواء السلبي منها، وتعظيم الاستفادة من ايجابياتها.
‎رأس المال البشري
‎‫• بعد اطلاق البنك الدولي مؤشر الاستثمار في رأس المال البشري.. كيف تري مصر فيما يخص هذا المؤشر؟
‎‫قال د. محمود محيي الدين: الدول العربية جميعا تحتاج للارتقاء بالاستثمار في رأس المال البشري، وتجويد العملية التعليمية، والتعامل مع الثورة التكنولوجية التي تضع تحديات، وكذلك مزايا أمام توفير فرص العمل، والتعامل معها يحتاج استثمارات، وتدريبا ضخما في هذا المجال، فمثلا أحد أكبر بنوك الاستثمار العالمية فرض علي جميع العاملين به أن يتعلموا لغة التكويد للحاسب الآلي، والذكاء الاصطناعي.
‎‫‎‫•‬ وكيف تري ما تقوم به مصر حاليا من اصلاح للعملية التعليمية، وبدء تطبيق التأمين الصحي الشامل، وعلاقته بتحقيق أهداف التنمية المستدامة؟
‎ أجاب النائب الأول لرئيس البنك الدولي: الارتقاء بالتعليم والرعاية الصحية أحد أهداف التنمة المستدامة التي أقرتها مصر مع باقي الدول في عام 2015، وتؤثر في نتائجها الأخري، وهناك دروس متوافرة حول التعليم علي مستوي العالم، وهناك معايير يجب اتباعها والاستفادة من خبرات الدول التي تقدمت في هذا المجال مثل الدول الأوروبية وخاصة الدول الاسكندنافية مثل فنلندا والسويد والنرويج، وقد استفادت من هذه التجارب دول اخري مثل كوريا،وأصبحت تنافس الدول الاسكندنافية في جودة التعليم والمناهج والمعارف بل والرعاية الصحية.
وقال : مصر كان لديها نقلة جبارة في التعليم، وارتبط هذا بعهد كانت فيه العملية التعليمية تتولاها وزارة المعارف، وهذا الاسم يؤكد علي فكرة التعلم مدي الحياة، وليس التلقين فقط، ومن العجيب أننا كنا أكثر تطورا في التعليم منذ زمن ثم تأخرنا في مجال يحتاج للتحسين، ومصر تنفق كثيرا علي التعليم، سواء من الموازنة العامة للدولة ، أو من كل ما ينفقه علي نفسه أو الأسرة علي التعليم، و نسبة هذا الانفاق وما يأخذه من ميزانية الأسر خاصة الأقل دخلا، والمهم اعادة توجيه هذا الانفاق إلي ما يفيد العملية التعليمية، وربطها بتكنولوجيا المعلومات وسوق العمل.
‎‫‎‫•‬ وكيف يتعامل البنك الدولي مع مشكلة اللاجئين الهاربين من الحروب وضحايا الكوارث الطبيعية؟
‎لدينا برامج ضمن صندوق الدول الأكثر فقرا «IDA» وهو الأكبر علي مستوي العالم وبه 75 مليار دولار لكافة حسابات التنمية، وبه جانب لاغاثة اللاجئين والمتضررين من كوارث طبيعية أو المشاكل المرتبطة بالصراعات والنزاعات التي تشكل أكثر من 80% من أسباب اللجوء السياسي.
‎‫‎‫•‬ وهل يمكن أن تستفيد مصر من دعم مالي بسبب استضافتها لملايين اللاجئين؟
‎ قال د. محمود محيي الدين: مصر طوال تاريخها تستضيف اللاجئين وتعاملهم مثل ابنائها، فهي تحتضن كل من يضار، ومن تستضيفهم يعيشون بنفس المستوي لاشقائهم المصريين سواء كان ذلك بعد حرب 1948 عندما استضافت اللاجئين الفلسطينيين، ثم الفارين من لبنان أثناء الحرب الأهلية، ثم اللاجئين العراقيين والليبيين والسوريين واليمنيين، بالاضافة الي اللاجئين الأفارقة.. ومصر لا تقيم معسكرات للاجئين، وهذا لا يمنعها من التقدم بطلبات للحصول علي مساعدات لتحسين الخدمات المقدمة للاجئين، علي أن تكون هذه الطلبات مصحوبة بقاعدة بيانات عن هؤلاء اللاجئين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.