الرئيس عبدالفتاح السيسي يملك إرادة فولاذية، تجعله قادراً علي مجابهة قسوة التحديات، حيث إنه يؤمن بالنهج العلمي في الإدارة، ويمقت العشوائية، ويكره الظلم، ويثق في أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم. تلك القناعة، وإصراراً منه علي الوفاء بعهده مع الشعب علي رعاية مصالحه رعاية كاملة، جعلته لا يكل ولا يدخر وقتاً ولا يضن بمجهود.. وهذا ما يؤكده حراكه ولقاءاته اليومية برئيس الوزراء والوزير المسئول عن ملف بعينه تضمنه برنامج الحكومة الجديدة، وإن دلت تلك المقابلات عن شيء فإنما تدل علي أن الرئيس يريد من كل مسئول تقدير جسامة المسئولية المنوط به الالتزام بتحقيقها، وتؤكد حرص الرئيس علي متابعة التفاصيل حتي يتحقق الإنجاز الأمثل، ولتدارك المعوقات ودحرها في مهدها، فإن الرئيس ليس في قاموسه كلمة مستحيل، كما أن ثقافته بل عقيدته تحقيق الأفضل للشعب والوطن في أقصر وقت لا ينتقص من التميز في الأداء.. وهو ما يظهر جلياً في توجيهات الرئيس لمساعديه ومعاونيه وللحكومة ولجهاز الدولة، حيث تأكيداته الدائمة علي صدق الأداء والشفافية والبعد عن المواربة، وتدارك الإخفاق الإداري، والعمل بإخلاص لتجاوز الأزمات التي يعاني منها المواطنون، والسعي حتي يستشعر الشعب الجهود المبذولة من أجل تحسين أحواله المعيشية. حقاً لو اتخذ الجهاز الإداري للدولة، مشتملاً دواوين الحكومة وغيرها، نهج الجهود التي يبذلها الرئيس، وجعلها دستوراً للعمل، لاختلفت الصورة تماماً في الشارع المصري، وبات المواطن في طمأنينة ورضا، وثقة في أن الحكومة الجديدة جاءت لتعيد الثقة التي زعزعتها حكومات ما قبل ثورتي يناير ويونيو، وهو ما يستلزم من د. مصطفي مدبولي عملاً دءوباً لا تهاون فيه للإسراع بإصلاح جهاز الدولة الإداري، مرسياً به مبدأ أن أعضاء هذا الجهاز الإداري جميعهم في خدمة الشعب، وليس منهم من هو "سيد" علي هذا الشعب مهما عظم منصبه. الرئيس عبدالفتاح السيسي أراد أن تكون ولايته الثانية ل »بناء الإنسان»، بعد أن كانت الولاية الأولي ل »تثبيت الدولة»، وحيث إن »بناء الإنسان» تحد صعب، لكنه ليس مستحيلاً، وبالتوازي مع حرص الرئيس علي اتخاذ الاستراتيجيات الكفيلة لتحقيق المستهدف، فإن المصريين جميعهم - مسئولين ومواطنين - مكلفون بالمؤازرة وتغيير ما بأنفسهم، بنفض أي سوء أصابهم، حتي تنقي السرائر، وتدحض المظالم، ويسود الخير، حتي يأتي يوم لا نجد فيه فاسداً أو انتهازياً أو محتكراً أو مرتشياً أو نصاباً أو مستغلاً لمنصبه، وقتها نكون بحق أمناء علي مقدرات الوطن.. والله غالب علي أمره، وتحيا مصر.