ونحن نسعي إلي تحقيق نهضة اقتصادية وزيادة الناتج المحلي فإنه يمكن بلوغ هذا الهدف في إطار توجه الدولة لعدم تصدير الخامات وإقامة صناعات عليها لتحقيق قيمة مضافة تكون مصدرا لتوفير العملات الصعبة وفتح مجالات للعمل أمام المواطنين في مشروعات إنتاجية كبيرة.. وحسنا فعلت الدولة أخيرا بالاتجاه لإحياء مشروع فوسفات أبوطرطور لتحقيق أكبر استفادة من خام الفوسفات بعد أن مكثنا عقودا طويلة نقوم بتصديره بأسعار لا تتناسب مع تكلفة استخراجه بدلا من القيام كما تفعل دول أخري بإقامة العديد من المصانع لاستغلال الفوسفات في إنتاج العديد من الصناعات المهمة إلي جانب مصانع إنتاج الأسمدة الفوسفاتية بدلا من استيرادها بملايين الدولارات.. وفي هذا الإطار لابد أن تتجه الدولة لاستغلال ثروات مصر الطبيعية حتي تتمكن من بناء قاعدة إنتاجية كبري واستخدام تلك الثروات في العديد من الصناعات المكملة.. ولن يتحقق ذلك إلا بالإسراع لإنشاء هيئة موحدة لاستثمار تلك الثروات بدلا من إهدارها واستنزافها كمادة خام، ويأتي في مقدمة تلك الثروات الرمال السوداء التي تتوافر بكميات هائلة علي امتداد ساحل الدلتا وسيناء من رشيد حتي رفح لمسافة 40 كم وللأسف الشديد يتم إهدارها واستنزافها بشكل غير طبيعي باستخدامها كما يتم استخدام الرمال الصفراء في أعمال البناء وغيرها رغم أهمية الرمال السوداء حيث يؤكد الخبراء أن تلك الرمال تعد من أساسيات إنشاء المفاعلات النووية لاحتوائها علي عناصر مشعة نادرة تحتاجها المفاعلات النووية كما أنها تدخل في صناعات أخري مثل هياكل الطائرات والصواريخ ومواتير السيارات وبها المادة الأساسية لصناعة البويات والأصباغ والمعادن التي تدخل في صناعة السيراميك وغيرها من الصناعات التي تبلغ 50 صناعة.. وكذلك الحال بالنسبة للرمال البيضاء التي تتوافر بكثرة خاصة في منطقة أبوزنيمة بوسط سيناء.. وتلك الرمال يتم إهدارها واستنزافها رغم أنها تعد ثروة قومية يمكن أن تقوم عليها عدة صناعات حيث تشكل مكونا أساسيا لصناعة الكريستال الفاخر والزجاج والإلكترونيات.. وهناك أيضا الحجر الجيري الذي يدخل في صناعة أصناف عديدة من الدواء ولكن يتم في مصر إهداره وبيعه بملاليم في حمولات بالعربات الكارو.. وهناك خامات أخري كثيرة تجود بها أرض مصر يمكن استغلالها في إنشاء قلاع صناعية وقاعدة إنتاجية ضخمة تقود مصر إلي نهضة اقتصادية ترتفع بها إلي مصاف النمور الاقتصادية.