إذا كان حزب شباب الثورة - تحت التأسيس - قد اتخذ من نهج الآية الكريمة " لايغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" منهجا للعمل الوطني، فإنني أري أن مؤسسات الدولة - بعد ثورة 25 يناير - هي الأولي بأن تتخذ من هذا النهج أساسا لأسلوب عملها في تلك المرحلة الآنية، وهو ما يتطلب من الدكتور عصام شرف رئيس حكومة الثورة، إرساء هذا المبدأ كناموس عمل لحكومته، حتي نتجاوز ثقافة حكومات الأزمات، التي عانينا منها الكثير فيما قبل ثورة 25 يناير. الدكتور محمد فتحي البرادعي وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، تجاوز بأدائه في وزارته هذا الحاجز، وأحدث ثورة في ثقافة أسلوب العمل، ولم يتركها للصدفة أو الإجتهادات، بل اتخذ من المنهج العلمي فكرا أصيلا، وزاده بإعمال القانون وتفعيله لحفظ حقوق المواطنين، وإرساء مبدأ مصلحة المواطن هي الأعلي، من منطلق أن وزارة الإسكان هي وزارة خدمية في أصل ما أنشئت من أجله، وليست وزارة استثمارية تعمل لجلب وزيادة موارد موازنة الدولة، مستغلة احتياجات المواطن محدود الدخل.. ولقد كان لثورة وزير الإسكان وأسلوب عمله عظيم الأثر، ما جعل الشارع المصري يسعد بمنهجه، في نفس الوقت الذي طرح تساؤلا: لماذا لا يكون هذا الأسلوب، هو منهج كل الوزراء في أدائهم، ويعملون علي إعلاء ثورة إدارية حقيقية في دواوين وزاراتهم؟!.. لو حدث ذلك لاستشعر المواطن خير ثورة 25 يناير. ما ننشده يعد بمثابة الشمس، التي لابد وأن تسطع من الآن في سماء مصر، لترسي مبادئ لثقافة إدارية ثورية تسير نحو إعلاء شأن المصلحة العامة للمواطنين والوطن، مؤيداً بوضع الضوابط الواضحة والمقننة للحفاظ علي حقوق الأفراد، من منطلق عدالة اجتماعية تكون أساساً للأداء المؤسسي لكل هيئات الدولة وقطاعاتها، مصحوبة بثورة تصحيح وعلاج للسلبيات التي حالت دون تفعيل مكاسب الثورة، التي أرادت بها إحداث ثورة مجتمعية، في إطار رؤي واعية تواكب الحراك السياسي، الذي يشهده الشارع المصري. الشعب يريد ثورة تصحيح إدارية، ويحمل مسئوليتها للدكتور عصام شرف، يكون الأصل فيها تصحيح مفاهيم ثقافات جهات كثيرة في الدولة، فلم يعد مقبولا تجاوز فئة، ولم يعد منطقيا إخفاق قيادة في إصدار تعليمات من شأنها إحداث بلبلة، أو إشعال أزمة تهدد أمن الوطن، ولا بد أن يرقي أداء جهاز الشرطة لمستوي الحدث، والظرف الذي تعيشه البلد، وتغير من ثقافة أفرادها بغرس قناعة أن الشرطة في خدمة الشعب والقانون، فما كان يحدث من تجاوزات البعض قبل ثورة 25 يناير، لم يعد مقبولا بعدها.. وفي نفس الوقت لا يعقل أن يفقد الشباب أعصابهم ويخربوا ممتلكات ذويهم، ويظهروا بشكل فوضوي هم أبعد ما يكونون عنه، بعد ما حققوه من إنجاز بثورتهم.. وليكن الجميع علي مستوي المسئولية، الشعب والجيش والشرطة والشباب يد واحدة.. أليس كذلك؟!