ليست الصدفة، هي مفجرة ثورة 25 يناير.. وليست بالصدفة أيضا، كانت مؤازرة الشعب لأبنائه الثوار.. ولا كانت حماية الجيش للثورة، واستمراره في تلك الحماية.. وإنما ما حدث ويحدث، هو نتاج قناعات ولدتها معاناة شعب، فكان إصراره علي الخلاص مما أصابه من فساد النظام، الذي سرق الحاضر والمستقبل.. وأراد الشباب أن يضع النهاية، لتكون البداية. حقا، إنها البداية، لغد شعب أراد الحياة، والذي هب من سبات، ظن أنه لن يفيق منه، حتي عجز المحللون السياسيون عن التنبؤ به، ولكن إرادة الشعوب دائما تكون الأقوي، وإشراقة شباب الثورة تكون لها الصياغة الحقيقية لأحلام الأمة، وهذا ما عبر عنه انطلاق شباب الثورة نحو تلبية النداء، والعمل علي تأسيس حزب شباب الثورة، الذي اتخذ منهجا له مستمدا من قول الله تعالي: " إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم"، ليكون نهجا واقعيا لإعادة الصياغة المجتمعية، علي أسس منهجية مفعلة بأسلوب علمي قادر علي بناء ثقافة جديدة، تعيدنا إلي الثقافة المصرية الأصيلة بما لها من قواعد أخلاقية، للتخلص مما شوه ملامحها بعبثية استعمارية ادعت التحضر ولكن، ما كان منها سوي السوء والفساد. إن إشراقة شباب الثورة، هي الضمان والحماية لثورة 25 يناير، وهذا ما تؤكده تطلعات الشارع المصري من انضمام لصفوف حزب شباب الثورة، فقد نوهت مؤشرات الإقبال المتزايد علي المشاركة والإنضمام إلي صفوف الحزب - وهو ما أشار إليه وكيل المؤسسين سعد طعيمة في مقابلة تليفزيونية خلال برنامج قاهرة المعز، أول أمس - لتكون البداية مبشرة بالخير لرؤية شباب الثورة للمستقبل، في تعبير حقيقي عن طموحات وآمال شعب يريد استمرار فعاليات الثورة، في إطار صياغة مجتمعية واعية تعيد ترسيم خارطة طريق نحو بناء غد أفضل. رهان شباب الثورة علي الأغلبية الصامتة، حق أصيل لهم، لأنهم نبت تلك الأغلبية، وفلذات أكبادهم، الذين هبوا لدرء الأذي الذي أثقل كاهل الأمة، وكواها بنار المفسدين، ممن غيبوا ضمائرهم، وعملوا علي إثراء خزائنهم، حيث تفننوا واستعانوا بعتاة القوانين ليبتدعوا الكثير من الضوابط والقوانين لحمايتهم وحماية ما يمتلكون، ونسوا أو تناسوا أن فوق كل ذلك قادر، وأن الله لن يضيع حق من أطاعوه. ثوار 25 يناير، أدركوا ووقفوا علي حقيقة الأمور، وهو ما دعاهم لتأسيس حزبهم، لتأصيل مبدأ رد الجميل لشعبنا الذي وثق بهم، ودعمهم لإنجاح ثورتهم، فكان ما أرادوا، والآن جاء وقت العمل من أجل البناء، وتأصيل مكاسب الثورة والحفاظ عليها، في إطار مؤسسي، يفعل صياغة حضارية لثقافة مجتمعية، ما أحوجنا إليها، لمواجهة الخطر الذي يتهددنا، ولنصدق هذه المرة في تنمية سيناء، وإنا لمنتصرون بإذن الله.