كتبت هذا المقال قبل جمعة الغضب الثانية والتي انقسم شباب الثورة فيما بينهم علي القيام بها.. فمنهم من قال إنها للمطالبة بمجلس رئاسي.. ومنهم من قال انها للمطالبة بإعداد دستور جديد قبل إجراء الانتخابات.. ومنهم من قال انهم يرون تأجيل الانتخابات لأنهم لم يستعدوا لها مثلما فعل الأخوان وما تبقي من الحزب الوطني! وآخرون يريدون إقالة عدد من الوزراء والقيادات الأمنية ومجموعة أخري يريدون القفز علي الاستفتاء الشرعي الوحيد الذي جري في البلاد لأن نتائجه ليست علي هواهم.. وائتلاف آخر يريد الإفراج عمن ارتكبوا جرائم وعاقبهم القانون بحجة أنهم من شباب الثورة! والغريب ان كل هؤلاء الأضداد يدعون انهم شباب الثورة وأنهم شرارتها الأولي وأنهم السبب في تحرير الوطن من السلطة الفاسدة والحكم الظالم. بصراحة أنا لا أعرف من فيهم شباب الثورة الأصلي » ومن فيهم تيواني « ؟! من فيهم يحب مصر ويريد الحفاظ علي مكتسبات الثورة؟.. ومن فيهم يخفي أغراضه وأهدافه الشخصية تحت عباءة شباب الثورة؟.. ومن فيهم يريد أن يعود بنا إلي الوراء ويشعل النار في البلاد ويحرمنا من الإحساس بالاستقرار ويضع فتيل الفتنة بين الشعب والجيش؟ والغريب أيضا ان من يدعون أنهم من شباب الثورة نسوا في غمرة بحثهم عن مجدهم الشخصي وأهدافهم السياسية المواطن العادي البسيط الذي لا يلعب سياسة ولا هم له سوي لقمة العيش وهؤلاء هم السواد الأعظم من الشعب المصري الذي ملوا المظاهرات واكتوا بنار البلطجية ويريدون عودة عجلة الإنتاج واستقرار الاقتصاد القومي، ومرحبون بأداء المجلس الأعلي ومجلس الوزراء. طبعا أنا لم استمع إلي كل الشعب المصري لكنني استمعت وتعاملت مع نماذج منهم في الشارع والسوق والفرن والمقهي والجامع والكنيسة. الكل يريد الاستقرار، الكل يريد مصلحة مصر. وأعتقد ان نتيجة الاستفتاء تؤكد صحة ما أقوله.. لذا أدعو كل من يدعي أنه من شباب الثورة ان يتقي الله في بلاده وينحي مصالحه الشخصية ولو لحين.