هناك أعوام مفصلية في تاريخ العالم يمكن أن نطلق عليها أعوام التغيير الكبري، في هذه الأعوام يتحول مسار البشر وبأيديهم يسقطون قلاع الشر ويمزقون خرائط الهيمنة التي تفرض عليهم. تبدو هذه الأعوام عادية في بدايتها نظن أنه عام سيمر مثل غيره دون أن تستوقفنا أحداثه لكن أعوام التغيير تحمل في داخلها مفاجآت كبري يصنعها بشر يتطلعون الي حياة أفضل دون خوف أو استغلال أتي العام 2013 ولا يعلم أن القدر اختاره ليشرف بأن يكون ضمن هذه الأعوام المميزة في تاريخ الإنسانية ولو أردنا إعطاء اسم لهذا العام لنميزه عن غيره فالاسم الذي يليق به هو عام الثورة والمبادرة.. تحركت الجماهير المصرية بثبات و مهابة علي ضفاف النيل لتصنع ثورة 30 يونيو المجيدة وتزيل في عنفوان عن الأمة المصرية حكم الظلام وتقتلع الفاشيست الاخوان من أرضها الطيبة ومن خلف سور الصين العظيم أطلقت الأمة الصينية العريقة مبادرة خير وشراكة للانسانية باسم »مبادرة الحزام والطريق» في هذا العام ولدت الثورة المجيدة علي ضفاف النيل وأشرقت مبادرة الخير من خلف السور العظيم ..أدرك العالم وقتها ان لحظة التغيير قد حانت وأن هناك أمتين عمرهما من عمر التاريخ ذاته أصدرا قرارا بأن قواعد اللعبة الدولية يجب أن تتبدل ورفضتا الهيمنة والاستغلال. عندما نفتح ملف هذا العام المصيري ونقرأ قصة الثورة والمبادرة نكتشف أننا نطالع قصة الإنسان الباحث دائما عن العدالة والأمن دون خوف.. هذا الإنسان الذي تحاول قوي الهيمنة وأهل الشر تعطيل مسيرته الي التقدم والرقي ليبقي أسيرا لها ولمخططاتها وأهدافها الاستغلالية. في هذا العام كانت الأمة المصرية تستفيق من لعبة الخداع وتكتشف بنفسها حجم المؤامرة التي حيكت ضدها من قوي الاستعمار في الخارج ووكلائه من الفاشيست الإخوان في الداخل حتي تمكنوا في لحظة سوداء عابرة من الوصول الي كراسي الحكم. لاتستسلم الأمم العظيمة مثل أمتنا المصرية الي الخداع أو تخضع للمؤامرات تحركت الجماهير المليونية وزحفت الي الميادين واستبسلت في وقفتها الشريفة تدافع عن وجودها أمام هجمات أهل الشر حتي أطاحت وألقت بهم الي الدرك الأسفل من التاريخ. لم يكن وصول الفاشيست الإخوان الي الحكم هو ذروة المخطط ونهاية الخداع بل كان البداية في مؤامرة تديرها قوي الاستعمار والهيمنة من أجل تدمير كل مناعة منطقتنا العربية وبعدها تبدأ حفلة التقسيم وتوزيع الغنائم تحت إشراف وكلائهم من الفاشيست الإخوان لم تكن المؤامرة هدفها مجرد إعطاء الوكلاء الفاشيست عددا من كراسي الحكم فالوكلاء مهما بلغ تأثيرهم هم مجرد خدم لقوي الاستعمار والهيمنة وعليهم فقط التنفيذ أنهم جزء هين في مخطط مترامي الأبعاد يشمل العالم بكامله ولكن مركزه هنا علي أرض الأمة المصرية ولم يكن الوكلاء الفاشيست سوي الخونة الذين فتحوا البوابات ليتسلل المستعمر الي المركز وينفذ مخططه يطول شرح أبعاد المؤامرة وتفاصيلها الدنيئة وتوضيح خرائطها التي تم رسمها في أقبية أجهزة مخابرات المستعمر ولكن كانت الأهداف الشريرة واضحة لاتخفي علي بصيرة الأمة المصرية. أراد منفذو هذه المؤامرة محو مقدرات هذه الأمة وجعلها مستباحة أمام كل مجنون ومتطرف يريد استخدام أبنائها في حروب ترفع شعارات دينية والدين منهم براء وخلف هذه الشعارات تتحرك الأيادي الشريرة للمستعمر لينفذ مخططات التقسيم وتبديل خرائط الجغرفيا لتخدم مصالحه ويصنعون مستقبل أسود دامي ماكانت لتتحرر الأمة المصرية منه ولو بعد ألف عام. يمكن مشاهدة أطلال هذه المؤامرة الخبيثة بعد أن هدمتها الأمة المصرية في نطاقنا الجغرافي القريب فليست سوريا وليبيا ببعيد فعندما نجلس في منازلنا الآمنة منشغلين بتفاصيل حياتنا اليومية ونمر سريعا أمام شاشات التليفزيون ونطالع الأحداث بحزن في هذه البلاد العزيزة علي قلوبنا ندرك جيدا ظلمة المصير الذي كان ينتظر هذه الأمة الطيبة علي يد الاستعمار ووكلائه الفاشيست. عندما أتي شهر يوليو من عام المصير 2013 ووقف القائد عبد الفتاح السيسي في اليوم الثالث من هذا الشهر الحاسم ليعلن نهاية الظلام لم يكن فقط يحرر الأمة المصرية من إجرام وكلاء المستعمر الفاشيست الإخوان بل كان قرار التحرير في أبعاده أشمل من هذا ولايقتصر