صناعة السياحة المصرية تواجه أكبر أزمة فى تاريخها تتطلب تعاون القطاع الحكومى والقطاع الخاص للخروج من هذه الأزمة الطارئة والتى نتج عنها توقف السياحة الدولية الوافدة إلى مصر. والموقف الحالى أدى إلى إغلاق عدد كبير من الفنادق أبوابه فى القاهرة الكبرى إضافة إلى فنادق شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، توقف وشلل فى الفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان وفى الوقت أيضا الذى أعلنت خلاله مجموعة من شركات الطيران العالمية الإقليمية إلغاء رحلاتها من وإلى القاهرة لعدم جدواها الاقتصادية نظراً لانخفاض أو لعدم وجود ركاب. ومن أبرز هذه الشركات الألمانية والفرنسية ودلتا الأمريكية والسعودية والاتحاد والإماراتية والتونسية والكويتية والشرق الأوسط كما طلبت الخطوط البريطانية تعديل مواعيد رحلاتها كما تقوم مصر للطيران بإلغاء عدد من رحلاتها المقررة نتيجة للظروف الراهنة. وفى متابعة وتحليل لهذه الأزمة نجد أن الأمر هذه المرة مختلف عن الأزمات السابقة فالقضية هنا اليوم هىعدم الاستقرار وعدم الأمان فى كل مناطق أو مدن مصر وعدم الانتظام فى حركة الطيران هكذا تنقل صورة مصر فى وسائل الإعلام الدولية رغم أن حقيقة الأمر أن المدن السياحية والتى تتخطى بأعلى نسب من السياحة الوافدة مثل شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم والأقصر وأسوان لم تشهد اضطرابات ولم نسمع عن سائح واحد تعرض لأية مضايقات وغادر مصر خلال ال 18 يوما السابقين مليون سائح عادوا جميعا سالمين إلى أوطانهم ولكن ما حدث أن معظم دول العالم السياحية التى تصدر السياحة إلى مصر اصدرت تحذيرات إلى مواطنيها بعدم السفر إلى مصر خاصة روسيا وألمانيا وبلجيكا وهولندا بل نصحت بعض الدول سائحيها بمغادرة مصر باستثناء السوق الإنجليزى الذى تتواجد فيه أعداد قليلة حتى الآن فى مصر. وقد ارتبط هذا الإلغاء برحلات الطيران العارض الشارتر وهو بمثابة عصب السياحة الذى ينقل ملايين السائحين إلى المقاصد السياحية المصرية المتنوعة وهكذا اصبحنا فى وضع لا يحسد عليه فى السوق السياحى الدولى وبدأت الفنادق تغلق أبوابها وأيضاً شركات السياحة والتى خفضت ساعات العمل واعطت إجازات للموظفين ويعد هذا الاستعراض للملامح الرئيسية للأزمة المالية نعود ونؤكد أولاً أن السياحية المصرية تمرض ولا تموت ولابد أولاً فى صدارة روشتة الخروج من الأزمة أن يتكاتف القطاع الحكومى والخاص وثانيا لابد من رؤية اعلامية وتسويقية جديدة مختلفة ومدروسة تراعى كل الظروف ويبدأ تنفيذها فورا وبشكل عاجل وأن تستمر رسالتنا الإعلامية بل نأكد على أن هذه الأزمة لم تستهدف على الاطلاق السائحين وضيوف مصر بل لم يتعرض أى سائح للأذى أو أى أتوبيس سياحى ينقلهم إلى الهجوم، بل حرص الجميع على سلامتهم لأنهم ضيوف مصر ولا ذنب لهم فيما يحدث من مظاهرات سياسية تحدث فى معظم أنحاء العالم كما يجب أن يتم التعامل مع وسائل الإعلام الغربية وخاصة الأسواق الرئيسية والتى فقدنا منها أعدادا كبيرة بكل حرفية ومهنية من خلال الاتصال المباشر بوكلاء السفر ودعوة المتخصصين من الكتاب السياحيين لزيارة مصر للوقوف على الأوضاع الأمنية ونقل الصورة من أرض الواقع إلى مواطنيهم بكل شفافية. إعادة الثقة كما لابد فى هذه الإطار أيضاً أن نؤكد رسالتنا العاجلة للخارج على أن المدن السياحية والمقاصد الكبرى المصرية خارج إطار المظاهرات السياسية وأن تخرج هذه المدن من الأزمة حتى يثق الإعلام الدولى فى أن هذه المدن آمنة. ولا بد من توحيد الرسالة الإعلامية بين المسئولين الرسميين وأن يتكلم الجميع بلغة واحدة. وهذا سوف تساهم فى تأكيد استقرار هذه المدن ولابد من الاتصال المباشر بين وزارات السياحة والإعلام والخارجية ومكاتبهم فى الخارج للتواصل مع الإعلام الدولى فى إطار هذه الرسالة. وحملاتنا الخارجية السياحية دور كبير فى إعادة الثقة فى السوق السياحى المصرى من خلال الاتفاق بين وزارة السياحة والشركة الدولية التى تنفذ حملات مصر الخارجية فى تغيير رسالتها والتى تخاطب بها السائحين والتركيز على دعوتهم لزيارة المدن السياحية البعيدة عن المظاهرات السياسية. وكما هو معروف فإن الطيران العارض «الشارتر» يلعب دوراً رئيسياً ومحورياً فى نقل الحركة