»إلا إذا »عنوان رواية للكاتبة الكندية »كارول شيلدذ » أثار فضولي، لمعناه الشرطي الذي يثير جدلا داخليا مع الذات في أوقات كثيرة، خلف تجربة شخصية، أو قراءة نقدية لرواية، أو موقف أسأنا فيه التصرف، هي تحمل معني التراجع لموقف حدث أو موقف نخشي أن يحدث إلا بشروط. إلا إذا..هي كلمة القلق في اللغة الانجليزية، فهي تطير مثل الفراشة حول الأذن، فبالكاد يمكنك سماعها، ومع ذلك يعتمد كل شيء علي وجودها. إلا إذا كما تقول المؤلفة:» هي الكلمة الشرطية التي تحملينها بين تجاعيدك، فهي دائماً موجودة أو غير موجودة. إلا إذا كنت محظوظة، إلا إذا كنت سليمة وخصبة، إلا إذا أحببت وتعذبت، إلا إذا كنت واضحة تجاه اتجاهاتك الجنسية، إلا إذا عُرض عليك ماَ عُرض علي الآخرين، انت تذهبين إلي الأسفل في الظلام، إلي اليأس. كلمة إلا توفر لك باباً مسحوراً، نفقاً في الضوء ..إلا إذا هي معجزة اللغة والإدراك، إنها تجعلنا قلقين، وماكرين مثل الذئاب التي تنشأ في معظم الحكايات الخيالية المثيرة، ولكنها تعطينا أملاً. كل هذه المعاني والتفاسير تحملها الرواية التي حازت العديد من الجوائز الدولية المتعددة أهمها البوكر وسكوتيانبك جيلر وأورانج.وقدمها للعربية المركز القومي للترجمة في ترجمة رائعة للمترجم كريم هشام. الرواية تعتمد علي أسلوب السرد البسيط الذي يأخذك إلي عالم قد تحبه وقد لا تفهمه، وقد يثير بداخلك التساؤلات وهذا ما أفضله،عملية المباغته السردية للنص الذي يخطفك في كلماته بكل رضا » يتصادف أنني أمر الآن بفترة من عدم الرضا والإحساس بالضياع، وطوال حياتي كنت أسمع الناس يتحدثون عن كونهم يعيشون في ألم شديد، وإفلاس من الناحية الروحية والجسدية، ولكنني لم أفهم قط ما يعنونه بكلمة أن تخسر أو أن تكون قد خسرت اعتقدت أن لحظات اليأس والظلام التي تزورنا، لم تكن تستغرق سوي بعض دقائق أو ساعات وبين نوبات الحزن ينشغل هؤلاء التعساء بالسعادة مثلنا» يتصور بعض الأصدقاء أن من لديه قدرة علي الكتابة يمكنه أن يتخلص من التعاسة، وهذا صحيح إلي حد ما،وان الكتابة التي يكون من دوافعها الحزن تكون أكثر تأثيرا علي الآخرين، هل لأننا في الحزن نكون أكثر صدقا؟.. ربما ..رغم أن الكاتبة تروي حكاية إنسانية بسيطة إلا أنها أصابتني في الداخل بوخز الأسئلة التي تطرحها علينا الحياة. ولا نجد لها إجابة إلا إذا افترضنا الجانب المفرح منها كي تسير وتستقيم بنا الحياة وهذا أمر صعب إلا إذا ....