كيف ننجح في إعادة السياحة إلي سابق عهدها بعد أن تراجع الدخل السياحي بنسبة 80٪ خلال الشهور الثلاثة الماضية بعد أن أحجم السائحون في القدوم إلي مصر لعدم الإستقرار الأمني وقامت معظم الدول بتحذير مواطنيها من السفر إلي مصر؟ وماهي الخطط المستقبلية طويلة الأجل لكي ننهض بهذا القطاع الذي يمثل 11٪ من إجمالي الدخل القومي أي ما يوازي 12 إلي 13 مليار دولار سنويا بعد أن أصبحنا نخسر يوميا 40 مليون دولار نتيجة توقف الحركة السياحية ؟ وما هي الإجراءات التي يمكن إتخاذها حتي يساهم هذا القطاع بشكل أكبر في مواجهة قضية البطالة حيث يعمل به بطريقة مباشرة وغير مباشرة حوالي 2 مليون فرد ؟ كل هذه الأسئلة طرحناها علي عمداء كليات السياحة في مصر وخبرائها ليضعوا معنا روشتة علاج سريعة ومستقبلية للنهوض بالسياحة وجذب السائحين بشكل أكبر.. وكانت هذه هي النتيجة عمداء الكليات: الأولوية للاستقرار الأمني واستخدام الفيس بوك في الدعاية وتشجيع الرحلات الداخلية في البداية يؤكد سيد موسي رئيس هيئة تنشيط السياحة الأسبق ومقرر شعبة السياحة بالمجالس القومية المتخصصة أن عودة السياحة إلي طبيعتها مثلما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير، مرهون بعودة الأمور لطبيعتها في أقرب فرصة.. ويضيف أن الصورة المرسومة لنا في الخارج للأسف حاليا هي أن مصر غير مستقرة حاليا من الناحية الأمنية، ولهذا فإن من يقترح بأن نقوم بتخفيض الأسعار من أجل تشجيع عودة السياحة، فإن هذا لن يجدي لأن هناك قلائل هم الذين سيأتون لو انخفضت الأسعار حتي 50٪.. ولكن من الناحية المهنية هناك خطوات قد تم اتخاذها مؤخرا، وهي الاتصال بحكومات الدول لإلغاء قرار حظر السفر إلي مصر بعد أحداث ثورة 25 يناير. ويشير إلي أن هناك ثلاث مشاكل تواجه السياحة حاليا، وهي أن هناك فجوة حالية لم تضق حتي الآن بين أهل الدراسات العلمية وبين أهل المهنة، فأساتذة العلم لديهم تصورات هائلة للنهوض بالسياحة في مصر وتصورات لمواجهة كل مشكلاتها ولكن عند تطبيقها تكون هناك مشاكل لانهاية لها ولايؤخذ بهذه الآراء. كما أنه لايوجد لدينا ثقافة المتابعة والتنفيذ للتوصيات التي نضعها في رسائل الدكتوراة عن كيفية مواجهة مشكلات السياحة ، كما أن خريجي كليات السياحة ومعاهدها يحتاج إلي إعادة نظر. نبذ التسول والابتزاز أما د.ماجد نجم عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان فيدعوا إلي حملة قومية للوعي السياحي يقودها طلابنا في كليات السياحة ومعاهدها خاصة أننا عندنا في مصر 7 كليات سياحة في الجامعات الحكومية واثنان في الجامعات الخاصة و17 معهدا عاليا للسياحة ولو تم تدريب طلاب هذه الكليات والمعاهد للانطلاق لكل ربوع مصر لتوعية المواطنين بالسياحة بعد وضع خطة ورؤية محددة لهذه الحملة.. وأن يتم التركيز في هذه الحملة علي نبذ أسلوب »التسول والابتزاز« الذي يتم من قبل الكثيرين ممن يحتكون بالسائح الأجنبي في كل مكان في مصر، وأن يتم في إطار هذه الحملة أيضا تطوير المناطق المتاخمة للمناطق السياحية ستكون كل هذه الإجراءات بمثابة المفتاح لحملة تسويق سياحي تشمل في أهدافها التركيز علي أنماط غير تقليدية، لجذبها لزيارة المناطق السياحية في مصر مثل سياحة الفئات ذات الطابع الخاص وذوي الاحتياجات الخاصة حيث يمكن أن يأتي لي منهم مايزيد علي مليون سائح.. بالإضافة إلي التركيز علي سياحة المؤتمرات. استغلال الفيس بوك أما د.