رغم أهمية المتاحف الإقليمية بالمحافظات في الترويج لآثارها وحضارتها، إلا أن هذه المتاحف ظلت لسنوات طويلة إما مغلقة أو تحتاج إلي التطوير، ومؤخرا بدأت وزارة الآثار في تحريك عدد من المشروعات المتحفية المتوقفة، وافتتاح عدد منها بعد استكمال أعمال التطوير أو البناء، ومن بين هذه المشروعات متحف سوهاج الذي يتم افتتاحه خلال أيام بعد انتهاء اعمال بنائه. وبدأت فكرة إنشاء متحف سوهاج القومي عام 1993 ثم توقف بعد ذلك بسبب بعض الأمور الهندسية والفنية وتم استئناف العمل به مرة أخري عام 2006، وتوقف مرة أخري بعد قيام ثورة 25 يناير، وفي عام 2015 تم البدء في دراسة المشروع مرة أخري و بدأت المقايسات واستأنف العمل فعليا في عام 2016. المتحف علي مساحة 8700 متر.. ويضم 950 قطعة أثرية.. والتكلفة 72 مليون جنيه أشار المهندس وعد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار إلي أن تكلفة إنشاء المتحف وصلت الي 72 مليون جنيه، وتم بناؤه علي مساحة 8700 متر، بينما يسع المتحف 950 قطعة اثرية من مختلف العصور، بالإضافة إلي 2100 قطعة بالمخازن، والتي تم تجهيزها بأحدث وسائل حفظ الآثار وصيانتها، مضيفا ان المتحف يتكون من طابقين وبدروم، وتم تصميمه علي شكل معبد، وهو التصميم الذي تم وضعه منذ بدء مشروع بناء المتحف في عام 93. بينما أوضحت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار أن الوزارة اهتمت بمشروع متحف سوهاج بشكل خاص لأنه ظل متوقفا لسنوات، كما أنه المتحف الوحيد بالمحافظة رغم أهميتها علي المستوي الأثري حيث ان المواقع الاثرية الموجودة بها تغطي الفترات التاريخية منذ عصر ما قبل التاريخ حتي العصر الحديث، ويوجد بها آثار يونانية رومانية واسلامي وفرعوني، مضيفة أن سوهاج تتميز أيضا بتراثها غير الملموس مثل المواويل والقصص الشعبية والحرف كالنسيج. وأضافت إلهام أن سيناريو العرض المتحفي في سوهاج يلقي الضوء علي موضوعات مختلفة لها علاقة بالمحافظة مثل النسيج وأهم الملوك الذين كانوا في هذه المنطقة، والمبني موقعه متميز جدا ويمكن الوصول إليه بسهولة عن طريق النيل أو البر، و 90% من القطع المعروضة به وجدت في سوهاج، من بينها قطع نادرة جدا، مؤكدة انه تم أيضا تخصيص مساحات لاستغلالها في التواصل المجتمعي مثل إتاحة أماكن بالمتحف للفنانين المعاصرين لعمل معارض فنية للوحاتهم، خاصة أن المجتمع هناك مثقف وحريص علي الحفاظ علي تراثه. وأشارت إلهام إلي أن وزارة الآثار قامت بتدريب عدد من المتطوعين للعمل في المتحف لاستقبال الزائرين أو في الاقسام التعليمية المتحفية، وتم تحضير برنامج يلقي الضوء علي محافظة سوهاج ويبرز معالمها السياحية ومواقع الآثار الهامة بها، وسيتم العمل به بعد الافتتاح مباشرة، مضيفة أن المتحف يضيف للسائح مكانا جديدا يزوره بالمحافظة.. وانتهت وزارة الاثار من وضع فتارين العرض المتحفي، وسيناريو العرض، وتحديد مسار الزيارة ومناطق الإضاءة الداخلية والخارجية بمتحف سوهاج، بما يتفق مع أحدث أساليب العرض المتحفي، علماً بأن القطع الأثرية التي سيتم عرضها بالمتحف تم اختيارها من المتحف المصري بالتحرير وجاير اندرسون والمتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي، بالإضافة إلي مخازن محافظة سوهاج. ويتكون متحف سوهاج من بدروم يضم عددا من القطع الأثرية تستعرض الفكر الديني عند قدماء المصريين وفكرة البعث والخلود، وكذلك عبادة الحج في العصور الفرعونية و القبطية والإسلامية، بينما يضم الدور الأرضي تماثيل وقطعا أثرية لملوك الأسرتين الأولي والثانية، و كذلك قطعا اثرية معظمها من نتاج الحفائر الأثرية بالمحافظة أو تم نقلها من المتحف المصري وجاير اندرسون والمتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي، لتحكي تاريخ المحافظة منذ أقدم العصور وخاصة عصر الأسرتين الأولي والثانية بالإضافة إلي التطرق للتراث الشعبي بالمحافظة وإلقاء الضوء علي عادات وتقاليد الأسرة بها وكذلك بعض الصناعات التي اشتهرت بها المحافظة ومنها صناعة النسيج بمدينة أخميم. ويضم المتحف أيضا مجموعة اخري من القطع الأثرية التي تم اكتشافها في محافظة سوهاج والتي تم حفظها بمخازن الاثار لتخدم سيناريو العرض، واستقرت لجنة سيناريو العرض المتحفي ايضا علي اختيار بعض القطع الاثرية من المتحف المصري بالتحرير وبعض مكتشفات حفائر منطقة اثار ابيدوس.. ومن بين القطع التي اختارتها وزارة الاثار للعرض بمتحف سوهاج 108 قطع من متحف الفن الإسلامي من بينها ابريق من الفخار ذو يد وقاعدة قصيرة ورفيعة، وعدد من القلل والمسارج الملونة من الفخار والخزف المختلفة الأشكال والاحجام، بالاضافة إلي مجموعة من اللوحات المصنوعة من الخشب تصور سيدة واقفة داخل باب مقبي، ولوحة من القماش تصور منظرا قرويا به رجل يقف بجوار النهر، ومخطوط فارسي صغير خاص بقصة مجنون ليلي به 18 صورة ملونة وعدد من المصاحف مكتوبة بخط اليد والتي يرجع تاريخ بعضها إلي عام 1170 هجري، بينما تم اختيار 16 قطعة من متحف النسيج المصري تنوعت بين قطع من النسيج المزخرف بخرز الفيانس، وبقايا رداء طفل من الكتان وكسوة للكعبة مستطيلة الشكل. وأشارت د.فريدركا السيد مدير آثار سوهاج الي أن المتحف يعتبر من أكبر المتاحف الإقليمية، وافتتاحه سيكون له أثر إيجابي في زيادة الجذب السياحي للمناطق الأثرية الموجودة بمحافظة سوهاج، وأيضا جذب الاهتمام بالمواقع التي تحتاج إلي تطوير، مما يؤدي إلي فتح مزيد من المناطق في المستقبل للزيارة، حيث إن المناطق المفتوحة حاليا بسوهاج هما منطقتا »أبيدوس» و»أخميم» الأثريتان.