امتلأ عام 2009 بالعديد من الأحداث والأزمات العالمية والمحلية ولحيويته تأثر قطاع السياحة بكل ما دار خلال العام ولعل أشهر الأزمات هي الأزمة المالية العالمية والتى التهمت عوائد السياحة والنمو الاقصادي لينخفض من 7% فى 20072008 ليصل إلى 4% فى 2008 2009 ولعل أكثر القطاعات تأثرا هو القطاع السياحى حيث انخفض متوسط النمو فى قطاع السياحة من 6 % عام 2007 إلى 3 % العام الماضى نظرًا لطبيعته والمرتبطة بالترف والرفاهية ولا أحد يغفل تأثير تفجيرات " حي الحسين " والذي أثرسلبيًا, خاصة وأن المصابين كان معظمهم من الأجانب الفرنسيين, وهو ما أدي إلي عودة غالبية السائحين الفرنسين إلي باريس. وأبى أن ينتهى 2009 بسلا م حيث فاجأنا بمرض جديد هاجم قطاع السياحة وهو " إنفلونزا الخنازير" فقد أعلنت بلدان عدة رفع حالة الطوارئ بسبب انتشار الفيروس, وقد تراجعت أسهم شركات النقل الجوي ووكالات تنظيم الرحلات السياحية في البورصات الأمر الذي انعكس على الحركة السياحية العالمية والتى انخفضت وفقا لإحصاءات منظمة السياحة العالمية 7% مع توقعات أن تنخفض هذه النسبة لتصل إلى 5 أو 6% ولأول مرة تنخفض نسبة الإيرادات السياحية عن أعداد السائحين بحوالى 1:2% !! فيما أكدت المؤشرات فى مصرانخفاض الإيرادات السياحية فى الربع الأخير من العام المالى رغم زيادة أعداد السائحين بنحو 14% خلال الربع الثاني من العام 2008/2009 مقارنة بحوالى 12% من نفس الفترة من العام السابق إلا أن عدد الليالي السياحية قد انخفضت بنحو 10% في الربع الثاني من العام الحالي مقابل زيادة تصل إلى 49% تقريبا من نفس الفترة من العام السابق وهو ما انعكس في تراجع الإيرادات السياحية بنحو 9% في الفترة (أكتوبر - ديسمبر) من عام 2008 مقارنة بزيادة أكثر من 48% في الفترة ذاتها من العام السابق ! إلا أن قطاع السياحة أبى أن يتضرر جراء هذه الأزمات فقد كان للخطط والدراسات التى وضعتها وزارة السياحة عن بدائل وإجراءات وقائية الفضل الأكبر من خلال ابتكارات عصرية هى الأولى من نوعها والتى استطاعت أن تضمد بعض جراح السياحة من خلال الانتقال إلى أنواع أخرى من السياحة مثل البيئة والغوص والطبيعة وأخيرا الصحارى والتى حظيت هذا العام باكتشاف العديد من الآثار خاصة في شمال سيناء تم اكتشاف عن أربعة معابد فرعونية كما أن اختيار مصر كراعٍ رسمي لمعرض روسيا كان له تأثير جيد نظرًا لما تمثله من فرصة فى الترويج السياحى لمصر وأيضا المشاركة المتميزة فى بورصة لندن وما أتاحه من لقاءات موسعة مع كبرى الشركات السياحية العالمية ورغم هذه الأزمات إلا أن زهير جرانة وزير السياحة خرج علينا ليؤكد على مرونة هذا القطاع فى مصر وأن الانخفاضات التى حدثت فى أعداد السياح والإيرادات السياحية مازالت فى الحدود الأمنة لافتا إلى أن القطاع السياحى بكل كوادره وهيئاته " عنده الإصرار " أن يصل نهاية عام 2011 لتحقيق 14 مليون سائح و140مليون ليلة سياحية ودخل سياحى 14 مليار دولار ورغم أن المؤشرات الأولية للقطاع شهد فى النصف الأول من العام الحالي انخفاضا فى أعداد السياحة الوافدة إلي مصر بنسبة8,7 % وانخفاض الدخل بنسبة 9,5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.إلا أن القرارات التى أصدرها جرانة بمرونة التعامل مع الأزمة ودون الإخلال بالمواصفات والجودة ودون أن يتأثر مستوى الأداء نجح بشكل كبير فى احتواء الأزمة حيث سارع العاملين بالقطاع السياحى إلى انخفاض أسعار المنتج السياحى المقدم للسائحين بما يتراوح بين 6 : 8 % أسوة بالدول السياحية المنافسة للمقصد السياحى المصرى ومحاولة الحصول على نصيب من السياحة الخارجية من الدول الأوروبية خاصة وأنها تمثل 80 % من إجمالى الحركة الوافدة إلى مصر وتحقق منها إيرادات سياحية خاصة من روسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا ولم يكتفِ جرانة بهذا بل وضع استراتجية مرنة للاتجاه إلى أسواق أخرى مثل شرق أسيا وإندونسيا بل إلى المناطق الخليجية والتى لم تتأثر بوباء إنفلونزا الخنازير ليتمكن من تعويض الخسائر وتقليل تأثرها على الدخل القومى.