قد يحزننا المشهد الذي نراه في الشارع الآن بوجود الانقسامات الكثيرة حتي بين الشباب في العديد من التحالفات.. وكذلك تعدد الانتماءات السياسية والدينية.. وتعدد الافكار والصراع علي المصالح.. إلا انني في نفس الوقت علي يقين بأن تلك الانقسامات ظاهرة صحية.. واذا كان من عوامل نجاح الثورة المصرية ان الجماهير لم تكن لها قيادة واضحة.. والشباب الذين اشعلوا الثورة ليست لهم قيادة واضحة.. ولكن الان وبعد ان نجحت الثورة في القضاء علي النظام السابق عليهم التجمع تحت لواء واحد ولتكن قيادة شابة تعمل علي تعبئة الجماهير حولها والتخطيط للمستقبل لاستكمال ثورتهم بنجاح.. عليهم التوحد حتي ولو اختلفوا في الرأي لأن اختلاف الاراء ظاهرة صحية وحضارية ولكنها لا تمنع الاتحاد تحت قيادة واحدة.. ولهذا فإن ثقتي واعجابي بقدرة الشباب علي صنع المعجزات تزداد يوما بعد يوم خاصة عندما يتجمع هؤلاء الشباب في محاولة لتكوين جبهة واحدة تضم ائتلافاتهم المتعددة وهم يدركون بذلك انهم يشكلون قوة لا يستهان بها في مواجهة التحديات ودفع مسيرة التنمية وعجلة الانتاج واحداث طفرة في الاداء في جميع المجالات.. وهذا يجعلني احلم بان يشارك الشباب في تشكيل المجالس المحلية حتي يقضوا علي الخوف الذي ينتاب الجميع من تسلل نفس العناصر التي تم الزج بها من قبل في تلك المجالس.. وانني علي يقين بان التواجد المكثف للشباب في المجالس الشعبية المحلية المنتشرة في ربوع مصر كلها وتضم ما يزيد علي 35 الف عضو سوف يساهم كثيرا في القضاء علي الفساد في المحليات.. بل ان تواجد الشباب في تلك المجالس سيضمن لنا ان تقوم بدورها الحقيقي في الرقابة الشعبية ودفع عجلة التنمية في المحليات وخدمة الجماهير وتحقيق مصالحهم.. واتمني ان يعد الشباب انفسهم من الان لتلك المهمة خاصة ان امامنا الكثير من الوقت لاجراء انتخابات المجالس المحلية كما ان القانون الجديد للحكم المحلي سيعطي الفرصة للشباب للمشاركة في تشكيل تلك المجالس.. وساعتها سنشعر جميعا باننا ندفع لها بدماء جديدة تصنع مستقبلا يليق بمصر وبشعبها العريق الذي عاني مالا يستحقه من ويلات علي ايدي حفنة من الفاسدين ومعدومي الضمير.