"السياحة شريان الحياة للاقتصاد المصري" هكذا يصف الاقتصاديين والخبراء دور السياحة في اقتصاد مصر، لما تلعبه من دور بارز في توفير العملة الصعبة وفرص العمل، وتشير الإحصاءات الي ان السياحة تمثل في المتوسط 11.3% من الناتج المحلي الاجمالي، و40% من اجمالى صادرات مصر غير السلعية، 19.3 % من ايرادات البلاد من النقد الاجنبي. لهذا فإن تعرض السياحة في مصر لعمليات إرهابية مثل واقعةإختطاف 11 سائحاً بالاضافة إلى 8 من المواطنين المصريين أثناء قيامهم برحلة سفاري على الحدود الجنوبية بين مصر والسودان، من شأنه أن يهدد بتراجع عائدات السياحة التى تشكل أهم روافد الاقتصاد المصري ومن شأنها أن تلقي بظلال سلبية على اقتصاد البلاد ككل وتمتد الى حياة المواطن. ووفقا لبيانات البنك الدولي والهيئة العامة للإستعلامات، شهد عام 2007 نموا كبيرا في قطاع السياحة سواء على صعيد عدد الزائرين أو واردات القطاع، فإستقبلت البلاد بنهاية ديسمبر/ كانون الاول نحو 11.1 مليون سائح بزيادة قدرها 22.1% في 2006. وعلى صعيد نمو ايراداتها شهد القطاع نموا كبيرا، فقد أظهرت بيانات نشرت على موقع بوابة مصر على الإنترنت أن إيرادات مصر من السياحة ارتفعت بنسبة 39% الى 2.6 مليار دولار في الربع الأول من عام 2008 بالمقارنة مع الفترة المقابلة من عام 2007. وسجلت الايرادات السياحية خلال الأشهر التسع الاولى من العام المالي 2007/ 2008 نحو 8.2 مليار دولار صعودا عن 6.2 مليار دولار خلال الفترة المناظرة من السنة المالية السابقة. وساهمت الفنادق والمطاعم السياحية بنحو 43.736 مليار جنيه من الناتج المجلي عام 2006/ 2007 منها 511.0 مليون جنيه مساهمة القطاع العام ونحو 43.225 مليار جنيه مساهمة القطاع الخاص. وقدر البنك الدولي عدد العاملين بالقطاع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في مصر مع نهاية عام 2007 بنحو 2.5 مليون بما نسبته 13% من القوى العاملة في البلاد. وتعد السياحة مصدر مهم لدعم سوق العمل في دولة تعاني ارتفاع نسبة البطالة، حيث تشير تقديرات حكومية إلى أن كل مليون سائح إضافي يوفرون 200 ألف فرصة عمل جديدة. وشهدت الفترة من يوليو/ تموز 2007 وحتى مارس/ آذار 2008 نموا ملحوظا في مؤشرات صناعة السياحة حيث بلغ عدد السائحين الزائرين لمصر 9.1 مليون سائح مقابل 7.2 مليون سائح في الفترة نفسها قبل عام بزيادة قدرها 26.5%. وهو ما انسحب على فترة اقامة السائحين بالبلاد، فتشير الاحصاءات الى أن الشهور التسعة الاولي من العام المالي 2007/ 2008 لتسجل 96.7 مليون يوم بزيادة 33% عن الفترة المناظرة من العام المالي السابق له. وتوضح الاحصاءات ارتفاع عدد الليالي السياحية التى قضاها السائحون في مصر خلال الربع الثالث من العام المالي 2007/ 2008 لتسجل 31.1 مليون ليلية، مقارنة ب22.3 مليون في الفترة نفسها من العام المالي 2006/ 2007 بزيادة قدرها 40%. وتعني الارقام السابقة زيادة معدلات حركة السائحين ولياليهم السياحية فقد ارتفع متوسط إقامة السائح من نحو 8 و9 ليالي خلال الربع الربع الثالث من العام المالي 2006/ 2007 الى 10 أيام في نظيره في العام المالي 2007/ 2008. ويتوافق الإتجاه التصاعدي لحركة السياح في مصر مع خطط التنمية السياحية التي لا تتوقف عند هدف زيادة عدد السياح القادمين في البلاد وتتعداه لأهداف اخرى منها إطالة مدة اقامة السائح، وبالتالي زيادة معدلات إنفاقه من خلال تنويع المنتج وحسن استغلال مقومات الجذب السياحي واحداث اضافة مستمرة في المغريات السياحية وزيادة الغرف الفندقية لاجتذاب السياح من اسواق غير تقليدية. وتستهدف مصر، بحسب تصريحات لوزير السياحة المصري زهير جرانة الى تحقيق عدة مؤشرات بحلول عام 2011 تتمثل فى اجتذاب 14 مليون سائح وتحقيق 140 مليون ليلة سياحية وتجهيز 240 الف غرفة فندقية وتحقيق 12 مليار دولار كايرادات سياحية ، وتوفير 1.2 مليون فرصة عمل جديدة. وأضاف أنه من المقرر زيادة عدد الغرف الفندقية بنهاية عام 2008 إلى 240 ألفاً مقابل 203 آلاف، وحيث تبقي نحو 140 ألف غرفة قيد الانشاء. وفي سياق متصل تتوقع منظمة السياحة العالمية بأن تحافظ مصر على تصنيفها كأكبر دولة مستقبلة للسائحين في منطقة الشرق الأوسط عام 2020، حيث سيصل عدد السائحين إلى 17 مليون سائح سنويا لما تتمتع به من كونها مقصد سياحي رخيص نسبيا. وتتصدر روسيا الدول المصدرة للسياحة لمصر- وفقا لتقرير أوضح تقرير المنظمة لعام 2007- حيث زار البلاد منها أكثر من 1.5 مليون سائح متفوقة بذلك على الدول الكبرى فى تصدير السياحة إلى مصر مثل إلمانيا التي احتلت المركز الثاني بنحو مليون سائح، ثم أنجلترا وأيطاليا. وعربيا، جاءت ليبيا عربيا فى المركز الاول برصيد 439 ألف سائح ثم السعودية فى المركز الثانى برصيد 412 ألف سائح وبلغ إجمالى السياحة العربية نحو 2 مليون سائح. (الدولار يساوي 5.4 جنيه مصري)