علي أمتنا الصامدة الصابرة فقط. أمتد تأثير قرار التحرير للمجتمع الدولي بأكمله الذي كان يراقب مرتعدا دون حيلة مؤامرة المستعمر ووكلائه الفاشيست صامتا رغم علمه جيدا أن نيران هذه المؤامرة التي يشعلها المستعمر ووكلاؤه ستمتد الي كل أرض وسيصبح الخوف والظلام سيدا العالم ليرتع الإرهاب والإرهابيين ويمارسون إجرامهم دون رادع تنفيذا لأهداف شريرة وخدمة مصالح يعلمها جيدا صناع المؤامرة. تحملت الأمة المصرية وقائدها عبء قرارالتصدي للظلام وأتباعه عن العالم أجمع فهذا قدرها وقدر قادتها عند ساعة المصير طوال تاريخها المديد ومازالت الأمة المصرية وقائدها حتي الآن بتصميم وإرادة لا تلين تطارد فلول الظلام حتي تمحو أثره تماما وتخلص وتحررالإنسانية من شر الإرهاب ومنفذيه. تحركت جماهير ثورة 30 يونيو علي ضفاف النيل لترفع بإرادتها سيف الخوف من إجرام الإرهاب والإرهابيين عن رقبة العالم وفي حركتها تلك لم ولن تنتظر تقدير أو مساعدة ففي لحظة التصدي لتغيير العالم وتحريره من الخوف لاتبحث الأمة العظيمة وقائدها عن وسام فما تقدمه هو خدمة للإنسانية ولأجيال قادمة يجب أن تعيش في سلام وطمأنينة. تلك كانت ثورة عام المصير والتغيير والتي صنعتها الأمة المصرية لتحرر العالم من الخوف وفي نفس العام كان هناك قائد آخر ينتمي الي أمة عريقة في مثل عراقة الأمة المصرية هي الأمة الصينية يطلق مبادرة بحجم ثورة ضد الاستغلال والهيمنة. أطلق الزعيم الصيني شي جين بينج في عام التغيير مبادرة » الحزام والطريق» عندما نطالع المبادرة القادمة من خلف السور العظيم نصافح يد التعاون والشراكة الممدودة الي الإنسانية. يأتي أساس المبادرة علي خلفية تاريخية قائمة علي تبادل المنافع والخبرات فمنشأ فكرة المبادرة هي طريق الحرير التاريخي الذي ربط الأمم ببعضها البعض عن طريق التجارة والصداقة فهو لم يكن طريق غزو أو حرب أو قهر للأمم الأخري. تحمل الخلفية التاريخية للمبادرة إشارة هامة فهي لم تنطلق بغرض فرض هيمنة أو استغلال مقدرات الشعوب بل انطلقت لتدعيم أسس الشراكة والتعاون بين الأمم الداخلة في هذه المبادرة ولم يكن مستغربا أن تقبل هذه الأمم علي الدخول الي المبادرة بكثافة إلا لشعورها بأن الفائدة ستكون عادلة ومتساوية في مكاسبها بين الأمة الصينية مطلقة المبادرة وأي أمة قبلت الدخول فيها. الحقيقة أن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الزعيم الصيني شي جين بينج جاءت هي الأخري في عام التغيير المصيري متصدية لنظام اقتصادي أسسته قوي الهيمنة واستمرأت هذه القوي دون رادع في استغلال مقدرات الشعوب المغلوبة علي أمرها في زمن تفردت به قوة واحدة بالقرار السياسي والاقتصادي الدولي في العالم. تأتي مبادرة الأمة الصينية لتعيد الترتيب والتوازن لنظام اقتصادي دولي يعاني من خلل عميق ويفتقد الي أدني قواعد العدالة وهمه الوحيد هو استغلال موارد الشعوب بثمن بخس ليحقق لنفسه فقط الرفاهية والأمان علي حساب فقراء العالم. عندما نتطلع الي عام التغيير بحدثيه الجليلين الثورة والمبادرة نجد أننا أمام مشروع مصري انطلق مع ثورة يونيو المجيدة ومشروع صيني خرج للنور مع دوران عجلة مبادرة الحزام والطريق والمشروعان أصلهما من حضارتين عريقتين جذورهما تمتد لآلاف السنين. منذ لحظة الانطلاق في العام 2013 عام التغيير وهدف المشروعين واحد وهو التصدي لكل من يريد الهيمنة علي مقدرات الشعوب سواء بإجرام الارهاب أو الاستغلال الاقتصادي. لايمكن النظر للشراكة الاستراتيجية بين الأمتين المصرية والصينية أنها قائمة علي أسس اقتصادية أو تبادل للمنافع أوجلب استثمارات فقط فهذه الشراكة قامت بسبب تلاقي مشروعين لأمتين عريقتين في لحظة تاريخية تهدف الي إعادة التوازن والعدالة الي عالم مضطرب. ستتذكر الأجيال القادمة هذا العام جيدا وأنه كان عام التغيير الي الأفضل ولن تنسي هي والتاريخ اسم الزعيمين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينج لأنها في عام واحد قررا بالثورة والمبادرة وعلي غير موعد استرداد مقدرات العالم من براثن إجرام الإرهاب وتسلط الاستغلال وعملا ويعملا علي تشكيل مجتمع دولي تحيا فيه الشعوب مطمئنة سالمة دون خوف أو عوز.