السياحية الوافدة إلى المقاصد السياحية مباشرة إذن فلابد من الاتصال بمنتجى الرحلات الدولية وأصحاب الطيران الشارتر على عدم رفع برامج مصر السياحية من جداولهم خلال الفترة القادمة مع ضرورة استمرار برنامج دعم الطيران الشارتر فى الأشهر القادمة لأن استمرار تدفق هذا النوع من الطيران سوف يساهم بشكل جذرى فى تجاوز هذه الأزمة كما يؤكد ذلك الخبير السياحى إلهامى الزيات الرئيس الأسٍبق للاتحاد المصرى للغرف السياحية مطالباً بأن يكون تحفيز الشارتر لمدة لا تقل عن ستة اشهر. كما أشار الخبير السياحى عمرو صدقى إلى أهمية التواجد المصرى فى المعارض والبورصات والمحافل الدولية القادمة خلال مارس وإبريل خاصة بورصة برلين والتى تعد أهم البورصات السياحية ويتجاوز عدد المشاركين فيها إلى أكثر من 200 دولة إضافة إلى كبار منظمى رحلات السياحة والسفر وإن شاء الله تكون الأمور أكثر استقراراً وعودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها والتفاؤل مطلوب للخروج من هذه الأزمة. أحسن ناس وفى مبادرة طيبة وغير مسبوقة شهد كوبرى قصر النيل وقفة لمجموعة من السائحين يمثلون جنسيات متعددة يرتدون تى شيرتات بيضاء مطبوعا عليها شعارات باللغة العربية «أحسن ناس» وحاملين لافتات بالإنجليزية كتبوا عليها. NOW IS MORE SAFE أى أن مصر الآن أصحبت أكثر أمنا وجذب هذا التجمع أبصار المارة من المواطنين الذين انضموا إليهم وحرصوا على التقاط الصور التذكارية واعتبروا أن ذلك بمثابة دعوة لتنشيط السياحة الوافدة إلى مصر بعد الكساد الذى شهده القطاع السياحى إثر اندلاع احداث ثورة 25 يناير ولابد أن يستثمر القائمون على العمل السياحى بهيئة تنشيط السياحة صور هذه المبادرة لتكون من أدوات الترويج التى تعد الآن لعرضها على الأسواق المصدرة للسياحة لمصر لتأكيد أن هذه الثورة لم تمس السائحين بسوء. وعلى صعيد آخر وافقت جمعية رجال الأعمال المصريين على المقترحات التى تقدمت بها لجنة السياحة بالجمعية برئاسة المهندس أحمد بلبع لتجاوز الأزمة والإسراع فى استرداد مصر لنصيبها الذى تستحقه من السياحة العالمية، مع الحفاظ الكامل على العمالة. وأوضح بلبع أن هذه الاقتراحات تتمثل فى عدد من الإجراءات منها تسويقية ومالية وتتضمن المقترحات تكثيف التواجد المصرى فى المحافل والمعارض الدولية القادمة وهى BIT ميلانو، و ITB برلين و MIT بموسكو وذلك لعدم ترك فرصة للدول السياحية القريبة المنافسة لمصر خاصة الشاطئية منها للاستحواذ على حصة مصر من السياحة العالمية. وأكد أحمد بلبع على ضرورة مخاطبة وزير الخارجية لحثه على الاتصال بنظرائه فى الدول الأوروبية المصدرة للسياحة لمطالبتهم برفع أو تخفيض التحذيرات الصادرة من بعض تلك الدول لرعاياها بعدم السفر إلى مصر. و يرى بلبع ضرورة تأجيل سداد قيمة ضرائب المبيعات المستحقة ابتداء من نوفمبر الماضى المستحقة السداد قبل نهاية يناير 2011 حيث إن القطاع الفندقى يتعامل بالأجل مع شركات ووكلاء السفر الأجنبية وشركات الطيران وخلافه وفترة التحصيل عادة تتراوح ما بين 60 إلى 80 يوما تقريباً على أن يكون تأجيل سداد هذه المستحقات دون غرامات أو فوائد تأخير مع تأجيل سداد التأمينات الاجتماعية الشهرية المستحقة دون احتساب أى غرامات أو فوائد تأخير. ومن ناحية أخرى طلبت غرفة شركات السياحة من أعضائها موافاتها بالموقف سواء تمت عودتهم لبلادهم وأعدادهم وكذلك الإلغاءات المستقبلية للأفواج السياحية وجنسياتهم وأعدادهم وإخطار الغرفة فى حالة ورود مشكلة لحلها كما اتفقت غرفة شركات السياحة مع مدير مكتب الأياتا بمصر على تأجيل سداد المستحقات التى كان مقررا سدادها اعتباراً من أول فبراير 2011 وبدء السداد اعتباراً من تاريخ فتح البنوك كما طلبت الغرفة من الشركات سرعة موافقة الغرفة بحصر تفصيلى لجميع الخسائر التى لحقت بمنشآتهم وكذا جميع الأضرار المادية والالغاءات كما ناشدت غرفة المنشآت السياحية جميع اعضائها من أصحاب المطاعم السياحية والكافيتريات والمنشآت العائمة والثاتبة إعادة فتح أبوابها للجمهور من جديد والعمل على ترسيخ الاستقرار مؤكدة أن فتح أبوابها للجمهور من جديد والعمل على ترسيخ الاستقرار مؤكدة أن إعادة الفتح للجمهور يعد موقفاً وطنياً من قبل المنشآت لبث روح الطمأنينة بين المواطنين.