ياسر شهاوي المدرس بكلية السياحة جامعة المنوفية فيؤكد علي ضرورة الاستفادة من التطور السريع والمتلاحق في شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر ونصائح السفر »trib advisor « وأعداد المستخدمين المتزايدة في رسم صورة ذهنية وسمعة قوية للمقصد السياحي في مصر حيث لم يعد في الإمكان تسويق مصر سياحيا بإستخدام الأدوات التقليدية بسبب تأثير المحتوي السياحي المعد والمنشور بواسطة السائح الذي قام بزيارة مصر في الماضي ويتضمن المحتوي الأليكتروني لتجربة السفر إلي مصر في صورة مواد مصورة وفيلمية وتحميلها علي شبكة المعلومات الدولية الإنترنت وتداولها بكثافة في وسائل التواصل الإجتماعي وشبكاتها ومواقعها، وسيكون ذلك له أكبر الأثر في مستقبل مقدمي الخدمات السياحية في مصر حيث لم يعد بالإمكان السيطرة علي هذا المحتوي وتحديد شرائح معينة للاطلاع عليها. تشجيع السياحة الداخلية أما د.عادل همام عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة 6 أكتوبر فيطالب بضرورة أن تعمل المكاتب السياحية في الخارج حاليا، وبأسرع مايكون علي التأكيد بمختلف الدول التي توجد بها هذه المكاتب، علي أن مايحدث في مصر الآن من أحداث هدفها التغيير إلي الأفضل لصالح مصر ولايوجد بها أي اضطرابات خاصة بالسياحة، ولذلك فليس هناك ما يدعو إلي القلق لأن مصر تفتح ذراعيها لاستقبال السائحين في أي وقت ،كما أن معظم الأماكن السياحية آمنة تماما وبعيدا عن أي من الاضطرابات الجانبية الناجمة عن ثورة 25 يناير والتي يستغلها بعض المناهضين لهذه الثورة للإضرار بها والنيل منها، كما يجب أن نزيد من استخدام الدعاية الاليكترونية بشكل كبير في مجال الدعاية السياحية، وأن نقوم بالاتصال بشكل مكثف بالوكلاء السياحيين في الخارج ودعوتهم لزيارات سريعة إلي مصر إذا اقتضي الأمر ذلك، بالإضافة إلي وضع خطة عاجلة للعناية والإهتمام بالمزارات السياحية والتغلب علي ما يسئ إلي وجه مصر الحضاري، وزيادة الاهتمام وتشجيع السياحة الداخلية من الآن بخطة تهدف إلي الاستفادة بالإمكانات الحالية إلي حين عودة السياحة الخارجية.. مع الاستمرار بعد ذلك في تشجيع السياحة الداخلية.. وأخيرا وضع خطة لإعادة تأهيل العاملين في القطاع السياحي. وتتفق د.هدي سيد عبد اللطيف عميدة كلية السياحة والفنادق بالفيوم مع كل ماسبق، لكنها تري أنه لابد من التركيز علي السياحة الداخلية في الفترة المقبلة بشكل أكبر لمواجهة حالة الركود في المنشآت السياحية الحالية في مختلف أنحاء مصر، وأن يتم ذلك بعد انتهاء امتحانات نهاية العام في المدارس والجامعات وقبل شهر رمضان الكريم، وهذا يحتاج بلا شك إلي مجهود أكبر.. كما تناشد القائمين علي الفنادق السياحية بأن تكون هناك أسعار مدعمة للسياحة للمصريين خلال الفترة القادمة، حتي تعود السياحة إلي سابق عهدها. أما د.علاء عبد الوهاب مدير الإدارة الفنية للهيئات الإقليمية بوزراة السياحة، فيري أنه بعد ثورة 25 يناير لابد من تعديل توجهاتنا السياحية بحيث تبدأ الانطلاقة لتنشيط السياحة في الفترة القليلة القادمة من السياحة الداخلية، ثم الاهتمام بعد ذلك بجذب المصريين في الخارج للسياحة إلي بلدهم .. يليها الاهتمام بالسياحة العربية ثم السياحة الدولية، لان الاهتمام بترتيب هذا المثلث سيحقق نقطة التعادل في الاستثمارات السياحية، ويقينا شر التعرض للأزمات المفاجئة التي يترتب عليها انخفاض معدلات السياحة الدولية لمصر، كما حدث مؤخرا وهنا نحول السياحة الداخلية إلي قاعدة انطلاق للسياحة الدولية وبديلاتها وقت حدوث الأزمات ونهتم في نفس الوقت بتعزيز الانتماء والهوية من خلال إحساس المواطن المصري بقيمة وطنه وأنه يتمتع بمغريات الجذب السياحي مما يحقق الصحة النفسية له وهو مايمثل الأساس في تعامله مع السائح الأجنبي.. 5 ملايين سائح وعلي أرض الواقع في محافظة جنوبسيناء التي تعتبر ركنا أساسيا من أركان السياحة في مصر بعد أن زارها في العام الماضي 5 ملايين سائح وهو ما يمثل ثلث السياحة في مصر كلها، وبالتالي يمثل ثلث الدخل القومي من السياحة فإن محافظها اللواء محمد شوشة يكشف أن هناك أربع قضايا رئيسية تواجههنا الآن في جنوبسيناء بالنسبة للسياحة ونبذل جهودا كبيرة لمواجهتها وهي: كيفية زيادة معدل صرف السائح الأجنبي لأن مقياس الدخل القومي في السياحة يقاس بما ينفقه السائح عندنا، فإذا كانت هناك مغريات سواء في الإقامة أو المزارات السياحية أو العاديات التي يشتريها كتذكار من مصر، أو بعض المنتجات المصرية الأخري التي يهوي السائح الأجنبي أو العربي حملها معه من مصر.. وإذا كان هناك اهتمام بتقديم كل هذا للسائح سوف ينفق أكثر وبالتالي يكون العائد أكبر من قدومه إلي مصر بل سيفكر في العودة إليها مرة ثانية وثالثة. والقضية الثانية التي تشغلنا حاليا أيضا هي كيفية رفع نسبة عودة السائح الأجنبي إلي جنوبسيناء مرة أخري وهي تمثل حاليا 20٪ أي أن 20٪ ممن يأتون إلي جنوبسيناء يعودون إليها مرة أخري ونأمل أن تزيد هذه النسبة إلي 50٪.. أما القضية الثالثة فهي كيفية العمل علي زيادة مدة بقاء السائح في جنوبسيناء والتي تتراوح حاليا مابين أسبوع إلي عشرة أيام لأن السائح كلما قضي في جنوبسيناء فترة أطول زاد إنفاقه أكثر وزادت الاستفادة من بقائه أكثر.. أما القضية الرابعة فهي العمل علي زيادة نسبة السياحة الداخلية حتي يعرف المواطن المصري بلده جيدا ويستفيد من إمكاناتها السياحية ويتمتع بمناطقها السياحية أيضا. ويؤكد محافظ جنوبسيناء أن المحافظة قد رفضت الكثير من الضغوط عليها لكي نجعل قري جنوبسيناء مثل قري الساحل الشمالي التي لم يشترط عند إقامتها وجود فندق بكل قرية، لكننا نصر علي ضرورة وجود فندق بكل قرية لأنه بدون فندقة في القري السياحية لن توجد تنمية سياحية حقيقية في المنطقة.